Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تغلق مكتب "دويتشه فيله" بعد قطع بث "أر تي" في ألمانيا

تأتي الخطوة في خضمّ توتر العلاقات بين موسكو والغرب بشأن الأزمة الأوكرانية

شعار شبكة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الدولية "دويتشه فيله" (أ ف ب)

أمرت السلطات الروسية، الخميس الثالث من فبراير (شباط)، بإغلاق المكتب المحلي لشبكة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الدولية "دويتشه فيله" ومنع بثّ برامجها، رداً على قطع بث قناة "أر تي" الروسية في ألمانيا، في سابقة لوسيلة إعلام غربية في تاريخ ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

واعتبرت وزيرة الثقافة والإعلام الألمانية كلاوديا روث، أن قرار روسيا بشأن "دويتشه فيله" "غير مقبول". وأشارت إلى أن "أر تي بالألمانية" تبثّ "من دون ترخيص ولم تطلب تصريحاً" بخلاف "دويتشه فيله" في روسيا.

ويأتي إغلاق مكتب الشبكة الألمانية في خضمّ أزمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا التي تخشى غزواً روسياً.

وفي السنوات الثلاثين الأخيرة، حرص الكرملين على عدم مهاجمة وسائل إعلام أجنبية، الأمر الذي لا ينطبق على الإعلام الروسي المعارض منذ أن وصل فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة عام 2000.

ومع تدهور العلاقات مع الدول الغربية، تغيّرت في السنوات الأخيرة هذه السياسة، خصوصاً مع طرد صحافية في شبكة "بي بي سي" البريطانية ومراسل هولندي عام 2021.

"عميل أجنبي"

وتتضمن "إجراءات الرد" التي اتخذتها موسكو الخميس بحسب ما جاء في بيان الوزارة، "إغلاق المكتب" المحلي لـ"دويتشه فيله" و"سحب الاعتماد من جميع موظفي" المكتب و"وقف البث" على الأراضي الروسية.

وأعلنت الوزارة أيضاً بدء آلية تهدف إلى اعتبار القناة الألمانية "عميلاً أجنبياً". وسبق أن طبقت هذه الآلية على الكثير من وسائل الإعلام الروسية المعارضة.

رئيس "دويتشه فيله" بيتر ليمبورغ قال من جهته في بيان، إن القناة "تحتجّ على رد الفعل العبثي" و"ستواصل" العمل في مكتبها في العاصمة الروسية، إذ إنها لم تُبلّغ رسمياً بعد. واعتبر أن "تدابير السلطات الروسية غير مفهومة ومبالغ فيها".

وقالت الخارجية الروسية إن عقوبات ستُفرض أيضاً على "ممثلي هيئات حكومية وعامة ألمانية ضالعة في قطع بثّ محطة أر تي"، التي تروّج خصوصاً لمواقف الكرملين في الخارج.

وأوضحت الوزارة أن هذه الاجراءات هي بمثابة "مرحلة أولى" في سياق الرد، واعدةً برد آخر "في الوقت المناسب".

حظر "أر تي" في ألمانيا

وقبل بضع ساعات، ندد الكرملين بحظر بث محطة "أر تي" التلفزيونية في ألمانيا، معتبراً أن ذلك يشكل "انتهاكاً لحرية التعبير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت موسكو توعّدت الأربعاء بمعاقبة المنصات الإلكترونية التي "ألغت بشكل تعسّفي وغير مبرر حسابات القناة"، في إشارة واضحة إلى منصة "يوتيوب" العملاقة الأميركية التي حجبت حساب "أر تي بالألمانية" يوم إطلاقه.

وتوقف البثّ عبر الأقمار الاصطناعية للقناة الروسية في ألمانيا بعد وقت قصير من صدور القرار.

وحظرت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا (زاك) بثّ قناة "أر تي بالألمانية" على موقعها الإلكتروني وتطبيقها على الهواتف، مشيرةً إلى أنه لم يتم التقدم بأي طلب "للحصول على الترخيص الضروري بموجب قانون وسائل الإعلام".

وتعتبر موسكو أن هذا القرار "مدفوع باعتبارات سياسية".

العلاقات الروسية- الألمانية

وتدهورت العلاقات بين روسيا وألمانيا في السنوات الأخيرة، إذ إن برلين أكدت أن المعارض الروسي أليكسي نافالني تعرّض لعملية تسميم، واعتبرت أن عميلاً من الأجهزة الأمنية الروسية نفّذ عملية اغتيال في العاصمة الألمانية.

وبين المسائل التي تثير غضب موسكو، تأخير تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" للغاز الذي يربط البلدين.

وتأتي الأزمة حول "أر تي" و"دويتشه فيله" أيضاً في سياق التوترات بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

وقناة "أر تي" التي كانت تُعرف سابقاً باسم "روسيا اليوم"، ممولة من الدولة الروسية وتقدّم خدماتها الإخبارية بلغات عدة، بينها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والعربية.

وأثارت القناة جدلاً في دول عدة لا سيما في الولايات المتحدة، حيث صُنّفت على أنها "عميل أجنبي"، وفي بريطانيا حيث هدّدت السلطات بسحب ترخيص بثّها. ومُنع بثّ القناة في عدد من الدول بينها ليتوانيا ولاتفيا. وفي فرنسا، تتّهم السلطات "أر تي" بأنها وسيلة تضليل بيد الكرملين.

وفي البداية، حاولت "أر تي بالألمانية" أن تسجّل نفسها عبر شركتها القابضة، في لوكسمبورغ، لكنها لم تنجح في ذلك. ثمّ استخدمت ترخيصاً تملكه المجموعة في صربيا، في آلية لا تعترف بها الهيئة الناظمة الألمانية. وتستند موسكو إلى الاتفاقية الأوروبية للتلفزيون التي وقّعتها برلين، وتعتبر أن الترخيص الصربي للبثّ عبر الكابلات والأقمار الاصطناعية يجب أن يكون كافياً لقناة "أر تي".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات