منذ بدايات الأزمة الروسية – الأوكرانية، طفا اسمه على سطح الأحداث بصورة مثيرة، فقد ساند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون حد، الأمر الذي وضعه في دائرة العقوبات الغربية من جهة، وفي مواجهة معارضة داخلية يعلو صوتها من جهة ثانية.
وصفه البعض بأنه آخر ديكتاتور في القارة الأوروبية، في حين يرى آخرون أنه وطني إلى منتهى الأجيال، فيما الواقع يقول إنه استطاع أن ينتشل دولته، بيلاروس، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبعد الأحداث المأساوية التي تعرضت لها روسيا وتفككها المهين، من الظلمة والبؤس، والتضخم المتسارع والاقتصاد المشلول، إلى الاستقرار، على عكس ما حدث وقتها في كل من روسيا وأوكرانيا.
الحديث هنا يدور حول ألكسندر لوكاشينكو، صديق بوتين المقرب، ورئيس بيلاروس، والتساؤلات تبدأ من عند: لماذا يدعم هذا الرجل القيصر بوتين على هذا النحو، هل هو صديق صدوق، أم أنه يخشى بطش سيد الكرملين ويسعى إلى تجنبه، وإن كان ذلك عبر إظهار صداقة، يصدق عليها قول الشاعر:
صاحب السلطان كراكب الأسد/ تهابه الناس وهو لمركبه أهيب
في هذه السطور، نحاول الغوص في عمق هذه الشخصية ذات تسريحة الشعر رمادية اللون والشارب على شكل شيفرون ومع لهجة ريفية قوية، وتهديدات بالسحق والمحق لمخالفيه من المعارضين.
الشيوعي "الديمقراطي"
في 30 أغسطس (آب) من عام 1954 ولد لوكاشينكو، في قرية كوبيس بمقاطعة أوبلاست فيتسبك، في ما كان يعرف وقتها بجمهورية بيلاروس السوفياتية الاشتراكية، كان والده أوكرانياً.
درس لوكاشينكو التاريخ في جامعة موغيليف، وتخرج فيها عام 1975 ليلتحق بالقوات المسلحة كحارس للحدود، ثم بعد خروجه من الجيش، أصبح نائب رئيس لمزرعة جماعية.
بدأ لوكاشينكو دربه السياسي عام 1990، وذلك حين تم انتخابه نائباً للمجلس الأعلى لجمهورية روسيا البيضاء، وكان قد أسس جماعة سياسية تسمى "الشيوعيون من أجل الديمقراطية"، التي تدافع عن اتحاد سوفياتي ديمقراطي يقوم على مبادئ شيوعية.
في عمر الأربعين، وقد كان ذلك عام 1994، انتخب لوكاشينكو وبنسبة 80 في المئة من الأصوات رئيساً لبلاده، وبعد تنصيبه، قام بالفعل باتخاذ طائفة من الإجراءات الاقتصادية لتحسين الأوضاع في بلاده، منها مضاعفة حد الأجور، ومراقبة الأسعار، وقد ساعده في ذلك الغاز والكهرباء المستوردان من روسيا والمدفوعان بأسعار تفضيلية.
منذ البدايات بدا واضحاً أن للرجل رؤية خاصة تجاه روسيا، فقد كان من أوائل الرافضين لانسلاخها عن الجسد السوفياتي من قبل، وربما كان هناك ما يجمعه مع بوتين، وهو اعتبار تفكيك الاتحاد السوفياتي، أكبر خطأ يوجع القلب حدث في القرن العشرين.
في عام 1999 كان لرئاسة لوكاشينكو الأولى أن تنتهي، غير أنه بعد استفتاء حدث في عام 1996 تم تمديد الولاية الرئاسية الأولى إلى سبتمبر (أيلول) 2001.
تالياً فاز لوكاشينكو برئاسة ثانية، وفي 2006 حصد أصوات رئاسة ثالثة، وفي 2010 تربع على عرش ولاية رابعة، وفيها وصف معارضيه بأنهم "أعداء الشعب"، وقد كان ذلك على هامش ما عرف وقتها بـ"الثورة الزرقاء" المطالبة بإقالته، وعلى الرغم من الرفض الأوروبي للانتخابات وتوقيع عقوبات اقتصادية على بيىلاروس، فلم يمنع ذلك من انتخاب لوكاشينكو لفترة رئاسية سادسة في أغسطس 2020... هل لوكاشينكو هو الرئيس المختلف عليه؟
لا يكترث
يبدو لوكاشينكو كذلك بالفعل، فالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لا يعترفون به رئيساً شرعياً للبلاد، وقد فرضت عليه عقوبات أعاقت الاقتصاد وعزلت الحاكم الذي ظل داعمه الرئيس قيصر روسيا بوتين.
لا يكترث لوكاشينكو كثيراً لمن يدعمه أو من يعارضه من المجتمع الدولي، فعلى سبيل المثال، وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2018، قال لشبكة "بي بي سي" البريطانية "أنا لا أكترث لرأيكم، فلم يكن الاتحاد الأوروبي هو من انتخبني"، ومضيفاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن انتخب "بشكل غير شرعي".
عرف لوكاشينكو طريق مكايدة أوروبا سياسياً، وذلك من طريق السماح لآلاف المهاجرين، ومعظمهم من الشرق الأوسط، بالوصول إلى بيلاروس، ومن ثم عبور الحدود إلى بولندا وليتوانيا، إلى قلب القارة الأوروبية، أو على أقل تقدير هذا ما يتهمه به الغرب.
هل أخطأ الأوروبيون في التعاطي مع لوكاشينكو، ودفعوه إلى المزيد من الارتماء في أحضان بوتين؟
الشاهد أنه عندما يحاصر لوكاشينكو وينبذ، فإنه يعمد إلى تعزيز صورته كولد شرير، وذلك من خلال تحدي الغرب علانية.
هنا يقول إيفار ديل، مستشار السياسة في لجنة هلسنكي النرويجية، وهي منظمة مراقبة حقوق الإنسان "لقد حولت العزلة السياسية لوكاشينكو إلى رجل موهوم بجنون العظمة، وما يراه العالم هو رجلاً غير مستقر وخطيراً، يتمسك بشدة بالسلطة، ولديه قناعة بأنها قوة لا يمكن أن تنتمي إلا إليه هو نفسه".
يقول بعض المحللين السياسيين المتابعين لشأن لوكاشينكو، إنه قادر على الوقوف وقدماه في المياه الساخنة، فيما يصفه نيكولاي ميتروخين، الباحث في جامعة بريمن الألمانية، بأنه "خبير تكتيكي عبقري، في ظل أي ظروف غير مواتية، يمكنه التراجع قليلاً أو اللعب لبعض الوقت حتى ينتهي الضغط الخارجي".
هل فوت الغرب فرصة ذهبية بضم لوكاشينكو إلى حاضنته، وقبل أن يرتمي مرة واحدة في أحضان القيصر؟
يبدو أن ذلك كذلك بالفعل، ففي عام 1994، أي في بدايات حكمه، اتخذ لوكاشينكو عدة خطوات للتقارب مع الغرب، أملاً في الانضمام إلى المجتمع الأوروبي، والذي سيصبح لاحقاً "الاتحاد الأوروبي"، غير أنه من الواضح أن لوكاشينكو لم يجد تجاوباً شافياً أو كافياً لاحتياجات بلاده، لا سيما بعد تراجع عملتها الاقتصادية، وزيادة معدلات التضخم، ولهذا عاد تدريجياً إلى الاعتماد على روسيا مالياً ودبلوماسياً، وليتحول خلال عقدين من الزمن إلى الرجل المؤيد لبوتين ظالماً أو مظلوماً.
في نوفمبر من العام الماضي 2021، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن لوكاشينكو بات يعتبر نفسه "الباتكا" أو أبو الشعب البيلاروسي، وأنه قد أحاط نفسه بـ"هالة قدسية"، وأنه حول دولته الحبيسة، التي تحيط بها روسيا وبولندا وأوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا، إلى منطقة عازلة موثوقة بين روسيا وخصومها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
الجغرافيا والتاريخ
هل بات لوكاشينكو رجل انتقام الجغرافيا من القارة الأوروبية لحساب روسيا الاتحادية؟
يمكن القطع بأن لوكاشينكو المختلف عليه، قد استطاع أن يبلور هوية لبيلاروس التي افتقرت وحتى القرن العشرين إلى فرصة لخلق هوية وطنية لعدة قرون، بسبب خضوع أراضيها لعدة دول مختلفة عرقياً، بما في ذلك إمارة بولوتسك ودوقية ليتوانيا الكبرى، والإمبراطورية الروسية والكومنولث البولندي الليتواني.
خلقت الجغرافيا من بيلاروس كياناً سياسياً فاعلاً ومؤثراً، إذ تحدها من الشرق روسيا، ومن الجنوب أوكرانيا، وبولندا من الغرب، وليتوانيا ولاتفيا من الشمال، ما يجعل منها وعن حق رمانة الميزان بين أوروبا الغربية وروسيا الاتحادية.
يمكن النظر إلى فكر لوكاشينكو في ضوء العلاقة التاريخية بين المكونات الرئيسة لجغرافيا المنطقة، ففي زمن الإمبراطورية الروسية، كانت هناك وحدة جيوسياسية تجمع روسيا العظمى، وروسيا الصغرى، التي هي أوكرانيا، ثم روسيا البيضاء، والتي تستمد اسمها في غالب الأمر من المنطقة المغطاة بالثلوج في شرق أوروبا والمسكونة من قبل الشعب السلافي كمنطقة جميلة وحرة.
قراءة تاريخ بيلاروس تقودنا إلى القول بأن هناك حرصاً تاريخياً من الكرملين للحفاظ على العلاقات مع بيلاروس في أعلى منسوب لها.
في هذا السياق نشير إلى أن جوزيف ستالين كان أول من نفذ سياسة عزل بيلاروس عن التأثيرات الغربية، وقد شملت هذه السياسة إرسال الروس من مختلف أنحاء الاتحاد السوفياتي ووضعهم في مناصب رئيسة في الحكومة الاشتراكية السوفياتية في بيلاروس. كما قلصت موسكو من الاستخدام الرسمي للغة البيلاروسية، والجوانب الثقافية الأخرى.
بعد وفاة ستالين في عام 1953، استمر خليفته نيكيتا خروشوف على هذا البرنامج، قائلاً "كلما أسرعنا جميعاً للتحدث بالروسية، أسرعنا ببناء الشيوعية".
مالت بيلاروس تاريخياً لعدد من الأديان، وإن رجحت كفة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بخاصة بعد أن ضمتها روسيا بعد تقسيم الكومنولث البولندي الليتواني، ونتيجة لذلك تبدو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية صاحبة أكبر عدد من الأتباع في بيلاروس التي لا يتجاوز سكانها عشرة ملايين نسمة.
وفي كل الأحوال يبقى التساؤل المثير للبحث: هل ولاء لوكاشينكو لبوتين سببه الإعجاب بتجربته وكاريزمته، أم الخوف منه، ومحاولة درء خطره، كما تبدى في التجربة الأوكرانية؟
بين القوة والضعف
الشاهد أنه لا يمكننا أن نقدم جواباً عن علامة الاستفهام المتقدمة، من غير نظرة موضوعية على العلاقات الروسية – البيلاروسية أول الأمر.
في هذا الإطار ومن دون تطويل ممل أو اختصار مخل، يمكن القطع بأن بيلاروس هي أوثق جمهورية سوفياتية سابقة علاقة مع روسيا الأم، وتعد روسيا الشريك الأكبر والصديق الأقرب لبيلاروس في المجالين السياسي والاقتصادي.
في عام 1998 تم توقيع ما عرف بـ"معاهدة الحقوق المتساوية" للمواطنين بين بيلاروس وروسيا، وقد كان ذلك في ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام.
وتمثل روسيا نحو 48 في المئة من التجارة الخارجية لبيلاروس، بحسب ما جاء في الموسوعات الدولية، في حين لا تزيد نسبة تجارة بيلاروس في الحياة الروسية على أكثر من ستة في المئة.
قدمت روسيا ولا تزال دعماً طاقوياً جليلاً لبيلاروس، فقد باعت شركة غازبروم الغاز لبيلاروس بالأسعار المحلية (الروبل) قبل عام 2004، ويرجع ذلك أساساً إلى عملية التكامل السياسي بين البلدين.
وبالعودة إلى عام 1997، نجد أن لوكاشينكو، قد وقع صفقة لإنشاء "دولة اتحاد" مع روسيا، بحكومة واحدة وتشريعات وعملة واحدة، ومن بين مناوراته أنه كان يأمل في استبدال الرئيس الروسي المريض بوريس يلتسين، لكنه أوقف الاندماج بعد وصول بوتين إلى السلطة في عام 2000.
كما استخدم لوكاشينكو أيضاً الانتفاضات المؤيدة للغرب في أوكرانيا المجاورة في عامي 2005 و2014، ذريعة لاستغلال الكرملين للحصول على قروض لا حصر لها بمليارات الدولارات، وامتيازات تجارية ودعم سياسي.
لكن ما تقدم لا يعني أنه لم تنشأ خلافات بين الجانبين، ففي عام 2009 اندلع خلاف دبلوماسي خطير بين موسكو ومينسك، فقد اتهم لوكاشينكو روسيا بتقديم قرض بقيمة 500 مليون دولار بشرط اعتراف بيلاروس بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ولكنه علق على ذلك قائلاً إن موقف بيلاروس ليس للبيع... هل هناك في الجعبة الروسية ما يهدد لوكاشينكو ويجعله التابع المطيع لبوتين من غير جدال أو نقاش؟
خطة غزو روسية
في أوائل مارس (آذار) الماضي، أي بعد نحو أسبوع فقط من بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقول "إن القرار الروسي بغزو أوكرانيا وحَّد الغرب كله وشكل إدانة عالمية دفعت حتى الدول الصديقة مثل الصين إلى حث موسكو على تسوية الصراع من خلال المفاوضات، لكن زعيماً واحداً في الأقل برز مؤيداً قوياً لروسيا، إنه لوكاشينكو، الرجل الذي استضاف القوات والمعدات الروسية، وسمح لموسكو باستخدام بيلاروس نقطة انطلاق، ودفع منذ أسابيع قليلة بتعديل دستوري ينهي وضع البلاد كدولة خالية من الأسلحة النووية".
هل تحولت بيلاروس إلى أرض عبور للقوات الروسية من جراء الدعم الذي يقدمه بوتين لها؟
تنقل وكالة "رويترز" عن لوكاشينكو قوله "أنا بالطبع ممتن للغاية للدعم الاقتصادي الذي تقدمه روسيا إلى بيلاروس"، مضيفاً "يجب أن أبلغكم أن هذا لم يذهب سدى"... هل هذه هي الحقيقة كاملة أم مجتزأة، وأن هناك وراء الأكمة ما وراءها؟
قبل بضعة أيام وتحديداً في يوم الثلاثاء 19 أبريل (نيسان) الحالي، كشفت إدارة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية عن وثائق مثيرة للاهتمام تفيد بأن روسيا خططت لغزو بيلاروس واحتلالها بعد انتخابات 2020 المتنازع عليها.
تقول الوثائق الأوكرانية التي نشرت إنه "بعد تزوير الانتخابات الرئاسية في بيلاروس، وضع الاتحاد الروسي خطة لغزو وقمع الاحتجاجات الشعبية... احتلال بيلاروس تم التخطيط له بذريعة تورط روسيا في حرب إقليمية أو واسعة النطاق مع الدول الأعضاء في الناتو في الغرب".
الإعلام الأميركي ومنه قناة "فوكس نيوز"، بدوره سلط الضوء على وثيقة بعنوان "أسطورة خطة إعادة تجميع الوحدات والقوات العسكرية لجيش بانزر الأول في منطقة المهمة"، وهي وثيقة تتناول الأبعاد الخاصة بغزو بيلاروس.
هل هي وثائق صادقة وحقيقية؟
ربما يصعب تقديم جواب، لكن في كل الأحوال قد تتحول نعمة الجغرافيا الخاصة ببيلاروس في لحظة بعينها إلى نقمة، وبخاصة إذا شعر القيصر بأن هناك حاجة إلى أن تكون قواته على الأراضي البيلاروسية.
ما الذي يتبقى في قراءة أوراق لوكاشينكو؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقت المعاقبة
تبدو مواقف الرجل الداعم القوي للقيصر، وكأنها بداية النهايات، لا سيما في ضوء الرفض الغربي، أميركياً وأوروبياً من جهة، وارتفاع صوت المعارضة في الداخل البيلاروسي من جهة ثانية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، اتهم المعارض البيلاروسي، فرانك فياتشوركا، لوكاشينكو، بمشاركة بوتين في غزو أوكرانيا، ونشر أربع صور قال إنها لطائرات عسكرية وهليكوبتر كانت تقلع من بيلاروس إلى أوكرانيا أثناء المفاوضات بين كييف وموسكو.
والثابت أن هناك بلا شك دوائر خارجية ترى أنه حان الوقت لمعاقبة لوكاشينكو على موقفه الداعم لبوتين، وبات التساؤل إلى متى سيظل قادراً على الوقوف وقدماه في المياه الساخنة؟
يدرك لوكاشينكو في واقع الأمر أن هناك أمراً ما يدبر له بليل بهيم، ولهذا صدر عنه تصريح في اليوم نفسه لتسريب الأوكرانيين قصة الغزو الروسي، قال فيه إن لديه القوة الكافية لـ"سحق رأس" من يحاول تعكير صفو السلام في البلاد.
ولعله من نافلة القول الإشارة إلى أن قصة لوكاشينكو وتحالفاته السابقة مع روسيا، وما يمكن أن يواجهه من بوابات الغضب الأميركي والأوروبي التي لا تصد ولا ترد، إذا نشر رؤوساً نووية روسية على أراضيه ستكون قصة أخرى.
هل هي نهايات فتى المزرعة لوكاشينكو التي قد يرتبط فيها مصيره بمصير بوتين راعيه نفسه؟
ربما يكون ذلك كذلك.