Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

تنسيق أميركي - إسرائيلي حول الهجوم المحتمل على إيران

يشمل حسابات عسكرية لتوجيه ضربة إلى طهران والردود المتوقعة من الحوثيين

قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا في اجتماع مع قادة عسكريين إسرائيليين (أ ف ب)

ملخص

 التقارير الإسرائيلية التي أثارت أجواء توجيه ضربة خطرة ضد إيران تضع إسرائيل في مركز الرد عليها، أحدثت انقساماً في المواقف حتى داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، خصوصاً حول مشاركتها في الهجوم إلى جانب الولايات المتحدة.

جاءت زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا إلى تل أبيب في ذروة النقاشات الداخلية حول قدرة إسرائيل على خوض حرب غزة من جديد، في وقت يحتدم الوضع الأمني تجاه لبنان وسوريا وبموازاة مواجهة الجيش الإسرائيلي حركة تمرد داخلية تضعف من قدرة وقوة وحداته وألويته العسكرية.

كوريلا جاء للتنسيق حول أخطر الجبهات بالنسبة إلى الإسرائيليين وهي إيران ثم تجاه الحوثيين، مما اعتبره أمنيون احتمال أن تعود إسرائيل بعد أكثر من عام ونصف العام على حرب "طوفان الأقصى" لحرب على سبع جبهات، لا تقل خطورة عن بدايتها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

وحذر أمنيون وعسكريون من التصريحات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون حول ضرورة تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران والحوثيين، معتبرين أن الخطوة الأفضل تجاه إيران تتمثل في دفعها إلى قبول شروط واشنطن نحو اتفاق، على رغم تصعيد التهديدات الأميركية بشن هجوم على إيران.

وعلى مدى 10 ساعات متواصلة ناقش كوريلا في تل أبيب ملف إيران بداية مع رئيس أركان الجيش إيال زامير ثم مع قيادات عسكرية وأمنية، وبحث معهم كيفية ضمان التنسيق سواء في شأن الهجوم على إيران أو الدفاع الإسرائيلي، وسط توقعات بأن ترد طهران على تل أبيب بعملية أقوى وأوسع من العمليتين السابقتين إذا ما تعرضت لهجوم قوي، بغض النظر عن مشاركة إسرائيل في الهجوم المحتمل إلى جانب الولايات المتحدة.

ضربة قريبة

وما أثار القلق الإسرائيلي التأكيد أن الضربة باتت أقرب من أي وقت مضى وأنها ستكون قاسية وواسعة، لم تسبقها ضربات شهدتها إيران، ودعمت هذا الافتراض تحركات واشنطن لتعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط ونقل عشرات الطائرات المقاتلة والقاذفات الثقيلة إلى المحيط الهندي بانتظار وصول حاملة طائرات جديدة، إلى جانب حاملة الطائرات "هاري أس ترومان" الراسية في المنطقة.

وخلال لقاءاته استكمل كوريلا تنسيق واشنطن واستعداداتها مع تل أبيب في شأن الضربة ضد إيران وتكثيف الضربات ضد الحوثيين، وفي المقابل تعزيز استعداد منظومات الدفاع الجوي من جهة، وسلاح الجو من جهة أخرى لمواجهة أي رد إيراني أو تكثيف صواريخ الحوثيين من اليمن.

وخلال المحادثات المشتركة طرحت ضرورة استعداد الطرفين أيضاً لاحتمال مشاركة العراق في الرد على هجوم ضد إيران واليمن، وكُشف عن تدريبات جوية في اليونان، شاركت فيها قطر إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، وفق ما أكد مسؤول أمني إسرائيلي، وتهدف إلى التنسيق في الهجوم والدفاع الجوي من دون الكشف عن نية هذه الدول مشاركة إسرائيل في الدفاع عن أجوائها إذا ما تعرضت لهجوم إيراني.

وتلقت تل أبيب أثناء زيارة كوريلا ضمانات لاستمرار تعزيزاتها العسكرية والدفاعية من واشنطن، في وقت نشرت منظومات دفاعية في مناطق واسعة، كما أدخلت تحسينات على منظومات الإنذار التي تستخدمها عند الكشف عن إطلاق صواريخ تجاهها، وكذلك الكشف عن تطوير وتحسين منظومات الدفاع بدعم من الولايات المتحدة وهي تتيح لأجهزة الإنذار إطلاق صفارات التحذير للسكان قبل 10 دقائق في الأقل من اختراق الصاروخ الأجواء الإسرائيلية، في محاولة لتخفيف الضرر المتوقع أن تلحقه صواريخ إيران واليمن بالسكان إذا لم تنجح منظومات الدفاع في التصدي لها.

فرصة لا تعوض

التقارير الإسرائيلية التي أثارت أجواء توجيه ضربة خطرة ضد إيران تضع إسرائيل في مركز الرد عليها، أحدثت انقساماً في المواقف حتى داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، خصوصاً حول مشاركتها في الهجوم إلى جانب الولايات المتحدة.

ورأى القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي ران كوخاف أن وصول كوريلا والتنسيق الواسع بين واشنطن وتل أبيب بمثابة فرصة لا تعوض لاستكمال تقويض قدرات إيران التي ضعفت بعد إضعاف وكلائها، تحديداً "حزب الله" وحركة "حماس".

وبحسب كوخاف "تواجه إسرائيل التهديد الإيراني وتهديد الحوثيين مع خطر احتدام الوضع الأمني تجاه ’حزب الله‘ في لبنان وأيضاً الجبهة السورية، وهذا كله يبدأ وينتهي في إيران، لذلك اليوم ومع التنسيق الأميركي في مواجهة طهران لدينا فرصة لا يمكن تعويضها بشن هجوم قاسٍ سواء مع الولايات المتحدة أو إسرائيل منفردة ضد إيران أو الحوثيين".

ويعتقد كوخاف بأن المشاركة الأميركية وحاملات الطائرات إلى جانب الاستعداد الإسرائيلي وتدريبات سلاح الجو، سواء المشتركة مع جيوش أخرى أو منفردة، كلها تدعم وتساند تنفيذ مثل هذا الهجوم.

قدرات إيران

وناقش تقرير إسرائيلي قدرة إيران على التصدي لأي اعتداء أو الهجوم رداً على أي اعتداء، فرأى أن "إيران، وعلى رغم أنها تعتبر إحدى الدول ذات القدرات العسكرية الكبيرة، فإن سلاح جوها قديم وليس له دفاع جوي، خصوصاً بعد أن دمرت إسرائيل بطاريات S-400 الروسية"، لكنه أضاف أنه في مقابل هذا تملك إيران آلاف الصواريخ وعشرات آلاف المسيّرات التي يمكن لبعضها أن تحلق حتى آلاف الكيلومترات، كما أن لديها من يساندها من الميليشيات في العراق وسوريا والأردن واليمن ولبنان.

وضمن السيناريوهات المطروحة في الأبحاث الأمنية احتمال أن تهاجم إيران مسبقاً أهدافاً للجيش الأميركي، وتستند هذه التقديرات ضمن أمور أخرى إلى التهديدات الإيرانية تجاه الأميركيين والتي شددوا خلالها على الاستعدادات في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، كما أن هناك احتمالاً آخر وهو ضرب القواعد الأميركية في العراق، وهي النقطة التي وفق رأي الإسرائيليين الأكثر انكشافاً للأميركيين.

إيران ستخضع لشروط واشنطن

ومع الإعلان عن إمكان إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، عقدت جلسات مشاورات أمنية وسياسية حول سبل التعامل مع أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بين الطرفين، على رغم استبعاد أمنيين ذلك، خصوصاً بعد الموقف الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما اعتبر آخرون تهديدات ترمب، وإن عزز المنطقة بالأسلحة وحاملات الطائرات، وسيلة ضغط لدفع إيران إلى قبول شروطه.

وكما يقول الباحث في الشؤون الإيرانية إلياهو يوسيان، وهو إيراني وصل إلى إسرائيل قبل أعوام عدة للعيش فيها، إن "النظام الإيراني لا يستطيع تحدي الولايات المتحدة برئاسة ترمب"، وأضاف أن "ترمب ليس كأي رئيس أميركي آخر، والنظام الإيراني يدرك أنه إذا شنت واشنطن حرباً منفردة أو بمشاركة إسرائيل، فستلحق به خسائر فادحة بما لا يمكن توقعه". ورجح يوسيان أن "يجد النظام الإيراني طريقة لمحادثات مع الولايات المتحدة لأنه في نهاية الأمر سيخضع لشروطها، كما أن مصلحته تكمن التوصل إلى اتفاق وإبعاد خطر الحرب من بلاده".

المزيد من الشرق الأوسط