بعد يومين من شن روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير (شباط)، بدأ عدد ركاب القطار الذي ينطلق من سان بطرسبورغ إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي بالارتفاع، فهذا المنفذ بات الفرصة الأخيرة المتاحة للوصول إلى أوروبا بعد وقف الرحلات الجوية بصورة شبه كاملة.
وفي وقت يحتشد الركاب في الرحلة المتجهة إلى هلسنكي، لا يتجاوز عدد ركاب الرحلة في الاتجاه المعاكس 30 في المئة من سعة القطار.
وقالت بولينا بولياكوفا وهي من أبناء موسكو وتواصل دروسها في باريس وهي تجر حقيبتها في محطة القطارات، "قررنا العودة بأسرع وقت ممكن لأننا لا نعرف كيف سيكون الوضع بعد أسبوع".
وأوضحت صديقتها بياتا يوختانوفا التي تدرس مثلها في العاصمة الفرنسية، أن السفر "بات صعباً لأنه تم إلغاء كل شيء".
العيش خارج روسيا
وأكد توبي سيمولا أحد مديري شركة "في آر" المشغلة للسكك الحديد الفنلندية أن القطارات السريعة "أليغرو" التي تربط بين سان بطرسبورغ والعاصمة الفنلندية "اكتملت حجوزاتها للأيام المقبلة"، بعيداً من مشاهد القطارات الفارغة خلال أزمة وباء "كوفيد-19".
وأوضح سيمولا "يمكننا أن نرى من الحقائب التي يحملونها أن الناس ينتقلون فعلاً" للعيش خارج روسيا، غير أن قطارات "أليغرو" غير متاحة سوى للمواطنين الفنلنديين وفئات معينة من الروس.
فإضافة إلى حيازة تأشيرة دخول إلى فضاء "شنغن"، يحتم على المسافرين تلقي لقاح ضد "كوفيد-19" معترف به في الاتحاد الأوروبي، مع العلم أن لقاح "سبوتنيك" الأكثر شيوعاً في روسيا لم يحصل على مصادقة السلطات الصحية الأوروبية.
بالتالي، فإن معظم الركاب الروس كانوا بالأساس يعملون أو يقيمون في أوروبا مثل ماريا (14 عاماً) ووالدتها سفيتلانا اللتين سافرتا في القطار بعد إلغاء رحلتهما الأحد للعودة إلى النمسا حيث تقيمان.
توسيع الرحلات
وقالت ماريا عند نزولها من القطار، "الكل كان يتساءل ماذا عساه أن يفعل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعت، "خطر لنا في بادئ الأمر أن نمر عبر تركيا لكن الرحلة كانت ستكلفنا أكثر بكثير من فنلندا. حالفنا الحظ".
وتعتزم شركة "في آر" التي تدير القطارات بالشراكة مع شركة السكك الحديد الروسية توسيع رحلاتها لتشمل الجنسيات الأخرى في الاتحاد الأوروبي وزيادة سعة قطاراتها.
وقال سيمولا بهذا الصدد، "نعلم أن هناك عشرات الآلاف من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين ما زالوا في روسيا، ونفترض أن العديدين منهم يودون العودة لبلادهم".
يصف مواطنون روس عادوا خلال الأيام الماضية إلى فنلندا أجواء القلق الشديد في روسيا في ظل تواصل الهجوم في أوكرانيا.
وقالت داريا التي سرعت عودتها لهلسنكي لمواصلة دراستها، "يشعر كثيرون بالذعر".
الفظاعات في أوكرانيا
وروت إيلينا وهي روسية تقيم وتعمل في فنلندا، "أعرف أشخاصاً يسعون يائسين في الوقت الحاضر للخروج من روسيا".
وهي كانت تزور مدينتها موسكو حين باشرت روسيا هجومها على أوكرانيا الخميس، فسارعت إلى تغيير رحلتها للعودة في اليوم ذاته إلى فنلندا، وكانت من أواخر الذين تمكنوا من السفر قبل تجميد الرحلات إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت المرأة البالغة من العمر 38 عاماً وطلبت عدم كشف كنيتها، إن كثيرين "لا يشعرون بالأمان" في روسيا.
وتابعت، "يعلمون أن الوضع الاقتصادي سيكون في غاية الصعوبة اعتباراً من الآن".
وقالت إيلينا "لا أنوي العودة لروسيا قريباً. هذا أكيد". لكن على الرغم من الصعوبات الاقتصادية في بلادها "لا يمكن مقارنة الوضع مع الفظاعات التي تجري في أوكرانيا حالياً".