أعلنت السلطات الصحية بمنطقة مدريد في إسبانيا أنها رصدت 11 حالة إصابة مؤكدة جديدة بجدري القرود، اليوم الثلاثاء، ليصل إجمالي الإصابات في البلاد إلى 48، كلها تقريباً في العاصمة، وفقا لرويترز.
وفي البرتغال المجاورة، التي كانت إلى جانب إسبانيا واحدة من النقاط الساخنة الرئيسة لتفشي المرض الفيروسي مؤخراً خارج المناطق الموبوءة في أفريقيا، أضافت السلطات الصحية حالتين مؤكدتين، ليصل الإجمالي إلى 39.
تسجيل إصابة في الإمارات
وقالت "وزارة الصحة ووقاية المجتمع" عن رصد أول حالة لجدري القردة في الدولة وفق السياسة المتبعة لدى الجهات الصحية بالدولة للرصد والتقصي المبكر لجدري القردة.
وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية أن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 سنة زائرة للدولة من غرب أفريقيا وتتلقى العناية الطبية اللازمة في الدولة.
وطمأنت الوزارة أفراد المجتمع بأن الجهات الصحية بالدولة تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة بما فيها التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم.
وأكدت الوزارة أنها وبالتعاون مع الجهات الصحية تتبع آلية ترصد وبائي وفق أعلى الممارسات العالمية لضمان الكفاءة المستدامة ووقاية المجتمع من الأمراض السارية وسرعة اكتشاف الحالات والعمل على الحد من الانتشار المحلي للأمراض والفيروسات كافة بما فيها جدري القردة.
14 إصابة في بريطانيا
وأبلغت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة اليوم الثلاثاء عن رصد 14 حالة إصابة جديدة بجدري القردة في إنجلترا، مما يرفع العدد الإجمالي للحالات المكتشفة إلى 70 منذ السابع من مايو (أيار).
فيما أعلنت اسكتلندا عن أول حالة إصابة بجدري القردة أمس الاثنين، لكن لم يتم اكتشاف أي حالات في ويلز وأيرلندا الشمالية حتى الآن.
سباق اللقاح
وبدأت شركات الأدوية سباقها لتوفير لقاح لجدري القرود الآخذ في الانتشار، على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية من أن اللقاحات الموجود حاليا، بإمكانها مواجهة المرض.
وقالت شركة مودرنا أنها تجري اختبارا للقاح محتمل للوقاية من جدري القرود في مرحلة الاختبارات قبل السريرية مع انتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا. ولم تستجب مودرنا بعد لطلب بالإفصاح عن المزيد من التفاصيل بشأن اللقاح المحتمل.
المرض قابل للإحتواء
قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 24 مايو (أيار)، إنه تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادةً.
وأضافت المنظمة أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل "قابلاً للاحتواء"، وقالت إنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض.
الولايات المتحدة
قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الاثنين، إن مسؤولي الصحة الأميركيين بصدد الإفراج عن جزء من جرعات لقاح جينيوس لاستخدامها في حالات جدري القرود، مضيفة أن هناك أكثر من ألف جرعة في المخزون الوطني.
وقال مسؤولو المراكز، إنهم يتوقعون أن يرتفع هذا المستوى بسرعة كبيرة في الأسابيع المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الحكومة الألمانية، الاثنين، إنها تدرس الخيارات المتاحة في ما يتعلق بالتطعيمات، ومنحت بريطانيا التطعيمات للعاملين لديها في مجال الرعاية الصحية.
هذا الفيروس أعراضه أقل شدة من مرض الجدري الذي قضي عليه قبل 40 عاماً، وهو متوطن في 11 بلداً في غرب أفريقيا وأفريقيا الوسطى.
ويسبب مرض جدري القرود في البداية ارتفاعاً في درجة الحرارة، ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع قشور. وما يثير قلق الخبراء هو الظهور المتزامن للإصابات في العديد من البلدان لدى أشخاص لم تكن لمعظمهم صلة مباشرة بالبلدان التي يتوطن فيها المرض.
وبحسب التحليلات الأولية، مثل تسلسل أول للجينوم في البرتغال، فإن متحورة الفيروس تنتمي إلى السلالة الموجودة في غرب أفريقيا المرتبطة بمرض أقل خطورة من المتحورة الأخرى لجدري القرود.
كذلك، لم يعرف بعدما إذا كان الفيروس قد تحور، كما أوضحت روزاموند لويس المسؤولة عن الجدري في برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، لكن فيروس جدري القرود "يميل إلى أن يكون مستقراً نسبياً".
وقف انتقال العدوى ممكن
وفيما يستمر عدد الإصابات بجدري القرود في الارتفاع، خصوصاً في أوروبا، أكدت منظمة الصحة العالمية الإثنين، وجود وضع "غير نمطي" لكنها اعتبرت أنه يمكن "وقف" انتقال العدوى بين البشر.
وتم تأكيد حوالى مئة إصابة حتى الآن في عشرات الدول الأوروبية، وأيضاً في أستراليا وكندا والولايات المتحدة. وتتركز حالياً 67 إصابة في تسعة بلدان في الاتحاد الأوروبي (النمسا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال والسويد)، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وأعلنت السلطات الصحية في المملكة المتحدة، الاثنين، أنه تم اكتشاف 36 إصابة جديدة بجدري القرود منذ مطلع مايو (أيار) في إنجلترا ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 56، في حين اكتشفت الإصابة الأولى في اسكتلندا.
في الوقت الراهن هناك "أقل من 200 إصابة مؤكدة ومشتبه بها" في هذه البلدان التي لا يتوطن فيها فيروس جدري القرود، وفقاً لماريا فان كيرخوف المكلفة مكافحة فيروس كورونا والأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية.
وتتعلق هذه الحصيلة فقط بالبلدان التي يكون فيها وجود جدري القرود غير معتاد. لكن منظمة الصحة العالمية أعربت عن ثقتها في إمكان "وقف" انتقال المرض بين البشر في هذه البلدان "غير المتوطن فيها الفيروس" خلال جلسة أسئلة وأجوبة، الاثنين.
وأوضحت فان كيرخوف، "أنه وضع يمكن السيطرة عليه، خصوصاً في البلدان الأوروبية التي دخلها المرض".
وشددت على أن الاكتشاف المبكر للإصابات وعزلها جزء من الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، مضيفة أنه لا توجد في الوقت الراهن حالات خطرة.
خطر الانتشار منخفض
بدوره، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الاثنين، إن خطر انتشار مرض جدري القرود النادر بين السكان على نطاق واسع "منخفض للغاية"، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة، في أول تقييم للأخطار منذ الظهور غير المألوف لعشرات الإصابات في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأوضحت مديرة وكالة الصحة الأوروبية أندريا أمون أن "معظم الحالات الراهنة ترافقت مع أعراض خفيفة، وبالنسبة إلى العامة، فإن احتمال الانتشار منخفضة للغاية"، مضيفة أن احتمال انتشار الفيروس عبر الاتصال الوثيق بين أشخاص ذوي شركاء جنسيين متعددين اعتبر "مرتفعاً".
وبحسب الوكالة الأوروبية، بإمكان الفيروس أن يتسبب بشكل شديد من المرض في أوساط مجموعات معينة مثل الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة.
وينتقل جدري القرود عادة إلى البشر عن طريق القوارض البرية أو الرئيسيات. لكن يمكن أيضاً أن ينتقل من إنسان إلى آخر، عبر الاتصال المباشر بالطفح الجلدي أو الأغشية المخاطية لشخص مريض وكذلك عبر القطيرات.
اجتماع عالمي
وأشار آندي سيل المستشار الاستراتيجي لبرامج منظمة الصحة العالمية العالمية حول فيروس نقص المناعة البشرية "أتش آي في" والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً، إلى أنه في حين يمكن التقاطه عبر ممارسة الجنس، فإن جدري القرود ليس مرضاً ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
في هذه المجموعة الحالية من الإصابات، تم تحديد العديد من الحالات بين رجال مثليين. لكن هذا الخبير شدد على أنه "ليس مرضاً ينتشر بين المثليين، كما حاول بعض الأشخاص تصنيفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وحذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز الأحد، من أن التعلقيات المسيئة العنصرية والمعادية للمثليين التي تسجل أحياناً بشأن جدري القرود قد "تقوض بسرعة جهود مكافحة الوباء".
ويفترض أن يعقد اجتماع عالمي كبير مع جميع الخبراء من اختصاصات مختلفة الأسبوع المقبل، لمناقشة التفشي الحالي للمرض.
لا حاجة ملحة لحملات تطعيم جماعية
وقال مسؤول كبير بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة أفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن سيسهم في السيطرة على انتشاره.
وقال ريتشارد بيبودي، الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، في مقابلة مع "رويترز" إن الإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبياً.
وقال بيبودي، إن الإجراءات الأساسية للسيطرة على تفشي المرض تتمثل في تتبع الاتصال وعزله، مشيراً إلى أنه لا ينتشر بسهولة شديدة ولم يتسبب حتى الآن في ظهور مرض خطير. وأضاف أن اللقاحات المستخدمة لمكافحة جدري القرود قد تحمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة.
الاشتباه في ثلاث إصابات في المغرب
أعلنت وزارة الصحة المغربية، الاثنين، الاشتباه في ثلاث إصابات بجدري القرود في المملكة، مشيرة إلى أن المرضى يخضعون للمراقبة الطبية في انتظار صدور النتائج النهائية للتحاليل المخبرية التي أجريت لهم.
وقال المسؤول في الوزارة معاذ المرابط في بيان، إن "الحالات الثلاث المشتبه فيها هي بصحة جيدة، وتحظى بالرعاية الصحية والمراقبة الطبية، بعد إخضاعها للتحاليل الطبية اللازمة في انتظار النتائج النهائية ذات الصلة".
وأضاف أن الوزارة دربت فرقاً صحية "للتعامل مع هذا المرض الذي لم يسبق أن اكتُشف أو سجلت حالات إصابة به بالمملكة من قبل". ولم يوضح المسؤول الصحي في أي مناطق من المملكة اكتشفت هذه الحالات المشتبه بها ولا أدلى بتفاصيل عن هويات هؤلاء الأشخاص الثلاثة.
وبحسب المرابط الذي يشغل منصب منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، فإن الوزارة "وضعت منظومة للتفاعل بشكل سريع مع الإنذار العالمي المتعلق بجدري القرود".
وتقوم هذه المنظومة، وفق البيان، على تحديد "حالات الإصابة (حالة مشتبه فيها- حالة محتملة وحالة مؤكدة)، وطريقة الرعاية الطبية، وكيفية التعامل مع مخالطيها".