مع انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم للسيدات، تعرضت مشجعات هذه الرياضة في العاصمة الإيرانية إلى الاعتداء على أيدي حراس الأمن بسبب سعيهن إلى حضور مباراة كرة قدم للرجال تجمع بين المنتخبين الإيراني والسوري.
واستحصلت النساء على بطاقات لحضور المباراة بعد أن عرض الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم الإيراني التذاكر للبيع من دون الإشارة إلى منع بيعها للنساء على الرغم من أنّ الإيرانيات ممنوعات من حضور مباريات كرة القدم.
لكن الاتحاد عاد وحجب خدمة المبيع عن النساء في اليوم التالي من دون تقديم اي مبرر لهذه الخطوة.
لكن فيما مُنعت الإيرانيات من دخول الملعب، وتعرّضهن لهجوم عنيف شنته قوى الأمن الحكومية على الرغم من ابرازهن بطاقات الدخول، سُمح للسوريات بأن يدخلن الملعب.
واعتقلت سيدتان من بين هؤلاء على الأقل واقتيدتا إلى الحجز. وهما إلى اليوم، ما زالتا مجهولتي المصير، بحسب ما افادت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وأجرى المراسل الرياضي في صحيفة اعتماد الحكومية مقابلات مع عدد من النساء اللاتي تعرّضن للاعتداء.
وقالت احداهن وهي تبكي "داس أحد رجال الأمن برجله على صدر احدى السيدات، وصادر هاتفها المحمول ثم انتزع حقيبتها بقوة. أغارت قوات الأمن علينا وسحلت احدى النساء على الارض".
وقالت أخرى "رفسونا ولكمونا وشتمونا من دون ان نقترف أي خطأ. كنا عدة نساء ننتظر على المرج خارج بوابة الملعب الغربية. لم نكن ننشد. ولم نكن نكن نتحدث ولم نكن حتى نرفع العلم الإيراني".
وقالت منصورة ميلز، وهي باحثة متخصصة بالشأن الإيراني في منظمة العفو الدولية، "تضطهد السلطات الإيرانية النساء مرة جديدة لا لشيء سوى لأنهن يهوين لعبة كرة القدم".
"حظرت السلطات الإيرانية على النساء ارتياد ملاعب كرة القدم طوال عقود من الزمن- واعتقل العشرات منهن لمحاولتهن دخول الملعب لحضور مباريات كرة القدم خلال العام المنصرم فقط. على السلطات الإيرانية أن ترفع هذا الحظر التمييزي وتسمح للنساء والفتيات بدخول الملاعب الرياضية بحريّة ومن دون الخوف من التعرض للعنف او الاعتقال".
وفقاً لمرصد حقوق الانسان في إيران دخل رجال من قوات الأمن غرفة تبديل الملابس التابعة للاعبات كرة القدم في مدينة شيراز الإيرانية وهاجموهن لفظياً وجسدياً يوم 25 مايو/أيار.
ولم تشارك لاعبات كرة القدم الإيرانيات هذا العام في مباريات كأس العالم للسيدات التي تستضيفها فرنسا من 7 يونيو/حزيران إلى 7 يوليو/تموز على الرغم من فوزهن بألعاب البطولة الآسيوية.
لا تلقى لاعبات كرة القدم في إيران أي نوع من الدعم، سواء من القطاع الخاص أو العام وليس متاحاً أمامهن استحصال اية رعاية، سواء من المنظمات غير الحكومية او من الجهات الخاصة لأن شبكات التلفزة الحكومية لا تبث الالعاب الرياضية النسائية على شاشاتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجّهت الفيفا عدداً كبيراً من الانذارات لاتحاد كرة القدم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال السنوات الماضية بسبب منعه النساء من دخول الملاعب الرياضية.
واعلن مدير الأمن في الاتحاد أن لا تغيير في السياسة الحكومية وما زال ممنوعاً على النساء بالتالي دخول الملاعب الرياضية. وزعم مسؤولو الاتحاد والشركات الموكلة ببيع التذاكر في وقت لاحق أنّ اتاحة شراء التذاكر للنساء حصل نتيجة خطأ فني.
مُنعت الإيرانيات من حضور مباريات كرة القدم في الملاعب طوال شطر راجح من العقود الأربعة التي مضت على اعلان الثورة الاسلامية. وتشير تقارير إلى أنّ نظام الملالي شكّل جهازاً امنياً من النساء منذ شهر اغسطس/آب الماضي كي يتعامل مع السيدات اللواتي يحاولن التنكر بزي الرجال لدخول الملعب.
وفي حال عدم ارتدائن الحجاب او ارتدائهن حجاباً سيئاً لا يستر الشعر كله ويكشف عن بعض الخصل، تواجه النساء عقوبات تتراوح بين تلقي الغرامات المالية والسجن. ويفرض على لاعبات الرياضة المحترفات منهن ان يرتدين الحجاب خلال المنافسات الرياضية.
وعلى الرغم من ذلك لم تغِب المقاومة ضد فرض الحجاب القسري في السنوات الماضية حيث حلقت بعض النساء رؤوسهن وارتدين لباس الرجال. وتعترض كثيرات على اضطرارهن إلى تغطية رؤوسهن، فخلعت المعترضات على هذا الفرض حجاباتهن ولوّحن بها على العصي في الهواء تعبيراً عن استنكارهن للفرض.
© The Independent