تعهد نجل الرئيس الفيليبيني الراحل فرديناند ماركوس، الثلاثاء 10 مايو (أيار)، بالعمل من أجل الشعب كله بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات، وطلب من العالم أن يحكم عليه من خلال رئاسته وليس ماضي عائلته.
وأصبح ماركوس، الذي يعرف باسم "بونغ بونغ"، أول مرشح في تاريخ البلاد الحديث يفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات الرئاسية، ممهداً الطريق أمام عودة لم تكن متصورة للحكم لأكثر الأسر السياسية فساداً في الفيليبين.
وقال ماركوس للعالم وفق بيان للمتحدث باسمه، "لا تحكموا عليّ من خلال أسلافي ولكن من خلال أفعالي".
وفر ماركوس الابن إلى المنفى في هاواي مع أسرته خلال انتفاضة "سلطة الشعب" التي أنهت حكم والده الاستبدادي الذي استمر 20 عاماً، وهو نائب في البرلمان منذ عودته للبلاد عام 1991.
والآن يبدو فوز ماركوس في الانتخابات التي أجريت الإثنين مؤكداً بعد فرز نحو 98 في المئة من الأصوات الصحيحة في إحصاء غير رسمي أظهر حصوله على قرابة 31 مليون صوت، تمثل مثلي الأصوات التي حصلت عليها منافسته ليني روبريدو، ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية نهاية الشهر الحالي.
مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي
وقال ماركوس في بيان بثه على "فيسبوك" وهو يقف بجوار علم الفيليبين، "هناك الآلاف منكم، متطوعون وزعماء سياسيون وقفوا معنا بسبب إيماننا برسالة الوحدة التي بعثنا بها".
وعلى الرغم من أن ماركوس (64 عاماً) بنى حملته على الوحدة، إلا أن محللين سياسيين يقولون إن من غير المرجح أن تعززها رئاسته حتى في وجود هامش الفوز الكبير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفضت الأسهم الفيليبينية بنسبة ثلاثة في المئة الثلاثاء قبل أن تعوض خسائرها، ويأتي انخفاضها مسايراً لضعف الأوراق المالية على المستوى العالمي، لكن محللين يشيرون إلى الغموض الذي يحيط بالسياسات التي يمكن أن يطبقها ماركوس.
وقال خبير الأسواق الاستراتيجي في شركة "بي دي أو يونيبنك" المصرفية في مانيلا جوناثان رافيلاس، "يود المستثمرون رؤية فريقه الاقتصادي". وفي الوقت نفسه ارتفعت قيمة العملة الفيليبينية (البيزو) 0.4 في المئة أمام الدولار.
وكثير من بين الملايين الذين صوتوا لمصلحة منافسته ليني روبريدو غاضبون بسبب ما يعتبرونه محاولة وقحة من أسرة الدكتاتور المذمومة لاستخدام تمكنها من مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير الوقائع التاريخية خلال فترة حكمها البلاد.
ويأتي انتصار ماركوس الابن بعد حملة انتخابية اتسمت بانتشار واسع للأخبار المضللة، ولسنوات غزت حسابات داعمة له مواقع التواصل الاجتماعي، وصورت الحقبة التي حكم فيها والده البلاد على أنها ذهبية عمها السلام والازدهار، متجاهلة توقيف آلاف المعارضين الذين تعرضوا للقتل والتعذيب، وحتى مليارات الدولارات التي جمعتها أسرة ماركوس من خزائن الدولة لإثرائها الشخصي.
وأطاحت ثورة شعبية نظام والده عام 1986 وانتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة للعيش في المنفى، قبل أن تعود إلى البلاد لتشكيل شبكة نافذة من الدعم السياسي.
ونفت أسرة ماركوس ارتكاب أي خطأ، ويقول كثير من مؤيديها، وهم مدونون وأصحاب نفوذ في مواقع التواصل الاجتماعي، إن الروايات التاريخية مشوهة.
الطلاب ينظمون احتجاجاً
ليني روبريدو، المحامية والخبيرة الاقتصادية (57 عاماً) التي تعهدت تخليص البلاد من الفساد وإنهاء نفوذ العائلات السياسية، عبرت عن "خيبة أملها الواضحة" من النتيجة.
وقالت في خطاب متلفز "لم نخسر، لم نسقط"، ووعدت بمواصلة النضال ضد ماركوس بمجرد التحقق من صحة النتائج الكاملة رسمياً في غضون أسابيع قليلة، مضيفة "لقد بدأنا للتو".
ونظم نحو 400 شخص، معظمهم طلاب، احتجاجاً خارج مفوضية الانتخابات الثلاثاء ضد ماركوس، مشيرين إلى مخالفات انتخابية.
وتقول مفوضية الانتخابات إن الاقتراع كان سلمياً نسبياً، وتمسكت المفوضية أيضاً الثلاثاء برفضها شكاوى قدمتها جماعات مختلفة، من بينها جماعة لضحايا الأحكام العرفية سعت إلى منع ماركوس الابن من خوض الانتخابات الرئاسية على أساس إدانة له عام 1995 بالتهرب من الضرائب.
وقالت جماعة "أكبايان"، إحدى الجماعات التي قدمت الشكاوى إنها ستطعن في قرار المفوضية أمام المحكمة العليا، واصفة إياه بأنه "فشل ذريع ومؤسسي في الوقت نفسه".
وأظهرت النتائج فوز سارة دوتيرتي كاربيو، ابنة الرئيس الحالي رودريغو دوتيرتي، بمنصب نائب الرئيس بحصولها على أكثر من ثلاثة أمثال أقرب منافسيها على المنصب.