حث بنك إنجلترا "المركزي البريطاني" كل من لديه أموال بالعملة الورقية من فئة 20 جنيهاً وفئة 50 جنيهاً أن يسارع بإنفاقها أو إيداعها في حسابه المصرفي قبل التوقف تماماً عن استخدامها في غضون ستة أشهر. كان البنك طرح العام الماضي عملة بلاستيكية من تلك الفئات النقدية للتداول لتحل بدلاً من العملات الورقية، لكن البنك أعلن، هذا الأسبوع، أنه ما زال هناك أكثر من 22 مليار دولار (17 مليار جنيه استرليني) منها تتداول حتى الآن. وطرح بنك إنجلترا الورقة النقدية الجديدة البلاستيكية من فئة 50 جنيهاً في 23 يونيو (حزيران) العام الماضي 2021، ليصبح كل النقد البريطاني الذي يصدره البنك من مادة "البوليمر".
ليست المرة الأولى
وسبق أن أصدر البنك عملات بلاستيكية بدلاً من الورقية لفئات 5 و10 جنيهات، وتوقف استخدام العملات الورقية منها في مايو (أيار) 2017 لفئة 5 جنيهات ومارس (آذار) لفئة 10 جنيهات. تلا ذلك إصدار العملة البلاستيكية لفئة 20 جنيهاً، وتحمل صورة الفنان جيه أم دبليو تيرنر، الذي اشتهر بلوحاته الرومانسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
والموعد النهائي لوقف تداول العملات القديمة من فئتي 20 جنيهاً و50 جنيهاً هو 30 سبتمبر (أيلول) المقبل. وبعد ذلك التاريخ ستتوقف المحلات عن قبول العملات الورقية في التعاملات المالية. لكن، اعتباراً من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل يمكن لمن لديه عملات ورقية من النقد بالجنيه الاسترليني أن يضعها في حسابه المصرفي أو في بعض حسابات مكاتب البريد، التي قد تظل تقبل إيداعها لفترة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب "بي بي سي"، تقول سارة جون، مسؤولة النقد في بنك إنجلترا، جاء التحول إلى العملات النقدية البلاستيكية بدلاً من الورقية "لأن التصميم في تلك العملات يصعب تزويره، كما أنها تتحمل التناول أكثر ولمدة أطول".
وتحمل الورقة النقدية البلاستيكية الجديدة من فئة 50 جنيهاً استرلينياً صورة آلان تورينغ، عالم الرياضيات البريطاني الشهير، الذي وضع نواة أجهزة الكمبيوتر الحديثة. ولعب تورينغ دوراً محورياً في هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الثانية، من خلال تمكنه من فك شفرة جهاز المراسلات العسكري الألماني "إنيغما"، وكانت تلك مقدمة تطوير أول جهاز كمبيوتر في العالم، الذي عرف باسم "آلة تورينغ". وحوكم تورينغ بتهمة المثلية الجنسية، ويقال إنه انتحر لتنتهي حياته الصاعدة في سن مبكرة. لكن الملكة الحالية منحته عفواً عن إدانته السابقة، وكرم لإنجازاته العلمية، وإن ظلت جهوده ضمن الاستخبارات العسكرية البريطانية من الأسرار التي لم تكشف كلها.
تراجع التعاملات النقدية
يأتي التحول إلى الأوراق النقدية البلاستيكية في وقت يتراجع استخدام النقد في التعاملات المالية. وزاد معدل التراجع في عز أزمة جائحة كورونا العام قبل الماضي، مع اضطرار الناس للبقاء في بيوتهم والتعامل الإلكتروني عبر الإنترنت. مع ذلك بلغت نسبة التعاملات بالنقد مباشرة عام 2020 ما يصل إلى 17 في المئة من كل المدفوعات في الاقتصاد البريطاني. وبحسب بيانات مؤسسة "يو كيه فاينانس"، التي ترصد التعاملات المصرفية، فإن التعامل بالنقد يظل الوسيلة الثانية الأكثر شعبية في بريطانيا، بعد تعاملات بطاقات الائتمان. ولا يتوقع أن ينتهي التعامل مباشرة بالنقد قريباً، على الرغم من تقديرات البعض بأن تحل المعاملات الإلكترونية بدلاً من المعاملات المباشرة بسرعة، خصوصاً بعد تجربة فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا.