اكتشفت البعثة الأثرية التشيكية التابعة للمعهد التشيكي لعلوم المصريات خبيئة لمواد التحنيط القديمة، خلال أعمال التنقيب الأثري داخل مجموعة من آبار الدفن التي تعود إلى عصر الأسرة الـ26 الفرعونية، والتي تقع في الجزء الغربي من جبانة أبو صير التابعة لمحافظة الجيزة، شمال الصعيد.
370 إناء لمواد التحنيط
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن هذه الخبيئة جرى العثور عليها داخل بئر ضخمة تبلغ مساحتها "5.3 × 5.3 متر"، بعمق أكثر من 14 متراً، تحتوي على مواد للتحنيط فريدة من نوعها، تتكون من 370 إناء فخارياً كبيرة مقسمة إلى 14 مجموعة، وتضم كل مجموعة من سبع إلى 52 إناء.
أضاف وزيري أن هذه الأواني تضم بقايا مواد كانت تستخدم أثناء عملية التحنيط، مشيراً إلى أنه جرى العثور في المجموعة العلوية من الأواني على أربعة أوانٍ "كانوبية" من الحجر الجيري فارغة، ومنقوش عليها نصوص بالكتابة الهيروغليفية باسم صاحبها وهو شخص يدعى "واح إيب رع مري نيت".
هذا الاكتشاف سيحظى بدراسات مكثفة للتعرف على تفاصيل أكثر دقة على عمليات التحنيط المعقدة التي كان يجريها المصري القديم للمومياوات (وزارة السياحة المصرية)
دراسات تحليلية مكثفة
وذكر ميروسلاف بارتا رئيس البعثة التشيكية المكتشفة للخبيئة أن منطقة أبو صير الأثرية من المناطق الثرية، ولعل هرم "زوسر" يشهد على أول بناء حجري في تاريخ الإنسان، لافتاً إلى أن اكتشاف بقايا لمواد التحنيط سيحظى بدراسات عميقة ومكثفة عبر تحليل بقايا مواد التحنيط للتعرف على تفاصيل أكثر دقة على عمليات التحنيط المعقدة التي كان يجريها المصري القديم للمومياوات، مؤكداً أن هذا الكشف سيعطي دفعة معنوية قوية لمواصلة التنقيب في تلك المنطقة للكشف عن المزيد من إرث المصريين القدماء الذين ما زالوا يبهرون العالم بعبقرياتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مومياوات للملوك والحيوانات
وقال أحمد البدري، المرشد السياحي والأثري، "إن أعداداً كبيرة من عشاق الآثار وعلوم المصريات، لديهم هوس بمتاحف التحنيط، ولديهم أيضاً الكثير من التساؤلات حول عبقرية المصريين القدماء في هذا الفن، والحالة الجيدة التي وصلت بها إلينا مومياوات الملوك والنبلاء، مما يعكس الدقة الكبيرة ليس للأخيرة وحسب بل للحيوانات أيضاً، فمتحف التحنيط بمدينة الأقصر يعرض مومياء لقرد يجذب انتباه آلاف الزائرين والسائحين. ولعل هذا الاكتشاف بمنطقة أبو صير سيحظى بمتابعة كافة وسائل الإعلام العالمية".
من جانبه، أشار محمد مجاهد، نائب مدير البعثة التابعة للمعهد التشيكي لعلم المصريات والعاملة في جبانة أبو صير، إلى "أن أواني مواد التحنيط لا تزال بها بعض بقاياها، التي تحتفظ بخواصها نسبياً، وتعكس الدراسة الجادة للمصريين القدماء للنباتات العطرية والزيوت وتوظيفها في تحنيط المومياوات والحيوانات، اعتقاداً منهم في البعث والخلود الأبدي".
أضاف "أنه جرى العثور على 370 إناءً فخارياً كبير الحجم في البئر الضخمة على طبقات مختلفة منه وتشتمل على عدد كبير من الأواني المستخدمة في التحنيط، ما يعكس حجم الاهتمام بصاحب المقبرة التي يجري البحث عنها من قبل البعثة الأثرية".
