ارتفعت حصيلة قتلى انهيار مبنى في محافظة الأحواز بجنوب غربي إيران إلى 36 قتيلاً، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، الثلاثاء 31 مايو (أيار)، مع تواصل عمليات البحث عن المفقودين بعد أكثر من أسبوع على وقوع الكارثة.
وكشفت مقاطع مصورة منشورة على مواقع تواصل اجتماعي، أن محتجين في مدن إيرانية عدة رددوا شعارات مناهضة للحكومة خلال الليل، منها "الموت لخامنئي" المرشد الأعلى للبلاد. ويشير موقع مقطع مصور إلى أنه في حي نازي-آباد في جنوب طهران. وأظهر مقطع مصور آخر قوات مكافحة الشغب تتجول في المنطقة نفسها على متن دراجات نارية لتفريق أو ترهيب المحتجين على ما يبدو.
وفي مدينة بوشهر الساحلية في جنوب البلاد، سُمع هتاف المحتجين "الموت للديكتاتور"، في إشارة أيضاً لخامنئي. ورددوا أيضاً "يكذبون ويقولون أميركا، عدونا هنا". وشاع هذا الهتاف في احتجاجات مناهضة للحكومة في إيران.
كما نُشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل لاحتجاجات في مدن إيرانية أخرى.
وانهار في 23 مايو، قسم كبير من مبنى "متروبول" المكون من عشر طبقات في عبادان، إحدى المدن الرئيسة في المحافظة الحدودية مع العراق، متسبباً في إحدى أسوأ الكوارث الناتجة من حوادث مماثلة منذ أعوام.
ونقلت الوكالة الرسمية "إرنا" الثلاثاء، عن حاكم عبادان إحسان عباس بور قوله، "بجهود فرق البحث والإنقاذ، تم هذا المساء انتشال جثة الضحية السادسة والثلاثين من تحت الأنقاض".
وكان مسؤولون أشاروا الأحد، إلى أن التقديرات بعيد الحادث، تفيد بأن العدد الإجمالي للمفقودين كان 38.
احتجاجات مسائية
ودفع انهيار المبنى المئات في عبادان ومدن أخرى من الأحواز، إضافة إلى بعض المناطق الأخرى في إيران، للنزول إلى الشوارع في تحركات مسائية خلال الأيام الماضية، حداداً على الضحايا وتضامناً مع عائلاتهم، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، وفق الإعلام المحلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت وكالة "فارس"، الاثنين، بأن أهالي عبادان تجمعوا على مقربة من مكان انهيار المبنى، وعملوا على منع آية الله محسن حيدري، العضو المحلي في مجلس خبراء القيادة، من إلقاء كلمة.
ويعنى المجلس بانتخاب المرشد الأعلى لإيران والإشراف على عمله وحتى إقالته وفق شروط معينة.
وأفادت وكالة "تسنيم" أن بعض المتجمعين قاموا برمي كاميرا عائدة إلى التلفزيون الرسمي أرضاً، بينما دعت الشرطة الناس إلى "ترك الشارع".
توقيف 13 شخصاً
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن قيام قوات الأمن، مساء الجمعة، "باستخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق عيارات تحذيرية" لتفريق مئات المحتجين الذين كانوا قرب موقع الانهيار.
وطالب المحتجون بمحاسبة المسؤولين "غير الكفوئين" عن الكارثة.
وأكد القضاء المحلي توقيف 13 شخصاً، بينهم رئيس بلدية عبادان الحالي ورئيسا بلدية سابقان للمدينة، بشبهة "مسؤوليتهم" عن المأساة.
وأعاد انهيار المبنى في عبادان إلى الأذهان حادثة وقعت مطلع عام 2017، تمثلت في انهيار مبنى "بلاسكو" في وسط طهران، وهو مركز تجاري يعود تاريخه إلى أوائل الستينيات.
وانهار المبنى المؤلف من 15 طبقة بينما كان رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق اندلع فيه. ووفق الحصيلة الرسمية، قضى في الحادث 22 شخصاً بينهم 16 من عناصر الإطفاء.