كشف فريق علمي متخصص في دائرة الآثار والمتاحف عن مدفن روماني في منطقة "المحفارة" في مدينة مصياف في ريف حماة وسط سوريا، ويقدر العلماء بأنه يعود للقرن الثاني والثالث الميلاديين.
وتتواصل أعمال التنقيب والتوثيق عن كامل المنطقة، التي توحي بلا أدنى شك بوجود مزيد من الحقائق التاريخية والأثرية فيها، واستنتاج بحوث يتوقعها الباحثون بالمهمة عن الاستيطان في الفترة الرومانية ومدى علاقته بالمباني والمواقع الرومانية بمدينة مصياف، الواقعة جنوب غربي مدينة حماة، وتبعد عنها 48 كيلومتراً.
ووفق المعلومات، التي حصلت عليها "اندبندنت عربية"، فإن المصادفة قادت إلى هذا الكشف، الذي وصفه الفريق بـ"المهم".
وأفادت مصادر أهلية عن أعمال نفذها المجلس البلدي في القرية لشق طريق يتفرع عن الشارع الرئيس "شتيوي سيفو" من الجهة الشمالية الغربية للمنطقة، وفي أثناء تنفيذ تلك الأعمال عثر الفنيون على المدفن المحفور في الهضبة الكلسية.
وأشار مدير دائرة الآثار في مدينة حماة، المهندس حازم جركس، إلى مواصلة العمل للكشف عن معطيات جديدة ستبصر النور قريباً، فيما يلفت النظر في الوقت ذاته لأهمية هذا الاكتشاف، حيث يعطي مدلولات عن الاستيطان البشري الغارق في القدم العائد للفترة الرومانية، حيث المدفن (بكر) محتفظ بكامل موجوداته.
هذا ويقدر الخبراء الآثاريون أن المدفن يعود لعوائل من عامة الشعب، حيث تبين لهم من خلال الكشف عن عدم وجود زخارف على الجدران أو رسومات أو معازب محفورة في الصخر، إنما وجدت مسامير عائدة لتوابيت خشبية مهترئة موجودة في الجهتين الجنوبية والشرقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعثر فريق التنقيب كذلك على 15 هيكلاً عظمياً لرجال ونساء قد دفنوا في المكان ذاته، وتبين أن المكان عبارة عن ساحة لدفن الموتى، بعد التوثيق والتحري توصلوا لوجود مدفن جماعي روماني محفور في الصخور بأبعاد 3,5 متر وبارتفاع مترين، وله باب من الجهة الجنوبية الشرقية مغلق بحجارة من الدبش.
ويحوي المدفن الصخري عديداً من اللقى، منها مدامع فخارية عددها يزيد على 22 مدمعة، إضافة إلى مدامع غير مستخدمة عند فوهة الباب، ويبدو أنها معدة للموتى الذين سيدفنون لاحقاً، وخرز زجاجي، وإسورة معدنية كانت تستخدم للزينة من أجل النساء.
وتتموضع مدينة مصياف ضمن موقع سياحي مميز بين الجبال الساحلية والسهول، وفيها قلعة تعود للعهد الروماني والبيزنطي، أسهمت شبكة الآغا خان للثقافة في وقت سابق من عام 2000 بجهود ترميمها مع أعمال تأهيل شملت السوق الأثرية للمدينة.
وتعول المديرية العامة للآثار على متابعة التنقيب ودراسة محتويات هذا المدفن، لما ستفضي إليه من كشف حول القيمة التاريخية للمدينة في العصرين "الهلينستي" و"الروماني"، لا سيما ترجيحات بانتشار مدافن مماثلة من المتوقع أن تكون في محيط قلعة مصياف الأثرية، وكذلك في وادي الحليمات بعد إجراء مسوح فنية وعلمية أثرية مرتقبة.