دعا الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين قيادات الجيش السوداني للسماح بالاحتجاج السلمي وحث على انتقال السلطة سريعا لقوى مدنية.
وقالت متحدثة باسم الاتحاد في إفادة دورية للصحافيين "نتابع تطورات الوضع عن كثب بما في ذلك هجمات اليوم على المحتجين المدنيين وندعو المجلس العسكري الانتقالي للعمل بشكل مسؤول واحترام حق الناس في التعبير عن قلقهم".
وأضافت المتحدثة "أي قرار بتكثيف استخدام القوة لن يكون من شأنه سوى إخراج العملية السياسية عن مسارها... أولوية الاتحاد الأوروبي ما زالت هي نقل السلطة سريعا إلى سلطة مدنية".
وفي السياق، طالبت وزارة الخارجية المصرية الاثنين الأطراف السودانية باستئناف الحوار بشأن الفترة الانتقالية، بعد ساعات من محاولة فض اعتصام أمام مقر الجيش في الخرطوم.
وقالت في بيان "تؤكد مصر على أهمية التزام كافة الأطراف السودانية بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني".
وبدأ الاعتصام قرب مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في السادس من نيسان/أبريل حتى دفع الجيش للإطاحة بالرئيس عمر البشير بعد خمسة أيام.
وشكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا يحكم منذ ذلك الوقت. لكن المتظاهرين واصلوا تحركهم واعتصامهم مطالبين بنقل السلطة الى المدنيين.
وعلّقت المفاوضات بين المجلس العسكري والمتظاهرين في 21 مايو (أيار) بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة ورئاسة مجلس سيادة قرروا تأسيسه على أن يتألف من عسكريين ومدنيين، ويتولى قيادة الفترة الانتقالية في السودان.
من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية في السودان اليوم الإثنين أن الهجمات التي يقوم بها المجلس العسكري على المتظاهرين "يجب أن تتوقف"، معتبرة أن المجلس لا يمكنه "قيادة شعب السودان بشكل مسؤول".
وقالت السفارة في تغريدة على موقعها على "تويتر" إن "الهجمات التي تقوم بها القوى الأمنية السودانية ضد المتظاهرين ومدنيين آخرين خطأ ويجب أن تتوقف". واعتبر البيان أن "المسؤولية تقع على المجلس العسكري الانتقالي. المجلس لا يمكنه أن يقود شعب السودان بشكل مسؤول".
وقال السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق من جهته في تغريدة على "تويتر" إنه سمع "إطلاق نار كثيف" من منزله.
وتابع "أنا قلق للغاية إزاء التقارير (...) التي تتحدث عن مهاجمة القوى الأمنية الاعتصام وعن وقوع إصابات (...) لا مبرّر لمثل هذا الهجوم. يجب أن يتوقف هذا. الآن".
وقتل عدد من الأشخاص خلال الأيام الأخيرة في ظروف لم تتضح في مناطق قريبة من موقع الاعتصام.
وأتى التصعيد في المشهد السوداني بعد قرابة أسبوع من الجولة الخارجية الأولى لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ توليه منصبه وقد زار فيها مصر والإمارات والسعودية وأثيوبيا.
وارتفع عدد القتلى في اقتحام الأمن لمقر الاعتصام لاحقاً إلى ثلاثة عشر قتيلاً.