ذكرت وكالات أنباء إيرانية، الجمعة 4 مارس (آذار)، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران، مع وصول المحادثات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 إلى مرحلة حاسمة.
وقالت وكالة أنباء "تسنيم"، إن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كان في استقبال غروسي في مطار طهران.
سبق ذلك بساعات، إعلان رئيسة الوفد البريطاني في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني، ستيفاني القاق، يوم الجمعة 4 مارس (آذار)، أن المحادثات تقترب من التوصل إلى اتفاق، وأنها وزملاءها من فرنسا وألمانيا في طريقهم إلى بلدانهم لإطلاع حكوماتهم على أحدث التطورات، معتبرة أن التوصل إلى اتفاق بات في متناول اليد.
وأوضحت القاق "نحن قريبون من اتفاق. مفاوضو ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة سيغادرون قريباً لتقويم الوضع مع الوزراء، ونحن مستعدون للعودة قريباً".
كذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، إن من المتوقع التوصل إلى اتفاق مطلع الأسبوع في المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وقال بوريل للصحافيين في بروكسل "يحدوني الأمل أن يكون بإمكاننا التوصل (إلى اتفاق) مطلع الأسبوع".
وبلغت المحادثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر مرحلة متقدمة، لكن من دون حسم كل التباينات، وطالبت دول غربية بإنجازها هذا الأسبوع، خصوصاً في ظل تسارع أنشطة إيران النووية.
رئيسي يعلق آماله على الله والشعب
وفي وقت متأخر الجمعة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إنه يعلق آماله على الله وعلى الشعب الإيراني، وليس على أي "معجزة اقتصادية" من المحادثات التي تجري في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وأضاف رئيسي، وفق تصريحات نقلها التلفزيون، "نسعى وسوف نواصل العمل من أجل رفع العقوبات والأهم تحييدها".
عبداللهيان مستعد
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد في وقت سابق من يوم الجمعة، استعداده للحضور إلى فيينا بحال التوصل لتفاهم يحترم "الخطوط الحمر" لإيران. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عبداللهيان قوله لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في اتصال هاتفي، "سيواصل وفدنا العمل بجد للتوصل إلى اتفاق نهائي جيد". وأضاف، "نحن على أهبة الاستعداد لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جيد وفوري، ومعظم الطلبات الإيرانية جرت مراعاتها في الاتفاق المرتقب".
وأكدت الخارجية الإيرانية الإثنين، أنها تنتظر "قرارات سياسية" من الغرب في ثلاثة مجالات هي رفع العقوبات وضمانات عدم تكرار الانسحاب الأميركي وتبعاته، وملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران بشأن العثور في مراحل سابقة، على مواد نووية في أربعة مواقع إيرانية لم يتم التصريح عنها.
وتطالب إيران بـ"اقفال" هذا الملف ضمن أي تسوية لإحياء الاتفاق النووي.
وسيكون هذا الملف محور زيارة يقوم بها المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي إلى طهران السبت.
وأكد غروسي هذا الأسبوع أن الوكالة "لن تتخلى أبدا عن أي اجراءات... لسبب سياسي"، معتبرا أن أقفال الملف رهن تقديم إيران تفسيرات "واضحة".
واستبعد كبير الدبلوماسيين الروس في المحادثات التي جرت الخميس (الثالث من مارس) انهيار المحادثات الآن، وقال إنه "من المرجح عقد اجتماع وزاري"، وهو سيناريو معروف في حال مباركة أي اتفاق، لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان سيعقد يوم السبت أو الأحد أو الإثنين المقبل.
لكن هناك تفاصيل كثيرة للغاية يتعين حسمها قبل الاتفاق، ومن بين القضايا العالقة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل المسائل المرتبطة بمواد نووية تشتبه الوكالة في أن إيران لم تعلن عنها.
وعثرت الوكالة الدولية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في ثلاثة مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط، وأشارت الوكالة مراراً إلى أن طهران لم تقدم أجوبة شافية.
ويسافر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي إلى طهران السبت (الخامس من مارس)، على أمل الاتفاق على عملية تؤدي إلى إنهاء التحقيق، مما قد يمهد الطريق لاتفاق أوسع نطاقاً، بحسب ما يقول دبلوماسيون.
"تقدم مهم"
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنه "من الممكن التوصل قريباً" لاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني شرط أن تحل نقاط شائكة لا تزال عالقة محذرة من أن الوقت يشارف على النفاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويجمع الأطراف المعنيون على أن المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، لكن مع بقاء نقاط تباين عدة تحتاج على الأرجح إلى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.
وأكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر أن المفاوضين أحرزوا "تقدماً مهماً"، وتابعت، "لن يكون لدينا اتفاق ما لم تحل بسرعة المسائل المتبقية"، لكنها أضافت، "إذا أبدت إيران جدية، عندها بإمكاننا، وينبغي علينا التوصل إلى تفاهم على عودة متبادلة إلى التطبيق الكامل، لاتفاقية التعاون الشامل المشترك، في غضون أيام"، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
بدوره قال منسق الاتحاد الأوروبي إلى المحادثات إنريكي مورا إن المحادثات بلغت "المراحل النهائية"، وكتب على "تويتر"، "بعض المسائل ذات الصلة لا تزال عالقة والنجاح (في حلها) ليس مضموناً أبداً" مضيفاً، "بالتأكيد لم نصل إلى هناك بعد".
اتفاق عام 2015
وتجري إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق عام 2015، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات لإحياء التفاهم الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018.
وبدأت المباحثات في أبريل (نيسان)، وتم استئنافها أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد تعليق لنحو خمسة أشهر، وهي تهدف لإحياء اتفاق 2015 الذي أتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
مخزون اليورانيوم
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 15 مرة.
وتشدد إيران على أولوية رفع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب الأميركي، والتحقق من هذا الرفع بشكل عملي، ونيل ضمانات بعدم تكرار الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.