إذا سئل المرء عن الشيء الذي يجمع إبراهام لينكون وجون كنيدي فالأرجح أن يقول، إن كليهما كان رئيساً للولايات المتحدة، وهذا صحيح بالطبع (1861 – 1865 للأول و1961 – 1963 للثاني). لكن ثمة عدد من المصادفات تجعل الروابط بين هذين الرجلين وكأنها "مدبرة". وليس هذا وحسب، وإنما مدبرة بصورة يصعب على العقل تصديقها على الرغم أن انها جميعاً حقائق لا لبس فيها، وهي *:
ـ لينكون اُنتخب إلى الكونغرس في 1846.
ـ كنيدي اُنتخب إلى الكونغرس في 1946.
ـ لينكون انتخب رئيساً في 1860.
ـ كنيدي انتخب رئيساً في 1960.
ـ كلا الرجلين اغتيل بطلق ناري في رأسه يوم جمعة بيد أميركي من الجنوب.
ـ لينكون اغتيل في مسرح يسمى "فورد".
ـ كنيدي اغتيل وهو يستقل عربة "فورد" موديل "لينكون".
ـ قبل أسبوع من مقتله، كان لينكون يزور مونرو (ميريلاند).
ـ قبل أسبوع من مقتله، كان كنيدي يزور الممثلة السينمائية مارلين مونرو.
ـ أندرو جونسون بوث، الذي اغتال لينكون، وُلد في 1839.
ـ لي هارفي أوزالد، الذي اغتال كنيدي، وُلد في 1939.
ـ كلا القاتلين مات قتيلاً بالرصاص هو أيضاً قبل محاكمته.
ـ مجموع عدد الحروف في كل من اسمي بوث واوزوالد الكاملين 15 حرفاً.
ـ قاتل لينكون أطلق عليه النار في مسرح وهرب ليختبئ في مخزن للبضائع.
ـ قاتل كنيدي أطلق عليه النار من مخزن للبضائع وهرب ليختبئ في مسرح.
ـ خليفة لينكون في البيت الأبيض هو أندرو جونسون المولود في 1808.
ـ خليفة كنيدي في البيت الأبيض هو ليندون جونسون المولود في 1908.
ـ سكرتيرة لينكون اسمها كنيدي.
ـ سكرتيرة كنيدي اسمها لينكون.
وبالطبع فإن التارخ يعج بالمصادفات الغريبة... التوائم الذين تشتتوا إثر ولادتهم معظم العمر ثم التم شملهم من دون مقدمات، وأولئك الذين أصابتهم الصاعقة مرتين على الأقل في المكان نفسه، وهكذا دواليك. لكن ثمة مصادفات تفوق في غرابتها تلك الحالات نفسها وإليك بعضها:
ناجية من ثلاث كوارث بحرية
فيوليت جيسوب كانت ممرضة ومضيفة بحرية وصفها المؤرخون بأنها "غير قابلة للغرق". وسبب الوصف هو أنها كانت على متن السفينة "تايتانيك" الشهيرة عندما غرقت في رحلتها الأولى بين إنجلترا ونيويورك عام 1912، وكانت بين القلة الناجية. وتكرر هذا الأمر نفسه عندما كانت على متن السفينة "بريتانيك" (شقيقة تايتانيك) عندما غرقت سنة 1916. ولم تكتف هذه المرأة بذلك، إذ نجت من الموت مرة ثالثة عندما كانت على متن السفينة "أوليمبيك" التي اصطدمت بسفينة حربية في السنة نفسها.
دمار التايتان
على ذكر التايتانيك، إليك الكاتب الأميركي مورغان روبرتسون الذي نشر في 1898 رواية قصيرة عنوانها "اللاجدوى أو دمار التايتان" عن غرق سفينة عملاقة بعد اصطدام جانبها الأيمن بقمة جبل جليد على المحيط الأطلسي... وهو ما حدث بالضبط للسفينة تايتانيك، بعد أربعة عشر عاماً على صدور روايته.
السيارة اللعنة
أيضاً من النبوءات التي تحققت، تحذير الممثل الإنجليزي أليك غينيس للنجم السينمائي الأميركي جيمس دين عندما اشترى هذا الأخير سيارة "بورش 550 سبايدر" فاخرة جديدة. فخاطبه قائلاً: "انظر إلى هذا الوحش! تخلص من هذه السيارة الشريرة وإلا قتلتك في مثل هذا الوقت من الأسبوع المقبل على الأكثر". وبالفعل، قُتل دين في حادث بتلك السيارة بعد أسبوع بالضبط من نبوءة غينيس. ولا يقف الأمر عند هذا الحد. فقد عُرض ما تبقى سليماً من حطام السيارة للبيع كقطع غيار أو تذكارات. وفي ما بعد اتضح أن كل من اشترى قطعة منها تعرض لحادث خطير ما، وأن اثنين من هؤلاء قتلا نتيجة استخدامهما للقطع التي اشترياها.
المحظوظ التعيس
يعتبره البعض الأسعد حظاً في العالم بينما يقول بعض آخر، إنه نموذج الإنسان التعيس. هذا هو الياباني تسوتومو ياماغوتشي الذي تمكن من الهرب من الجحيم الذي شب في هيروشيما بعد القنبلة النووية الأميركية التي أفنت ما ومن فيها في 6 أغسطس (آب) 1945. وقد ظن هذا الرجل أنه وصل إلى بر الأمان عندما لجأ (دون سائر الأمكنة) إلى نغازاكي. فما أن بدأ يلتقط أنفاسه من وعثاء السفر حتى تلقت هي أيضاً القنبلة الثانية الشهيرة بعد ثلاثة أيام من قنبلة هيروشيما فأحرقت نصف جسده. ومع ذلك فقد نجا من الموت للمرة الثانية وعاش حتى عام 1950 حين مات بالسرطان نتيجة الإشعاع الذري الذي تعرض له.
نادي العلماء
عالم الكونيات والفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ وهبته الطبيعة عقلاً لم تتحه إلا لقلة من الناس أمثال غاليليو وأينشتاين. أما المدهش في هذا الصدد فهو أن ذلك العبقري وُلد يوم الذكرى الـ300 لوفاة غاليليو، ومات في الذكرى الـ139 لميلاد أينشتاين. على أن حياته المديدة نفسها كانت أمراً مدهشاً. ففي شبابه الباكر أصيب بعارض لو غيريغ الذي لا يمهل أكثر من خمس سنوات على الأكثر. لكن هوكينغ عاش خمسة وخمسين سنة بعد إصابته به. فهل كان هذا مجرد صدفة نادرة أم أن الطبيعة استثنته عمداً فأرادت له البقاء حتى سن السادسة والسبعين كي ينفع البشرية بعلمه الفريد؟
هذا هو تاريخ موتي
الكاتب الأميركي الشهير مارك توين ولد في 1835، سنة ظهور المذنّب هالي للمرة الأولى ومات في ظهور المذنب التالي سنة 1910. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، لأن الأكثر غرابة من تلك المصادفة هو أن توين نفسه تنبأ بتارخ موته، إذ ربطه مع ظهور المذنّب التالي. فكتب يقول "جئت إلى الدنيا مع مجيء هالي، وسيكون أكبر إحباطات حياتي إن لم أذهب معه في زيارته المقبلة". وفعلاً فقد أسلم الروح بالسكتة القلبية يوم مرور المذنب الثاني بالضبط.
... تاريخ موتي لم يحن بعد
في 2014 تعرضت كل من طائرتي ركاب ماليزيتين لحادث مأسوي. فقد تعرضت الأولى لصاروخ أرض- جو أطلق عليها وهي في الأجواء الاوكرانية. أما الثانية فقد فُقدت وهي تعبر المحيط الهندي في أحد أكبر الألغاز المحيرة على مر تاريخ الطيران. وإذا اعتبرت أن فقد طائرتين تنتميان للجنسية نفسها في تاريخين متقاربين بهذا الشكل مصادفة ملفتة للنظر، فإليك ما هو غريب حقاً، ويتعلق برياضي الدراجات الهولندي مارتن دي يونغ. فقد كان مقرراً لهذا الرجل أن يسافر على متن الطائرة الأولى، إلا أنه أعاد تذكرته لأنه وجد شركة طيران أخرى أرخص أسعاراً، وكرر الشيء نفسه مع الطائرة المنكوبة الثانية... للسبب نفسه.
11/11/18
تنبه لهذا التاريخ: 11/11/1918. في هذا اليوم أسدل ستار الختام على الحرب العالمية الأولى التي قتلت وجرحت وشردت الملايين، وصارت أحد أبرز أحداث القرن العشرين. وتمثلت الشرارة التي أشعلت أتون هذه الحرب في اغتيال أرشيدوق النمسا والمجر فرانتز فيردناند، وهو يستقل عربته في موكبه الرسمي خلال زيارة له إلى سراييفو عام 1914. والآن تنبه للوحة تسجيل هذه العربة التي كان يستقلها الأرشيدوق، وهي III 118. هل ترى المصادفة المدهشة؟
البادئ والخاتم سوياً
بمناسبة الحديث عن الحرب العالمية الأولى، انظر إلى هذا التصادف: كان جون بار (17 سنة) هو أول القتلى الإنجليز، بينما كان جورج إدوين أليسون (30 سنة) آخرهم. واليوم، إذا زرت سان سمفوريان في بلجيكا وقادتك قدماك إلى المدفنة التي تحمل هذا الاسم نفسه، وجدت قبري هذين الجنديين جنباً إلى جنب، من دون إجراء مسبق أو متعمد لهذا الترتيب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ترمب وسخرية الأقدار
في 2000 عرض المسلسل الكارتوني الأميركي "ذي سيمبسونز" حلقة عن تاجر العقار الشهير دونالد ترمب. وإمعاناً في السخرية من طموحاته الجامحة وإعجابه المفرط بنفسه صورته رئيساً للولايات المتحدة!!
دعوة للقتل؟
في 29 سبتمبر (أيلول) 1888 حوالى الثامنة والنصف مساء، عُثر على الإنجليزية كاثرين إيدوز طريحة على الأرض في الإيست إند بلندن، إذ كانت على درجة من السُكر لم تستطع معها النهوض على قدميها. فاحتجزتها الشرطة حتى الساعة الواحدة صباحاً، وأطلقت سراحها بعدما سجلت تفاصيل هويتها، ومن ضمنها أن اسمها ميري كيلي. ولكن قبل وصولها إلى بيتها اعترض طريقها الرجل الملقب "جاك السفاح" الذي قتلها قبل أن يمضي إلى ضحيته التالية وكان اسمها ميري كيلي.
9 نوفمبر في التاريخ الألماني
التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) ليس يوماً عادياً في التاريخ الألماني، وإليك بعض ما حدث فيه على مر السنين:
9/11/ 1848: تاريخ اغتيال روبرت بلوم الذي وهب حياته لنشر الديمقراطية في العالم الناطق بالألمانية.
9/11/1918: حلول الديمقراطية للمرة الأولى في ألمانيا مع تأسيس جمهورية فايمار.
9/11/1923: فشل أدولف هتلر وأتباعه في الانقلاب على هذه الديمقراطية الجديدة.
9/11/1925: تأسيس "SS"، المنظمة شبه العسكرية التي صارت نواة الحزب النازي.
9/11/1938: "ليلة الزجاج المكسور"، تاريخ إعلان اليهود أعداء للأمة الألمانية.
9/11/1989: سقوط جدار برلين.
* مجمّعة من مصادر عدة على الإنترنت.
