وجه القضاء الفرنسي في منتصف مارس (آذار) الحالي، اتهامات في قضية الاتجار بآثار منهوبة من دول في منطقتَي الشرق الأوسط والشرق الأدنى، اللتين تشهدان اضطرابات سياسية وحروباً، إلى ألماني - لبناني يملك معرضاً للتحف، ووضعته قيد التوقيف الاحتياطي، وفق ما أفاد مصدر قضائي الثلاثاء (22 مارس).
وأوضح المصدر أن تهم "الاحتيال ضمن عصابة منظمة وتشكيل عصابة إجرامية وتبييض أموال ضمن عصابة منظمة" وجِّهت إلى الرجل الذي كان مطلوباً بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
وأشارت صحيفة "لو كانار إنشينيه" (Le Canard enchaine) التي نشرت الثلاثاء، خبر تسليمه إلى فرنسا أن المشتبه فيه الأربعيني يملك معرضاً في مدينة هامبورغ الألمانية.
وأوردت الصحيفة أن الهيئة المركزية لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية تركز في التحقيق الذي تتولاه على معرفة ظروف حصول متحف اللوفر في أبو ظبي، من خلال صاحب المعرض الألماني - اللبناني، على خمس قطع أثرية أُخرجت بشكل غير قانوني من مصر، و"تبلغ قيمتها عشرات الملايين من اليوروهات".
وسبق أن وُجهت التهم ذاتها في 26 يونيو (حزيران) 2020 إلى الخبير الفرنسي بآثار المتوسط، كريستو كونيكي، وإلى شريكه ريشار سمبير، بعد انتهاء فترة حبسهما على ذمة التحقيق ثم تخليتهما مع مراقبة قضائية.
ويُشتبه في أن المتهمَين وهما من الشخصيات المحترمة في أوساط الآثار في العاصمة الفرنسية قاما بـ"غسل" قطع أثرية منهوبة في دول عدة شهدت عدم استقرار سياسي منذ عام 2010 ومرحلة "الربيع العربي"، خصوصاً مصر، فضلاً عن ليبيا واليمن وسوريا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت مصادر مطلعة على الملف يومها إن هذا الاتجار شمل مئات القطع بقيمة عشرات ملايين اليوروهات.
كذلك أُفرج وقتها عن ثلاثة مشتبه فيهم آخرين من دون أن توجَّه إليهم أي اتهامات حتى الآن.
ويُعد كونيكي خبيراً في آثار منطقة المتوسط وعضواً في "جمعية المصريات الفرنسية"، وسبق أن ورد اسمه مع اسم شريكه في قضية ناووس سُرق من مصر في عام 2011.
وقد مر الناووس القديم عبر دبي إلى ألمانيا ومنها إلى باريس، وقد باعه كونيكي إلى متحف "متروبوليتان" بنيويورك في عام 2017 بسعر أربعة ملايين دولار.
وكان هذا الناووس القطعة الرئيسة في معرض للمتحف النيويوركي. وقد أُعيد رسمياً إلى مصر في عام 2019 بعد تحقيق أثبت أنه نُهب خلال الثورة ضد نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وأثار إعلان فتح تحقيق أولي في يوليو (تموز) 2018 ضجة في أوساط سوق الأعمال الفنية وتجار التحف في باريس، التي تُعتبر أحد أهم المراكز العالمية في هذا القطاع.