Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيناريوهات مقلقة لليوم التالي للانتخابات الأميركية

ما بين خسارة ترمب وفوزه هناك كثير من الأمور المثيرة

ملخص

المثير في فوز ترمب هو "اليوم التالي" الذي يبدأ بتنصيبه في الـ21 من يناير فمن المتوقع أن يتخذ ترمب مجموعة من القرارات المثيرة التي يخشاها المراقبون داخل الولايات المتحدة.

خلال فعالية انتخابية في ولاية أريزونا الخميس الماضي، قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب أمام حشد من مؤيديه "إن الشيء الوحيد الذي يمكنه إيقافنا هو التزوير. هذا هو الشيء الوحيد الذي بإمكانه إيقافنا"، مما يشير إلى أن خسارة الرئيس الأميركي السابق أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات التي تنطلق اليوم الثلاثاء، تعني تزوير الانتخابات. 

إعلان الفوز مبكراً

خطابات ترمب المتكررة عن تزوير الانتخابات ورفضه الإقرار بالهزيمة بعد أربع سنوات من خسارته سباق عام 2020 أمام الرئيس الحالي جو بايدن، أكثر ما يخيف المؤسسات الأميركية بالنظر إلى الفوضى التي أحدثتها مزاعمه الأولى. وفي سبيل الإصرار على سرديته، يتوقع مراقبون أن يقفز ترمب سريعاً في الساعات الأولى من فرز نتائج الولايات لإعلان فوزه بالسباق وعودته إلى البيت الأبيض، وهي الاستراتيجية نفسها التي اتبعها في الانتخابات الماضية، عندما أعلن في الساعة الثانية ونصف صباحاً أمام كاميرات البيت الأبيض النصر فقط لأنه كان متقدماً في عدد من الولايات المتأرجحة، وقال إن أي بطاقات اقتراع يتم فرزها بعد ذلك ستكون مزورة.

وتقول صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إنه بعد ثلاثة أيام، اكتمل إحصاء الأصوات في ولاية بنسلفانيا وأُعلن بايدن الفائز، ومن ثم بدأ ترمب حملته"الانتخابات المسروقة" التي تلتها حادثة الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 من قبل أتباعه وأكثر من 60 دعوى قضائية فاشلة.

 ومع تمسك ترمب بادعاءات التزوير واستباق نتائج العملية الحالية، لا يستبعد المراقبون انتخابات أخرى متنازعاً عليها، فيرجح محامون دستوريون أن تسفر الانتخابات عن واحدة من أزمتي "اليوم التالي"، الاحتمال الأول، إذا تم إعلان فوز هاريس، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى حرب قانونية وإعلامية لمنع التصديق على فوزها. ففوز هاريس، غير المحتمل، في خمس من الولايات السبع المتأرجحة في الأقل قد يمنع حدوث ذلك السيناريو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والتقارب الشديد بين ترمب وهاريس الذي يزيد احتمال الفوز بهامش ضيق للغاية، يجعل مزاعم ترمب بالتزوير أكثر انتشاراً. وعلى النقيض من فوز بايدن عام 2020، فإن ترمب وهاريس على بعد نقاط عشرية من بعضهما بعضاً في معظم الولايات الحاسمة. وعلى رغم أن بايدن حصل على 7 ملايين صوت أكثر من ترمب وفاز بأصوات المجمعات الانتخابية بهامش 306-232، ومع ذلك، استغرق إعلان نتيجة أريزونا تسعة أيام و16 يوماً في جورجيا. 

وفي ظل هذه الهوامش الضئيلة، قد يستغرق فرز الأصوات هذا العام وقتاً أطول مما يجعل الإشاعات أكثر خطورة، فبحسب المراقبين الذين تحدثوا إلى "فايننشيال تايمز"، أي فجوة أقل من 0.5 في المئة ستؤدي إلى إعادة فرز الأصوات تلقائياً في عدد من الولايات المتأرجحة والتي قد تستغرق أياماً أو حتى أسابيع. وبمساعدة الجماعات المحافظة المؤيدة لترمب، رفعت اللجنة الوطنية الجمهورية بالفعل أكثر من 100 دعوى قضائية تطعن في إجراءات الاقتراع وأهلية قوائم الناخبين.

المعلومات المضللة

وتفاقم المعلومات المضللة قلق المراقبين، لكن اللافت أن وسائل الإعلام المحافظة مثل شبكة "فوكس نيوز" ترفض إعادة تدوير إشاعات التزوير على غرار عام 2020. وكانت شركة "فوكس" دفعت 787.5 مليون دولار كتعويضات لشركة "دومينيون فوتينغ سيستمز" العام الماضي بعد مقاضاتها لبث مزاعم بأن آلاتها كانت متورطة في تزوير الانتخابات. ومع ذلك، يتهم آخرون رجل الأعمال ومالك تطبيق "إكس" إيلون ماسك بالتورط في نشر المعلومات الزائفة حول الانتخابات، وتقول الصحيفة إن أغنى رجل في العالم أصبح أقوى سلاح جديد لترمب. فعلى عكس ناشري وسائل الإعلام التقليدية، يتمتع ماسك بحصانة شبه كاملة من أي ادعاءات كاذبة، مهما كانت خطرة، وينشر ما يريد على منصته.

وكان ماسك أثار غضب الديمقراطيين عندما أعاد نشر قصص تقول إن الديمقراطيين يسمحون للمهاجرين غير الشرعيين بالتصويت لمصلحة هاريس اليوم. وقالت المستشارة الأولى في مركز برينان للعدالة بارتون جيلمان "يتحدث ماسك عن ملايين الناخبين غير الشرعيين لكنه لا يستطيع حتى تقديم أدلة على العشرات منهم... إنه يروج بصورة صريحة للكذبة القائلة إن هذه الانتخابات سيتم تزويرها". 

ووفق دراسة لشبكة "بلومبيرغ"، فإن ماسك نشر عن مسألة الهجرة وتزوير الانتخابيات 1300 مرة وحصد 10 مليارات مشاهدة منذ بداية العام، ومنذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، نشر حول هذا الموضوع خمس مرات في اليوم. وأنشأ ماسك "مجتمع نزاهة الانتخابات" على تطبيق "إكس" الذي يطلب من المستخدمين الإبلاغ عن "حالات محتملة من الاحتيال الانتخابي والمخالفات".

اليوم التالي لترمب 

وحتى فوز ترمب، وهو سيناريو آخر محتمل، يثير قلق المراقبين. وربما يخسر ترمب التصويت الشعبي ويفوز بالهيئة الانتخابية، كما حدث عام 2016 عندما هزم هيلاري كلينتون وهو ما حدث أيضاً في انتخابات عام 2000 التي فاز فيها جورج دبليو بوش، إذ سيكون رد فعل الليبراليين كبيراً هذه المرة. ففي حين أقر المرشح الديمقراطي آل غور بالهزيمة أمام بوش، ستكون الضغوط كبيرة على هاريس لعدم الاستسلام. وسينطبق الأمر نفسه إذا كانت نتيجة المجمع الانتخابي متعادلة، أو إذا تمت إحالة حكم ولاية متنازع عليها إلى مجلس النواب. وبموجب الدستور، يختار مجلس النواب الفائز على أساس صوت واحد لكل ولاية، مما من شأنه أن يضمن تقريباً فوز ترمب، وكل هذا سيتم ضمن القواعد القانونية.

وبعيداً من غضب الليبراليين، فإن المثير في فوز ترمب هو "اليوم التالي" الذي يبدأ بتنصيبه في الـ21 من يناير، فمن المتوقع أن يتخذ ترمب مجموعة من القرارات المثيرة التي يخشاها الخبراء الدستوريون الذين تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية. وكتب ترمب في منشور على منصة "تروث ميديا" الأسبوع الماضي "عندما أفوز، ستتم محاكمة هؤلاء الأشخاص الذين ارتكبوا التزوير، إلى أقصى حد يسمح به القانون، وسيشمل ذلك أحكاماً بالسجن لفترات طويلة حتى لا يحدث هذا الفساد مرة أخرى".

فربما يرغب ترمب في مطاردة خصومه السياسيين مثل النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني التي تتخذ موقفاً مناوئاً من ترمب منذ هجوم الكابيتول وأعلنت تأييدها أخيراً لهاريس، وكبير موظفي البيت الأبيض في إدارته مارك ميلي الذي منع ترمب من استخدام الجيش كأداة سياسية، حتى إن ترمب يلقبه بـ"الخائن"، ومن بين الآخرين الذين غالباً ما يذكرهم بـ"عائلة بايدن الإجرامية" ونانسي بيلوسي التي كانت تتولي رئاسة مجلس النواب.

وتشمل وعود "اليوم الأول" لترمب أيضاً العفو الجماعي عمّن يصفهمبـ"الوطنيين" الذين سُجنوا لاقتحامهم مبنى الكابيتول عام 2021، وطرد المستشار الخاص الذي يقود التحقيق في محاولة ترمب قلب انتخابات 2020جاك سميث وإصدار أوامر لوزارة العدل الأميركية بإسقاط جميع القضايا المرفوعة ضده. 

ومع ذلك، ففي 2016، هدد ترمب بسجن كلينتون لكنه لم يفعل شيئاً حيال ذلك عملياً، وتقول روز بروكس من مركز جورج تاون للقانون "لا أعتقد بأن ترمب يمكنه ببساطة إلقاء الناس في السجن. لكنه قد يغرقهم بالقضايا القانونية مثل التحقيقات الجنائية والتدقيق الضريبي ويجعل حياتهم جحيماً بصورة عامة".

ووعد ترمب في يومه الأول باستدعاء قانون التمرد لعام 1807 الذي من شأنه أن يسمح له بنشر القوات في الشوارع الأميركية. وكثيراً ما أحبط كبار مسؤولي البيت الأبيض اندفاعات ترمب، لكن المشكلة الآن تتعلق بمن سيختارهم في إدارته الجديدة. فتقول جيلمان "لقد تعلم (ترمب) أنه لا يستطيع أن يثق بأعضاء المؤسسة الجمهورية لتنفيذ أهوائه... ولن يوظف مثل هؤلاء الأشخاص مرة أخرى".

المزيد من تقارير