قالت مصادر في "أوبك" إن مسؤولين بالمنظمة يعتقدون أن حظراً محتملاً من جانب الاتحاد الأوروبي لنفط روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا من شأنه إلحاق الضرر بالعملاء وإن المنظمة أبلغت بروكسل بمخاوفها حيال الأمر. وفرض الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد بقوة على الخام الروسي، بالفعل عقوبات قاسية على موسكو بما شمل تجميد أصول بنكها المركزي. ويناقش التكتل ما إذا كان سيفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي وكيفية تطبيق ذلك. وقالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون على "تويتر" إن مسؤولين من "أوبك"، من بينهم أمين المنظمة العام محمد باركيندو اجتمعوا معها في 16 مارس (آذار) لمناقشة "الأوقات الاستثنائية" التي تواجه أسواق الطاقة.
مخاوف حول السوق
وذكر أحد المصادر في "أوبك" أن المنظمة أبدت مخاوفها بوضوح للاتحاد الأوروبي، وأضاف بعدما طلب عدم ذكر اسمه أنهم "على دراية تامة بالأمر". وأوضح مسؤول في الاتحاد الأوروبي لدى طلب تعليق منه على اجتماع16 مارس، "قدمت أوبك تحليلها للأوضاع في سوق النفط وأبلغتنا بخططها في ما يتعلق بإنتاج النفط". ونقلت الوكالات عن المصدر، "كما قلنا دائماً، لا نستبعد أي خيار في ما يتعلق بالعقوبات المقبلة". ولم يستجِب مقر "أوبك" في فيينا بعد لطلب الحصول على تعليق. وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2008، مدفوعة بمخاوف متعلقة بالإمدادات بسبب الأحداث في أوكرانيا، مما رفع أسعار الوقود على المستهلكين الذين يعانون بالفعل من زيادة في التضخم لدى تعافي الاقتصادات من تبعات جائحة "كوفيد-19".
وروسيا حليف لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وتشارك في ترأس مجموعة "أوبك+" للدول المنتجة للخام التي تعاونت منذ 2017 لتنسيق إمدادات النفط دعماً للسوق.
عقوبات حاسمة
وبينما استهدفت الولايات المتحدة وبريطانيا النفط الروسي بعقوبات بالفعل، يُعدّ هذا الخيار حاسماً للاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على موسكو لإمداده بنحو 40 في المئة من حاجاته من الغاز.واختلف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بشأن خيار فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي وعلى طريقة التنفيذ أيضاً. وقال المصدر من "أوبك" إن عدم فرض حظر على النفط الروسي سيشير إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "مقتنعون بما يفرضه واقع قطاع الطاقة وليس بما يتمنون".وتراجعت أسعار النفط الخام، في الوقت الذي تناقش الولايات المتحدة وحلفاؤها إمكانية سحب مزيد من مخزوناتها النفطية بشكل منسق للمساعدة في تهدئة أسواق الطاقة في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
تراجع الأسعار
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.99 دولار أو 1.6 في المئة إلى 119.61 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.10 دولار أو 1.8 في المئة إلى 112.82 دولار للبرميل. وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر غرانهولم في مؤتمر صحافي بمقر وكالة الطاقة الدولية في باريس، "في ما يتعلق بمخزونات الطوارئ، هناك مناقشات جارية وكل هذه الأدوات مطروحة بالتأكيد على الطاولة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرّح فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة بأن "الدول الأعضاء تقف صفاً واحداً في السعي للحد بشكل جذري من واردات النفط والغاز الروسية. وعلى الرغم من ذلك، شهدت عمليات التداول تقلّباً ملحوظاً. وفي وقت سابق من الجلسة، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بنحو دولارين للبرميل مع استمرار المخاوف بشأن الإمدادات، التي عززتها تقارير تفيد بأن صادرات النفط الخام من مرفأ خط أنابيب قزوين في كازاخستان توقفت تماماً عن العمل بسبب أضرار ناجمة عن عاصفة.
المستثمرون يترقبون
كما يترقب المستثمرون كيف سيتم تشديد العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. ومما يزيد المخاوف بشأن الإمدادات المتاحة، بطء التقدم في المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي، ما يعني تراجع احتمالات عودة الخام الإيراني إلى السوق. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة وحلفاءها أحرزوا تقدماً في المحادثات النووية مع طهران لكن هناك مسائل متبقّية.