هواجس وكوابيس وأرق دائم بالموت تحت الأنقاض، تنتاب عائلة صيام مع كل شتاء، فالتشققات والتصدعات الكبيرة التي تملأ جدران المنزل في تزايد مستمر، بخاصة مع ارتفاع وتيرة الحفريات الإسرائيلية المكثفة التي تجري أسفل منزلهم في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى. الانهيار الأرضي الأخير الذي طال أجزاء كبيرة من باحة المنزل، أرغم العائلة على إخلائه خوفاً على حياتها.
ويقول صاحب المنزل عماد صيام لـ"اندبندنت عربية" إن "أصوات الحفر والنبش أسفل المنزل التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية على مدى الساعة، تجعل من النوم مهمة صعبة، بل مستحيلة، فالحفريات المتلاحقة للبحث عن آثار هيكل سليمان المزعوم ومدينة داود، نسفت أساسات المنزل، الذي بات معلقاً في الهواء وكأننا نسير فوق قشرة بيض، وهذا الرعب الدائم يدفعني إلى تفقد أولادي أثناء نومهم أكثر من 20 مرة كل ليلة، وقبل خروجي من العمل أودعهم بحرارة، فقد ينهار المنزل فوق رؤوسهم في أي لحظة".
أنفاق وحفريات
إثر انهيارات متتالية وقعت في أحياء وشوارع عدة ببلدة سلوان، وتدفق كميات كبيرة من مياه الأمطار على منازل عدة، توجه أهالي حي وادي حلوة في البلدة إلى المحاكم الإسرائيلية، وطالبوا بوقف أعمال الحفر أسفل الحي، وباتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة السكان وعقاراتهم، بدعوى أن الجمعيات الاستيطانية التي تنفذ عمليات الحفر أسفل الشارع والمنازل بغية شق أنفاق متعددة باتجاه المسجد الأقصى وباحة حائط البراق، لا تكترث لخطورة هذه الحفريات على حياة المواطنين العرب، إذ يؤكد سكان الحي أن "الهدف الحقيقي لهذه الحفريات وما تسببه من تصدعات وانهيارات وتشققات في المباني هو ممارسة الضغط على السكان لإخلاء منازلهم"، ليكون الحي حسب قولهم "مرتعاً للمخططات التهويدية"، بخاصة أنه الأقرب إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.
وكان "مركز معلومات وادي حلوة" حذر قبل أعوام، من خطورة الانهيارات والتشققات الآخذة في الاتساع بصورة خطيرة في أحياء بلدة سلوان. وقال في بيان إن "هطول الأمطار في مدينة القدس لساعات عدة كشف عن تشققات وانهيارات أرضية وتصدعات جديدة، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة وما يرافقها من تفريغ أتربة من أسفل الحي، لاستكمال أعمال حفر شبكة الأنفاق الموصلة إلى أسوار المسجد الأقصى وساحة البراق من الجهة الغربية. إن رقعة التشققات والتصدعات تزداد وبشكل ملفت وهي آخذة بالاتساع".
مزاعم الهيكل
وصرح الباحث المقدسي فخري أبو ذياب لـ"اندبندنت عربية" أنه "يوجد قرابة 300 منزل فلسطيني في محيط المسجد الأقصى تعاني تشققات وتصدّعات خطيرة، 128 منها مهددة بالانهيار. وقسم الأبنية الخطرة في بلدية القدس يعطي أوامر إخلاء لكن من دون علاج أسباب التصدعات التي هي بالأساس جراء الحفريات. هناك 28 حفرية ونفقاً إسرائيلياً تحت أراضي الحوض المقدس، الذي يمتد من حي الشيخ جراح وصولاً إلى سلوان بما فيها البلدة القديمة وصولاً إلى المسجد الأقصى. وبلدية القدس تحاول التدخل دائماً لترميم المنازل لكن للسيطرة عليها لاحقاً، وبالتالي يرفض الأهالي بالمطلق فكرة المساعدات من المؤسسة الإسرائيلية ويعملون على ترميم منازلهم بالخفاء على الرغم من المخالفات التي قد تطالهم من سلطة الآثار التي تمنع الترميمات. وتم في عام 2021 ترميم 32 منزلاً بُنيت قبل عام 1967، لكنها عادت وتصدعت مع بداية موسم الشتاء الحالي". وأضاف أبو ذياب أن "الفشل في العثور على آثار تدعم الرواية التلمودية حول المعبد المزعوم، حوَّل بعض الحفريات إلى أنفاق وقاعات ضخمة لبث روايات يهودية ملفقة تعمل بلا هوادة على تشويه التاريخ الإسلامي للأقصى، حيث إن النفق الاستيطاني الممتد من حي وادي حلوة حتى حدود الأقصى، الذي تقدمه جمعية إلعاد الاستيطانية على أنه جزء من مسار الحجاج إلى (الهيكل الثاني) المزعوم من القرن الأول الميلادي، يتيح للمستوطنين الوصول إلى باحات الأقصى بشكل خفي من دون أن يلاحظهم أحد، إذ أصبح السور الجنوبي للأقصى بسبب هذا النفق معلقاً في الهواء لأن الحفريات خلخلت أساساته، إلى جانب التشققات التي أصابت منازل البلدة القديمة على طول مساره".
مسار الحجاج
على عمق نحو خمسة أمتار تحت بلدة سلوان البالغ عدد سكانها 59.000 نسمة، يقوم علماء الآثار بالتنقيب عن طريق أرضي عمره 2000 عام يُعرف بـ"طريق الحجاج". وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد "تم بناء مسار الحجاج الذي يبلغ طوله 600 متر من قبل الرومان بين العام 20 م و30 م، ودُفن مع تدمير القدس في عام 70 م، استخدمه اليهود عند الصعود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) الذي يُعتبر أقدس موقع في اليهودية".
نائب رئيس مؤسسة "مدينة داود"، دورون سبيلمان، كتب في مقال رأي نشره في وسائل إعلام إسرائيلية، "على عكس معظم الحفريات الأثرية التي بدأت من الأرض إلى الأسفل، فإن عمليات التنقيب هنا تمت تحت الأرض. تم استخدام عشرات كاميرات كوابل الألياف الضوئية لفك رموز أماكن التنقيب، في حين أن خرائط ورسوماً بيانية وضعها علماء آثار على مدى القرن ونصف القرن الماضيين مهدت الطريق للمضي قدماً. تستمر الحفريات الأثرية في هيكل سليمان في إثبات أن القدس القديمة لم تعد مجرد مسألة إيمان، ولكنها أيضاً مسألة حقيقة".
وأشار الباحث في علم آثار الشرق القديم شادي عمر بدوره إلى أن "المدينة الرومانية وشوارعها وميادينها الرئيسة معروفة، ولا يمكن أن تدعي السلطات الإسرائيلية أن الحفر يتم لأغراض بحثية أو علمية، لأن هناك الكثير من الطرق لكشف الآثار غير الحفر وتعريض بيوت المواطنين للهدم".
وأثار مشروع "مسار الحجاج" المثير للجدل، انتقادات من الحكومات ووسائل الإعلام الدولية بسبب موقعه في حي سلوان، في حين أن منهجية الحفر الأفقي للموقع، حيث يقوم علماء الآثار بالتنقيب بشكل جانبي، أثارت أيضاً الانتقادات، بخاصة أن سلطة الآثار الإسرائيلية تعتزم فتح الموقع كمكان سياحي، إضافة إلى استكمال إجراء الحفر لأغراض البحث.
منظمة "عيميك شافيه" غير الحكومية، التي تسعى إلى منع تسييس الآثار في إسرائيل، قالت إنها عثرت على شقوق في 38 وحدة سكنية تضم 200 من سكان سلوان بالقرب من موقع الحفر. وأبلغت المجموعة عن أضرار جسيمة، بما في ذلك شقوق كبيرة وأرضيات هابطة في عشر من الوحدات السكنية. ورداً على الاتهامات، قالت سلطة الآثار الإسرائيلية إنها وجدت تحركاً طفيفاً في الأرض تحت مستوى الشارع في منطقة ليست تحت أي منازل، و"نفذت فوراً حلاً هندسياً جديداً أثبت فعاليته".
جهود متواصلة
من جهة أخرى، أوقفت سلطة الآثار الإسرائيلية في عام 2020، حفريات تحت الأرض في حي سلوان بالقدس الشرقية لفترة وجيزة، بسبب مخاوف من انهيار مبانٍ في المنطقة. وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "السلطة اتخذت القرار بعدما اكتشفت أن الأرض حول منطقة الحفر غير مستقرة. وحذرت سكان سلوان لسنوات من التشققات والانهيارات والأضرار للمباني في الحي بسبب الحفريات، لكنها في الوقت ذاته قالت إن لا علاقة للحفريات بأي مشاكل".
ورصدت "مؤسسة القدس الدولية" (غير حكومية) بدورها، جملة تطورات جرت أخيراً في مواقع الحفريات في محيط المسجد من جهاته الأربع، أبرزها حسب التقرير التوثيقي للمؤسسة، في الجهة الجنوبية من المسجد، حيث زعم باحثون في سلطة الآثار الإسرائيلية العثور على مصباح زيت نادر في المنطقة التي يطلقون عليها اسم "مدينة داود" في سلوان، وادعوا أنه يعود إلى ما بعد تدمير "المعبد الثاني" المزعوم بوقت قصير. أما في الجهة الغربية، فزعمت جهات إسرائيلية، حسب المؤسسة، العثور على قطعة أثرية عمرها 2700 عام في الحفريات التي تنفذها بالاشتراك مع "مؤسسة تراث الحائط الغربي" قرب حائط البراق، عند السور الغربي للمسجد الأقصى. فيما شكل العثور على بقايا مبنى كبير عمره 2000 عام بالقرب من الحائط الغربي للأقصى، أبرز المزاعم التي ادعت فيها سلطة الآثار الإسرائيلية أنها تعود إلى حقبة "المعبد الثاني".
وقال رئيس "مؤسسة تراث الحائط الغربي" مردخاي سولي إلياف، لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إنه "من المثير الكشف عن مثل هذا الهيكل الرائع من فترة الهيكل الثاني في الوقت الذي نحزن فيه على تدمير القدس ونصلي من أجل ترميمها".
تجريف مستمر
وتدعي السلطات الإسرائيلية أن الحفر لا يمتد إلى المسجد الأقصى، وأن آخر محاولة للحفر تحته كانت عام 1981 بطلب من حاخام حائط المبكى (حائط البراق) يهودا غيتز، وبعد فشلها بالعثور على أي آثار، تم سد النفق الذي بدأ منه الحفر ولم تعاود السلطات الكرَّة، إلا أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى تنفي هذه الادعاءات، وتؤكد أن أعمال الحفر والتجريف مستمرة في محيط وأسفل المسجد.
وقال خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري لـ"اندبندنت عربية"، "لم ولن يجدوا حجراً واحداً يثبت زعمهم، أو له علاقة بالتاريخ العبري القديم، حتى إنهم لم يجدوا أي أثر يتعلق بمعبد سليمان المزعوم. واستمرار الحفريات أسفل الأقصى ومحيطه بخاصة ساحة البراق، وقرب باب المغاربة، يأتي في سياق أعمال التخريب الهمجية والتهويدية لطمس الهوية الفلسطينية".
وناشد صبري الأمتين العربية والإسلامية "بالتدخل على المستوى الرسمي والسياسي والدبلوماسي لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى يومياً"، مشدداً على أن بيانات الشجب والاستنكار "لا تردع المُحتل".
ويرى باحثون ومتخصصون مقدسيون أن "المبنى الكبير" الذي زعمت سلطة الآثار اكتشافه أخيراً بالقرب من الحائط الغربي ويعود لـ2000 عام، سيتم ربطه من الناحية الجنوبية بـ"نفق الحجاج" أسفل حي وادي حلوة، ومن ثم مع أنفاق بلدة سلوان، ونفق آخر يؤدي إلى ما يُسمى "مطاهر الهيكل"، مروراً بـ "مدينة داود" وصولاً إلى متحف توراتي في سلوان.
وصرح وزير شؤون القدس السابق، حاتم عبد القادر، "يدعي الإسرائيليون أنهم لا يحفرون تحت المسجد الأقصى، الذي هو بالنسبة إليهم، قبة الصخرة والمسجد القبلي، وبالنسبة إلينا فالمسجد الأقصى هو 144 ألف متر مربع التي تحدها الأسوار، وفي محاولة لإثبات أحقيتهم التاريخية المزعومة هم يعملون على قدم وساق لبناء قدس سفلى يستولون عليها، ويستغلونها للسياحة الدينية وسلب البلدة القديمة، حيث ستؤدي الحفريات وتفريغ التربة إلى هشاشة في أساسات الحرم والبلدة القديمة، التي تهدد بهدمها في حال حصول زلزال طبيعي أو صناعي، تبقى بعده المدينة السفلى".
مدينة تحت الأرض
وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في وقت سابق، إلى أن الحفريات "أفضت إلى وجود مدينة كاملة تحت الأرض مكونة من أنفاق وممرات أثرية وسرية، ومساحات واسعة تم تحويلها إلى قاعات للصلاة وأخرى من أجل إقامة طقوس دينية"، وأنه "لا يدخل المدينة (السفلية) أي عربي أو مسلم أو مسيحي".
وعن وجود "القدس السفلى"، وهي المدينة التي تم حفرها تحت البلدة القديمة والحرم القدسي وبعض أحياء القدس الشرقية، والتي حسب الصحيفة، "يتم تهويد كل الآثار التي يُعثر عليها، لتصبح المدينة خالية من العرب والمسلمين"، إذ تم تحويل اسم "الحمام المملوكي" إلى "الرحلة إلى أورشليم"، وتم تحويل "الخان المملوكي" إلى القاعة الواقعة خلف حائط المبكى (حاط البراق).
ووفقاً لشاحر بوني، المهندس المعماري في دائرة الصيانة التابعة لسلطة الآثار الإسرائيلية، فإن "إحدى السمات الفريدة والمثيرة للاهتمام في القدس القديمة هي أن العديد من الأقسام بأكملها تُركت سليمة تماماً تحت الأرض". وقال بوني "على عكس الزيارات إلى المواقع الأثرية الأخرى في الهواء الطلق في إسرائيل مثل قيساريا أو مجيدو، في العالم الذي تحت الأرض في القدس، هناك شعور بأن عالماً بأكمله لم يتعرض للتدمير". وأضاف "الشيء الرائع هو أن هناك مدينة تعج بالحياة تتحرك فوق الأرض، وفي موازاة ذلك، عالم كامل تم تجميده، لكنه لا يزال يعيش، في عالم الآثار، واحداً تحت الآخر".
ويقول المؤرخ والكاتب الفلسطيني نور مصالحة في كتابه "فلسطين- أربعة آلاف سنة من التاريخ"، إن "رواية اليهود التاريخية تقوم على ادعاءات فارغة لا يمكن لأي مؤرخ أو عالم آثار جدي يكتب التاريخ أن يعتبرها تاريخاً، هم يتعاملون مع العهد القديم كتاريخ وفي الحقيقة هو مجموعة من الروايات والأساطير، وفي هذا السياق، فإن الحقائق المادية والحفريات لم تجد أي إثبات يؤيد وجود الهيكل الأول، وحتى قصتهم المرتبطة بمملكة سليمان وداود هي أسطورة أخرى، لأنه لا يوجد أي دليل على وجود إمبراطورية في فلسطين في تلك الفترة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحية أخرى، قال يوفال باروخ، رئيس منطقة القدس في سلطة الآثار الإسرائيلية، في بيان، إن "على الرغم من كل التصريحات، نحن على جبل الهيكل ونقوم بالعمل والإشراف، ويتم تنفيذ الأعمال تحت إشراف سلطة الآثار الإسرائيلية".
مشاريع تطويرية
في بداية العام الحالي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على تخصيص ميزانية جديدة لحائط البراق (حائط المبكى حسب التسمية اليهودية)، تحت مسمّى "التطوير"، إذ أقرت الحكومة حسب وسائل إعلام إسرائيلية خطة خمسية لتحديث البنية التحتية، وتشجيع زيارات اليهود للحائط، بقيمة 110 ملايين شيكل (قرابة 35 مليون دولار).
الغرض من الخطة التي قدمها رئيس الحكومة نفتالي بينيت "هو مواصلة زخم التنمية والعمل الجاري هناك، والاستجابة لزيارات الطلاب والمهاجرين والجنود، وتطوير برامج تربوية جديدة لليهود وتعزيز البنية التحتية وخدمات النقل والارتقاء بها، وصياغة وسائل جديدة للوصول إلى الحائط الغربي عبر منصات التكنولوجيا الجديدة".
وقالت منظمة "سلام الآن" المناهضة للمستوطنات، إن الحفريات في المواقع الأثرية "تسببت في إخلاء منازل فلسطينية في بلدة سلوان وزادت من التوتر بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، الذين يعملون بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة لتهويد الحي، في إطار الجهود لإفساد حل الدولتين".
لجنة تحقيق
يذكر أن السلطة الفلسطينية شجبت واستنكرت حفريات "مسار الحجاج"، بخاصة أن موقعها سيعزز الوجود الإسرائيلي في الأجزاء الشرقية من المدينة التي يأمل الفلسطينيون أن تكون عاصمتهم. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية منتصف عام 2021 منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بإجراء تفتيش على الحفريات الإسرائيلية في القدس، والعمل على وقف مخططات دائرة الآثار الإسرائيلية، فيما شددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية على تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف مخططات الأنفاق الاستيطانية أسفل المسجد الأقصى ومحيطه وفي بلدة سلوان القريبة.
ورفضت "إسرائيل" على مدى السنوات الماضية، السماح لخبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بالوصول إلى الأماكن المقدسة داخل مدينة القدس للتعرف على حالتها التراثية الحالية.
وكانت اليونسكو طالبت في قرار أصدرته في عام 2017، السلطات الإسرائيلية، بالوقف الفوري لكل أعمال الحفريات غير القانونية بوصفها "تدخلات صارخة ضد تراث القدس والأماكن المقدسة". وجاء في القرار أن "الهيئة تأسف لعدم قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بوقف أعمال الحفر والتنقيب والأعمال والمشاريع وغيرها من الممارسات غير المشروعة في القدس الشرقية، لا سيما في مدينة القدس القديمة وحولها، وهي أعمال غير قانونية بموجب القانون الدولي".
وأكدت اليونسكو "بطلان الانتهاكات والنصوص القانونية التي بُنيت على ما يُسمى "القانون الأساس" الذي أقره الكنيست (البرلمان) لتوحيد القدس كعاصمة لإسرائيل".