صباح يوم دافئ هو الاثنين الموافق 6 أغسطس (آب) عام 1945، وعبر طائرة يملكها السلاح الجوي التابع لجيش الولايات المتحدة الأميركية، تم محو مدينة هيروشيما اليابانية، من على الخريطة، عبر قنبلة أسقطت من طائرة من طراز ب-29 مسيرة بالمراوح.
لم تكن القنبلة كيماوية من نوع القنابل التي كانت موجودة حتى ذلك الحين، بل كانت قنبلة ذرية صممت لإطلاق الطاقات التي كان آلبرت آينشتاين، قد وصفها من قبل.
ولد إطلاق الطاقة فوق هيروشيما قوة تكافئ خمسة عشر ألف طن من الديناميت، وأنتج درجات حرارة أعلى من درجة حرارة الشمس، وأطلق نبضات من الإشعاع المميت المنطلق بسرعة الضوء ومات أكثر من مئة وخمسين ألف شخص.
اليوم وبعد نحو ثمانية عقود تقريباً من أول جني انطلق من قمقمه، أي تلك القنبلة النووية التي حملت اسم "الولد الصغير" باتت أصوات عديدة تتساءل: هل نحن على مقربة من انفجار نووي لا يبقي ولا يذر؟
الشاهد أن العديد من علامات الاستفهام باتت ترتفع في سماء السماوات حول المواجهة النووية المرتقبة، وبخاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، واحتمالات المواجهة مع حلف الناتو، تلك التي أزكتها أوامر القيصر بوتين، بجهوزية قوات الردع النووي، لملاقاة كل الاحتمالات.
والثابت أنه مع نهاية عام 2021، وقفت مؤشرات ساعة يوم القيامة، تلك التي ابتكرها العلماء بعد الحرب العالمية الثانية، لقياس الخطر النووي، لا سيما في زمن الحرب الباردة، عند مئة ثانية قبل القارعة، أي قبل أن تسخن عقول البشر وفي لحظة انفلات من الوعي تدخل الإنسانية دهاليز لا عودة منها.
عن نهاية زمن السلام النووي
في مؤلفه المتميز "البازار النووي... نهضة الفقراء النوويين"، يخبرنا الكاتب الأميركي ويليام لانغويش، أحد أشهر الكتاب الصحافيين في مجال الأسلحة النووية ومخاوف انفجار حروبها، كيف أنه لم تعد توجد أسرار نووية حول الكرة الأرضية، فانتشار ذلك النوع الفتاك من أسلحة الدمار الشامل، كان سببه تسارع فعل التجسس، ما جعل كل دولة نووية جديدة قادرة على صنع القنبلة بمفردها، تماماً كما حذر العلماء الأميركيون منذ بداية حيازتهم قنبلة هيروشيما.
لماذا لم يحدث الدمار النووي حتى الساعة، وصمد ما يُعرفه لانغويش بزمن "السلام النووي"؟
ربما لأنه نشأ تكافؤ غير مقصود فيما بين الدول النووية، إذ امتنعت كل منها عن توجيه الضربة الأولى لا لأسباب أخلاقية، بل لتيقنها من حدوث رد مدمر.
هنا تبين أن انعدام الدفاع في حد ذاته، الذي أقلق العلماء في عام 1945، هو الدفاع نفسه، وإن كان مراوغاً لأنه اقتضى التصعيد المتبادل.
لكن هل يعني ذلك انعدام التهديدات النووية؟
المؤكد أنه حتى يومنا هذا وبعد سبعة عقود ونيف من النجاح في الحفاظ على السلام النووي، لا يزال "التكافؤ النووي" رداً مؤقتاً على تهديد دائم، وفضلاً عن ذلك، فإن المعرفة التفصيلية بصنع القنابل النووية قد أفلتت تماماً من عقالها وباتت جزءاً من الملكية العامة، بحيث باتت الترسانات النووية في متناول أي دولة تقريباً، ومتى اختارت تلك البلدان هذا الطريق استمعت البلدان المنافسة لها إلى النداء نفسه.
الأزمة الأوكرانية... وحيازة السلاح النووي
تبدو القوى النووية معروفة حول العالم، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا الاتحادية، وفرنسا، والصين، وإسرائيل، وجنوب أفريقيا، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، وربما إيران في القريب العاجل.
عطفاً على ذلك هناك ما لا يقل عن 20 بلداً آخر في وضع يسمح بالانطلاق في هذا الطريق، وفي الأمد البعيد لن يكون مهماً تقريباً ما يتحقق من نجاح في إقناع بعض البلدان بالتخلي عن طموحاتها النووية.
يمكن للدبلوماسية أن تساعد في إبطاء الانتشار، إلا أنها لا تستطيع بعد الآن وقف هذه العملية إلا إذا كان بوسعها أن تعيد الزمن إلى الوراء.
لقد أصبح تسلح العالم نووياً حالة من أحوال البشر، ولا يمكن تغييرها. والخوف منها يصبح خطيراً عندما يصرف الأنظار عن التقييمات الواقعية للأحوال على الطبيعة.
في هذا السياق تطفو على السطح علامة استفهام مثيرة للقلق والحيرة دفعة واحدة: هل ما جرى لأوكرانيا يعزز من انهيار "السلام النووي" الذي استمر حتى بعد نهاية الحرب الباردة بثلاثة عقود؟
قصة أوكرانيا مع الأسلحة النووية تدفع البعض لجهة اليقين بأن من له ثوبان فليبع واحداً وليشتر سلاحاً...
والمعروف أنه عند تفكك الاتحاد السوفياتي، احتفظت أوكرانيا بنحو ثلث ترسانة الأسلحة النووية السوفياتية على أراضيها، وهي ثالث أكبر ترسانة في العالم في ذلك الوقت. بالإضافة إلى معدات مهمة لتصميمها وإنتاجها.
بقي على الأراضي الأوكرانية نحو 130 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من نوع "يو آر -100 أن" بستة رؤوس حربية، و46 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من نوع "آر تي -23" مع عشرة رؤوس حربية، بالإضافة إلى 33 قاذفة ثقيلة، وبالمجموع بقي نحو 1700 رأس حربي على الأراضي الأوكرانية.
كانت هذه الأسلحة رسمياً تحت سيطرة رابطة الدول المستقلة، غير أن أوكرانيا وفي عام 1994، وتحت ضغوط تارة، وإغراءات تارة أخرى من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبفعل قرض زهيد لا يتجاوز الـ400 مليون دولار، تخلت عن أسلحتها النووية.
أن تكون محبوباً أم أن تكون مرهوباً؟
هنا يبدو التساؤل المنطقي، الذي لا يراود الأوكرانيين في واقع الحال، بقدر ما يراود قوى أخرى تسعى لحيازة الأسلحة النووية حول العالم: هل كانت روسيا – بوتين، تقدم على ما أقدمت عليه بالفعل، من استباحة الأراضي الأوكرانية، لو أن الأوكرانيين كانوا ولا يزالون حتى الساعة لديهم حائط الصد والردع النووي الذي ضحوا به على معبد الرأسمالية الأميركية المنحول؟
الجواب ولا شك يدفع في طريق إعادة الكثير من دول العالم النظر في الاتفاق الدولي الرئيس الهادف إلى منع الانتشار النووي.
تبدو معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية من صنع روسيا والولايات المتحدة الأميركية. وهي أشبه بطفلهما الذي ربياه لمحاربة البلدان الأخرى، لمقاومة خطر الانتشار.
كان ذلك في سبعينيات القرن العشرين، ولم يتصور أحد أن الانتشار يمكن أن يأتي من الدول العربية أو من أفريقيا أو من أميركا الجنوبية، وكانت المعاهدة تستهدف ألمانيا الغربية واليابان، كما كان الهدف هو إثناء البلدان المتقدمة النمو عن الحصول على الأسلحة النووية، وقد نجحت المعاهدة لأنهما قبلتا المظلتين النوويتين الأميركية والسوفياتية.
غير أنه بعد حالة العجز الأميركي والأوروبي الواضحة والفاضحة عن ردع بوتين عن غزو أوكرانيا، وعدم قدرتهما على تجاوز التهديدات التقليدية، إلى حيز الأسلحة النووية، حكماً سيكون الدرس النووي للكثير من القوى الدولية، أن طرح القضايا الأمنية المصيرية، ربما يرتكن إلى القوة النووية لا إلى الأخلاق والقيم الأدبية، والمقاربة بين أوضاع كوريا الشمالية وأوكرانيا، تعيدنا إلى التساؤل الميكيافللي الأشهر: أيهما أفضل للأمير أن يكون محبوباً أم أن يكون مرهوباً؟
الصراع النووي... حرب من غير نصر
على أن القول بنهاية زمن "السلام النووي"، أمر يحمل في باطنه مخاطر عميقة، وقد حاول الزعيمان الروسي ميخائيل غورباتشوف، والأميركي رونالد ريغان، إقرار هذا الواقع في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم، وذلك حين أصدرا بياناً عبرا فيه عن رغبة بلديهما في وضع حد للحرب الباردة، وذكرا في البيان ما نصه أنه "لا يمكن الانتصار في حرب نووية ولا ينبغي خوضها أبداً".
لكن الأحوال تغيرت والطباع تبدلت، ويبدو الأفق الكوني مشحوناً بذرات نووية كفيلة بأن تغطي سماوات المسكونة بليل شتاء دامٍ طويل.
في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، وعبر صحيفة "واشنطن بوست" المقربة من البيت الأبيض، ومراكز صناعة القرار في العاصمة الأميركية، كتب جون وولفستهال مستشار الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما، مشيراً إلى أنه وبعد 40 عاماً تقريباً من بيان ريغان وغورباتشوف، فإن احتمال نشوب صراع نووي بين الولايات المتحدة وروسيا، وبشكل متزايد بين أميركا والصين، يبدو مرتفعاً بشكل خطير، وأنه ما لم تتخذ خطوات ملموسة لنزع فتيل التوتر والحد من الاعتماد على الأسلحة النووية، فإن الأمر يمكن أن ينتهي بتورط العالم في حرب نووية، يجب أن لا تخاض أبداً.
تبدو الازدواجية الدولية الأخلاقية اليوم سيدة الموقف، ذلك أنه وفيما كان من الطبيعي أن يرحب المجتمع الدولي بالبيان الصادر في 3 يناير الماضي، من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وفيه تبنت لأول مرة البيان التاريخي لريغان وغورباتشوف، نقول إنه على الرغم من الرفض المعلن للحرب النووية، فإن موسكو وواشنطن تتدربان يومياً على خوض حرب من هذا القبيل، كما أن كلتا الدولتين تستثمر بكثافة في الأسلحة النووية.
في السياق نفسه، فإن إعادة واشنطن أخيراً نشر ترسانتها النووية حول العالم، وابتكار موسكو أسلحة نووية فرط صوتية، منها ما هو صاروخي باليستي عابر للقارات، وبعضها محمول على الطائرات الكبيرة، وغيرهما مذخر في الغواصات النووية، لا يدل على قناعة حقيقية بالبيان المشار إليه، وإنما العكس، أي الاستعداد العبثي لعالم منزوع السلاح النووي، وهذا ما يتجلى في أن واشنطن ما فتئت تضع أهدافاً عسكرية روسية وصينية عالية القيمة نصب عينيها، حيث يعتقد قادة أميركيون أن تدميرها ستكون له نتائج "إيجابية"، وتفعل روسيا الشيء عينه مع أهداف أميركية وأخرى في أوروبا.
هل الصين بدورها بعيدة عن عالم منزوع المخاوف النووية؟
بالقطع لا، وقد أشرنا سالفاً إلى أن هناك خطة عسكرية نووية صينية، لبناء درع صاروخية، يفوق عددها عشرة آلاف رأس نووية، ما يعني أن بكين، وعند نقطة زمنية بعينها، ستكون قادرة على مواجهة واشنطن وموسكو معاً، وهي حسابات القطبية الصينية المتتابعة، من عند الهيمنة الاقتصادية على مقدرات العالم، التي تعوزها بالضرورة في مرحلة تالية قوة نووية للحفاظ على امتداداتها الإمبراطورية، لا سيما في منطقة المحيط الهادي وبالقرب من مراكز استراتيجية تاريخية للناتو.
الحرب النووية سيناريو وارد دوماً
هل تعارض القوى النووية الكبرى حقاً خوض حروب نووية، وهل هناك ما يقلق من أن يكون الانزلاق النووي غير متعمد، وهذه هي الكارثة وليست الحادثة؟
يعكس موقف الصين النووي المتقدم رغبة واضحة في الاستعداد لتلك المنازلة المهلكة للزرع والضرع، ولنوع الجنس البشري، كما أن الذين قدر لهم الاستماع إلى أكثر من تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال أسابيع، يلحظون أن الرجل ينذر ويحذر من أن المواجهة التي يمكن أن تجري بها المقادير من جراء الأزمة الأوكرانية، يمكنها أن تكون نووية مدمرة، على حد تعبيره.
واشنطن تدرك أنها في صراع نووي حقيقي، وإن قال الخمسة الكبار الذين يملكون الجني النووي إنهم لا يتطلعون إلى تلك القارعة، ولهذا نرى إدارة الرئيس بايدن عازمة عما قريب على نشر تقرير مراجعة الوضع النووي، الذي يحدد سياساتها في هذا الشأن.
هنا ليس سراً الإشارة إلى أن واشنطن تعيد ترتيب أوراقها النووية، لا سيما بعد أن تقادمت بعض أسلحتها التي مثلت عمودها الفقري النووي خلال الحرب الباردة، عطفاً على دخول أسلحة نووية حديثة أخف حملاً وأسهل حركة، ومن أسف أكثر شراً، إذ تصبح، قنبلة الولد الصغير، مقارنة بها، لعبة أطفال.
وعلى الرغم من أن واشنطن تعارض خوض حرب نووية في الظاهر، فإنها تسعى لإنفاق أكثر من 1.3 تريليون دولار خلال العقود الثلاثة المقبلة في تحديث ترسانتها النووية، الأمر الذي يضر بمصداقية الولايات المتحدة الأميركية التي تظهر خلاف ما تبطن، وفي شأن يتهدد أمن وسلام العالم.
هل يظل إذن خطر اندلاع حرب نووية أمراً قائماً بشكل حقيقي؟
هذا ما يحذر منه بالفعل في الأسابيع الأخيرة العديد من الاستراتيجيين النوويين والمسؤولين الأميركيين السابقين، وبخاصة الذين توافرت مسؤولياتهم السابقة على التماس مع تلك المنطقة الخطيرة من أمن وسلام العالم.
ولعل أكثر تصريح وضوحاً وصراحة على ما يسببه من قلق في النهار وأرق في الليل للبشرية من أدناها إلى أقصاها، جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي حذر من أن "احتمال نشوب حرب نووية قد عاد الآن إلى عالم الاحتمالات".
تحذيرات غوتيريش واكبتها تقارير متعددة قامت على نشرها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في منتصف مارس (آذار) الحالي، التي جاء فيها أن الدعم العسكري الغربي الجاري لأوكرانيا على نحو متزايد، والتهديدات الروسية بالانتقام المباشر المدفوعة بحالة الحصار واليأس في الكرملين، يزيدان من عدم اليقين حول الخطوط الحمراء لكل جانب.
تقارير "نيويورك تايمز"، تفتح الباب في واقع الحال لسيناريوهات عرضية غير متعمدة، قد تكون بدورها مفتاحاً لصراع نووي غير مقصود، لا سيما في ظل حالة سوء الفهم أو الاستفزاز تدفع الطرف الآخر إلى الرد، قد يخرج عن نطاق السيطرة.
تحذيرات "نيويورك تايمز" الأخيرة من الحرب النووية غير المتعمدة، تعود بنا إلى ما لفت إليه الانتباه في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2019 رئيس منتدى لوكسمبورغ لمنع الكارثة النووية، فياتشيسلاف كانتور، من أن حرباً نووية يمكن أن تندلع ليس بسبب خطوات العسكريين، إنما بسبب خطأ بسيط أو نتيجة اختراق إلكتروني.
هل التهديدات السيبرانية العالمية تفتح الباب لمواجهة نووية عالمية غير متوقعة؟
ربما يكون ذلك كذلك، والعهدة هنا على كانتور أيضاً، الذي يؤكد أن تدهور منظومة الاستقرار الاستراتيجي يسير بالتوازي مع تفاقم الأزمات والحروب في أنحاء العالم، الأمر الذي يهدد بتصعيد منفلت.
كما أن الخطر لا يكمن في استخدام متعمد للأسلحة النووية، بل في احتمال نشوب حرب نتيجة خطأ إنساني أو برمجي، ناهيك بأن التقنيات السيبرانية الحديثة تزيد من خطورة هذا التهديد، وهي التي تحدق في الوقت الحالي بالبنية التحتية الحكومية للدول النووية، وهو عامل من شأنه أن يقود، نظرياً، إلى استخدام غير مصرح به للسلاح النووي.
لم يكن كانتور وحده في حقيقة الحال من وضع يده على احتمالات حدوث حرب نووية بصورة غير متعمدة، فقد سبقه في ذلك وزير الدفاع الأميركي ويليام بيري، الذي يذكر أنه عاش حادثتين، خلال عمله في البنتاغون، كان العالم على حافة الكارثة النووية.
الحادثة الأولى وقعت أثناء "أزمة الكاريبي"، عندما كان يتعين عليه إعداد تقارير تحليلية للرئيس جون كيندي مبنية على معطيات الاستخبارات الوطنية.
الحادثة الثانية جرت في عام 1974 عندما كشفت منظومة الإنذار المبكر الأميركية، بسبب خلل في أداء أحد الحواسيب، عن اقتراب 200 صاروخ باليستي من أراضي الولايات المتحدة.
الحادثتان تدللان على إمكانية احتمال نشوب حرب نووية من باب الصدفة، ونتيجة لخلل فني ما...
ما الذي يتبقى؟ بالطبع الكثير جداً من الجوانب، لكن هناك جزئية مخيفة لا تزال مطروحة على الموائد الاستخبارية للدول النووية كافة، ويخشى الجميع أن تحدث المواجهة القاتلة بسببها، كما قدمتها هوليوود على شاشاتها من قبل... ماذا عن ذلك؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عن الإرهابي النووي الذي في الجوار
في عددها الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني)/ديسمبر من عام 2006، نشرت مجلة الفورين بوليسي الأميركية الذائعة الصيت تقريراً مطولاً تحت عنوان "الإرهابي الذي في الجوار"، يتناول فكرة بناء قنبلة نووية، وكيف أن إمكانية وقوعها في أيدي جماعات عنف مارقة أمر بات يسيراً، وبتكلفة لا تتجاوز خمسة ملايين دولار، وهو مبلغ زهيد يمكن امتلاكه من قبل المنظمات الإرهابية مثل "داعش" وغيرها.
وقبل بضع سنوات أنتجت هوليوود فيلماً يبين كيفية محاولات بعض الأفراد من ذوي الانتماءات اليمينية الغربية، الوقيعة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، عبر تفجير قنبلة نووية في ملعب كرة قدم أميركي، وفي حضور رئيس الولايات المتحدة، الأمر الذي كاد يؤدي إلى حرب عالمية، لولا حنكة من بعض عناصر الاستخبارات الأميركية التي اكتشفت المخطط.
والحاصل، أنه يمكن تصور قدرات سيبرانية لدى جماعات أصولية، شرقية أو غربية، تنحو إلى اللعب على المتناقضات بين القوى النووية الكبرى عالمياً، وساعتها سيكون الخطر الأحمر وسيناريو "عيش الغراب"، واقعاً مؤلماً يضرب الإنسانية.
الخلاصة.. زمن السلم النووي الذي عرفته البشرية طوال الحرب الباردة، وعبر العقود الثلاثة الماضية يكاد يتوارى، ومن غير قدرة على تجنب صراع نووي إرادي أو عرضي، ما يجعل الانفجار النووي عند لحظة زمنية بعينها قدراً مقدوراً في زمن منظور.