Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

26 جريحا في تجدد المواجهات في الأقصى ومحيطه

الرئاسة الفلسطينية تطالب الولايات المتحدة "بالخروج عن صمتها"

عاد التوتر إلى ساحات المسجد الأقصى، الأحد 17 أبريل (نيسان)، بعد يوم من الهدوء، عقب أحداث الجمعة الثانية من شهر رمضان، التي أُصيب فيها عشرات المصلين، واعتُقل المئات إثر مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية.

في المقابل، أصيب 19 فلسطينياً وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين  في باحة المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة فيما اعتقل 18 شخصا، بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحا.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن "مئات" المتظاهرين الفلسطينيين وبعضهم ملثمين "جمعوا حجارة وخزنوها" تمهيداً لاستخدامها في الصدامات قبيل بدء "زيارات" يهود لباحة المسجد في أوقات محددة وبشروط.
ويعتبر الفلسطينيون زيارات اليهود الذين يسمون الموقع "جبل الهيكل" عمليات "اقتحام". وأكدت الشرطة أنها تعمل على إبعاد المحتجين وستواصل "التحرّك ضد المخالفين للقانون ومثيري الشغب للحفاظ على الأمن والسلم العام".
وقالت الشرطة في بيان منفصل لاحقاً إنها "ألقت القبض على 18 شخصاً يشتبه بأنهم ألقوا الحجارة والألعاب النارية وغيرها من أعمال الشغب العنيفة والاعتداءات على الشرطة والمدنيين".
ووصف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الوضع في المسجد وباحاته وحتى خارجه بأنه "مزر". وقال لوسائل إعلام إن "أكثر من مئتين من أفراد القوات الخاصة" الإسرائيلية "اعتدوا على المصلين وأخرجوهم بالقوة وتم تقطيع أسلاك الصوتيات"،أي مكبرات الصوت.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، أن طواقمه تتعامل مع إصابات مختلفة في الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى ومحيطه في مدينة القدس مع تجدد المواجهات بين المصلين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وأظهرت لقطات فيديو من داخل المسجد الأقصى تعرض عدد من الشباب للضرب بالهراوات واعتقال شخص واحد على الأقل.

وكتب أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على "تويتر"، "خلال ساعات الصباح الباكر قبل أن تبدأ الزيارات إلى جبل الهيكل/ الحرم القدسي الشريف التي تقام أسبوعياً وفقاً للمعتاد منذ سنوات عديدة بدأ مشاغبون فلسطينيون جمع الحجارة في ساحة الحرم القدسي لمحاولة القيام بأعمال شغب. الشرطة تعمل على تفريقهم".

ويدخل اليهود إلى ساحات المسجد الأقصى ضمن ما يعرف ببرنامج الزيارة من باب المغاربة ولا يسمح لهم بأداء طقوس دينية أو الدخول إلى المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى مثل قبل الصخرة والمصلى القبلي.

الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن "بالخروج عن صمتها"

واتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى "زمانياً ومكانياً" بين المسلمين واليهود.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "نطالب شعبنا الفلسطيني بشد الرحال للأقصى، للدفاع عنه، والتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير".

وأضاف، في بيان، "نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأميركية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها".

وتابع قائلاً، إن "شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات".

وقالت حركة "حماس"، في بيان، الأحد، "المسجد الأقصى خط أحمر والاحتلال يتحمل مسؤولية اعتدائه على المصلين والسماح للمستوطنين بتدنيس باحاته".

وأضاف البيان، "نحمل الاحتلال مسؤولية اعتدائه على المعتكفين والمصلين داخل المسجد الأقصى المبارك، ونحمله تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات الأقصى، وهو ما يشكل استفزازاً لمشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين كافة".

البابا فرنسيس يدعو إلى ضمان الدخول "بحرية" إلى الأماكن المقدسة

دعا البابا فرنسيس، الأحد، بمناسبة عيد الفصح، إلى ضمان الدخول "بحرية" إلى الأماكن المقدسة في القدس، حيث خلفت صدامات عشرات الجرحى في الأيام الماضية في باحة الأقصى.

وقال البابا من الفاتيكان، "أتمنى أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون وجميع سكان المدينة المقدسة، جنباً إلى جنب مع الحجاج، تجربة جمال السلام والعيش في أخوة، والدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة، في احترام متبادل لحقوق كل منهم".

وأضاف أمام نحو 50 ألف شخص تجمعوا في ساحة القديس بطرس، "نطلب السلام من أجل القدس والسلام لمن يحبونها من مسيحيين ويهود ومسلمين".

وصلى البابا من أجل "السلام في الشرق الأوسط الذي مزقته سنوات من الانقسام والصراع".

الأردن يحمل إسرائيل مسؤولية "التبعات الخطيرة" للتصعيد

حمل الأردن، الأحد، إسرائيل مسؤولية "التبعات الخطيرة" للتصعيد في المسجد الأقصى الذي شهد صدامات جديدة في باحة المسجد في القدس الشرقية.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، هيثم أبو الفول، في بيان، إن "إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة الشاملة والحيلولة دون تفاقم العنف الذي يُهدد الأمن والسلم".

وأضاف أن الوزارة "تدين قيام الشرطة والقوات الإسرائيلية مُجدداً، اليوم، باقتحام المسجد الأقصى المُبارك، الحرم القُدسي الشريف وإخراج المصلين منه بالقوة، والسماح باقتحامه من قبل المتطرفين تحت حمايتهم".

ودعا أبو الفول المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري للضغط على إسرائيل لوقف هذه الممارسات".

وأوضح أن "الوزارة مستمرة في اتصالاتها وتحركاتها المكثفة إقليمياً ودولياً من أجل وقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية، والتحذير من تبعاتها التي تُقوض التهدئة الشاملة وتدفع نحو المزيد من العنف والتوتر".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في القدس.

تنديد مغربي

يحدث ذلك وسط مخاوف من انزلاق المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين إلى صراع أوسع من المواجهات الميدانية.

وندّد المغرب "بشدة" باقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، واعتبره عملاً استفزازياً "ممنهجاً" من شأنه أن يغذي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف.

وعبّرت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، السبت، "عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية".

ودعا المغرب "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته".

واستأنف المغرب، الذي يرأس عاهله لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي علاقاته مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 2020.

اجتماع طارئ

وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة ونتائجها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحكم مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية، إن على المجتمع الدولي التدخل الفوري "لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة".

وتعتزم القيادة الفلسطينية الاجتماع، الأحد، "بشكل طارئ"، لدراسة اتخاذ "قرارات استراتيجية رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل"، بحسب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ.

وطالبت "حماس" إسرائيل بالإفراج عمّن اعتقلوا والكف عن "الزيارات الاستفزازية" التي تقوم بها جماعات يهودية للمسجد الأقصى ووقف التوغلات العسكرية في مدن الضفة الغربية.

رمضان والفصح

يعود جزء من أسباب تصاعد التوتر هذا العام لتزامن شهر رمضان مع الاحتفال بعيد الفصح لدى اليهود.

وشهد العام الماضي اشتباكات ليلية بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خلال شهر رمضان. وأدت تهديدات بطرد فلسطينيين من القدس الشرقية وغارات الشرطة على الأقصى إلى إشعال حرب بين إسرائيل وغزة استمرت 11 يوماً أسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينياً في غزة و13 شخصاً في إسرائيل.

ومنذ مارس (آذار)، قتلت القوات الإسرائيلية 29 فلسطينياً أثناء مداهمات في الضفة الغربية بعد أن قتل مهاجمون فلسطينيون 14 إسرائيلياً في سلسلة من الهجمات بمدن إسرائيلية.

والمسجد الأقصى هو ثالث أقدس موقع في الإسلام، وله مكانة لدى اليهود الذين يعتبرونه موقعاً لمعبدين قديمين.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم. ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية، بما فيها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية، عاصمة لدولتهم المستقبلية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات