شهد المسجد الأقصى في مدينة القدس مواجهات، اليوم الخميس، بين المصلين وقوات الأمن الإسرائيلية، بينما أعلن فلسطينيون أنهم أفشلوا "مخطط المستوطنين لرفع الأعلام في المسجد الأقصى".
تأتي هذه المواجهات مع استئناف برنامج الزيارات للمسجد الأقصى لغير المسلمين، بعد أن توقفت خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
ويُسمح لغير المسلمين من الأجانب واليهود ضمن برنامج الزيارة الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى والتجول بها ويحظر عليهم أداء أي شعائر دينية.
أظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وجود عدد من المصلين داخل المصلى القبلي الذي تنتشر على أبوابه قوات الأمن الإسرائيلية.
واتهم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، المصلين بالتحضير للمواجهة مع قوات الأمن الإسرائيلية.
وقال في تغريدة باللغة العربية على "توتير"، "البلطجية الفلسطينيون كسروا الجدران والحيطان وحضروا مسبقاً كميات كبيرة من الحجارة داخل المصلى القبلي مما يشكل انتهاكاً لحرمته".
إصابة شرطي
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها "صدت مثيري الشغب الذين ألقوا أشياء"، مؤكدةً "إصابة شرطي بجروح طفيفة". وأوضحت أنها ستتعامل "بحزم وبدون تساهل" مع مثيري الشغب.
وشهدت باحات المسجد الأقصى منذ منتصف الشهر الماضي وبالتزامن مع شهر رمضان صدامات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين على خلفية زيارة مستوطنين لباحات المسجد إذ ينظر الفلسطينيون إلى هذه الزيارات على أنها "اقتحامات".
وأُصيب في صدامات أبريل (نيسان) الماضي، والتي تزامنت أيضاً مع عيد الفصح اليهودي، أكثر من 300 من المتظاهرين الفلسطينيين بينهم مسلمين أجانب وعرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والمسجد الأقصى الواقع في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بينما يسميه اليهود "جبل الهيكل".
وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب نزاع مسلح آخر مماثل للحرب التي استمرت 11 يومًا العام الماضي بين إسرائيل وحماس.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن الدولة العبرية "ملتزمة" المحافظة على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى، مشددا على أن "لا خطة لدينا لتقسيم جبل الهيكل بين الأديان".
ولطالما اتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون، إسرائيل، بالسعي لتقسيم الأقصى إلى قسمَين، يهودي ومسلم، أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هو الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل المجاورة.
ذكرى قيام إسرائيل
وجاءت صدامات الخميس، مع إحياء إسرائيل الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسها حسب التقويم العبري. أما الفلسطينيون فيحيون في 15 مايو، ذكرى "النكبة" التي تزامنت مع إعلان دولة اسرائيل.
ويسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد وباحاته في كل الأوقات في حين هناك أوقات محددة لدخول اليهود والأجانب دون أداء الصلوات، لكن بعضهم يؤدي بعض الشعائر الدينية "خلسة".
وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، يحيى السنوار في نهاية الشهر الماضي، من "استباحة" آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال تجدد "الهجوم" على المسجد وتحديداً المصلى القبلي الذي كانت القوات الإسرائيلية "اقتحمته" لتفريق المتظاهرين.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "إعادة تكرار جريمة اقتحام المسجد الأقصى واعتبرها "إعلان رسمي لحرب دينية ستشعل المنطقة برمتها".
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في العام 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في المدينة.