أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، صباح الأربعاء، أن القوات الروسية "تعزز مواقعها" في وسط مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية شرق أوكرانيا التي يحاول الروس السيطرة عليها.
وكتب غايداي عبر "تيليغرام" أن "الروس يواصلون هجومهم ويعززون مواقعهم في وسط سيفيرودونتسك" التي أصبحت العاصمة الإدارية لمنطقة لوغانسك بالنسبة إلى السلطات الأوكرانية، منذ استولى الانفصاليون الموالون لموسكو على مدينة لوغانسك العام 2014.
ولفت إلى أن القوات الروسية تقوم بهجمات أيضاً بالأحياء الشمالية والجنوبية والشرقية في سيفيرودونتسك.
وكان غايداي أعلن مساء الثلاثاء أن القوات الروسية توشك على الاستيلاء الكامل على سيفيرودونتسك وأنها "تسيطر على الجزء الأكبر منها". مضيفاً، "يواصلون تدمير البنى التحتية والمنشآت الصناعية"، بعدما قصفت القوات الروسية خزاناً يحتوي على حمض النتريك في مصنع آزوت للمواد الكيماوية في سيفيرودونتسك.
وسيطرت القوات الروسية على القسم الأكبر من مدينة سيفيرودونتسك، الثلاثاء، فيما تواصل تقدمها في شرق أوكرانيا التي سجلت فوزها في معركة دبلوماسية مع اتفاق أوروبي على فرض حظر جزئي على النفط الروسي.
وأعلن غايداي، أن القوات الروسية قصفت خزاناً يحتوي على حمض النيتريك في مصنع للمواد الكيماوية في المدينة، داعياً السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وأوضح على "تلغرام" أن غارة جوية نفذتها القوات الروسية "أصابت خزاناً يحتوي على حمض النيتريك في مصنع للمواد الكيماوية. حمض النيتريك خطير إذا استُنشق أو ابتُلع أو لامس الجلد". ودعا سكان المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ أيام، إلى "تجهيز أقنعة واقية للوجه مشربة بمحلول الصودا".
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن استهداف روسيا منشأة كيماوية بضربة جوية "ضرب من الجنون".
وجاء في تسجيل فيديو نشره مساء، عبر "تلغرام" أنه "لم يعد مفاجئاً أن يكون أي عمل جنوني مقبولاً تماماً بالنسبة للجيش الروسي والقادة الروس والجنود الروس".
وأشارت السلطات الانفصالية الموالية لموسكو، إلى أن الخزان "انفجر" في منطقة تسيطر عليها القوات الأوكرانية. وقال روديون ميرونشيك ممثل "جمهورية لوغانسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، عبر "تلغرام"، إنه "في مصنع آزوت، فجرت حاوية تحتوي على مواد كيماوية. مبدئياً، إنها حمض النيتريك".
وتسعى القوات الروسية إلى السيطرة على حوض دونباس الذي سيطرت القوات الانفصالية الموالية لروسيا والمدعومة من موسكو على جزء منه عام 2014. وأصبحت سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة لها الواقعتان على مسافة أكثر من 80 كيلومتراً من كراماتورسك، المركز الإداري لدونباس منذ أن سيطر الانفصاليون على الجزء الشرقي من الحوض الغني بالمعادن.
لا معلومات لدى الكرملين حول مقتل الصحافي الفرنسي
وفي سياق ذي صلة، أعلن الكرملين، الأربعاء، أنه لا يملك معلومات حول ظروف مقتل الصحافي الفرنسي فريديريك لوكلير إيمهوف في أوكرانيا خلال قصف نسب إلى القوات الروسية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين، "من أجل استخلاص نتائج يجب الحصول على معلومات مفصلة حول مكان حدوث ذلك، في أي ظروف، ما هي الحقيقة، وما ليس الحقيقة، لكن لا نملك هذه المعلومات".
وأشار إلى أن ذلك من اختصاص "وزارة الدفاع" التي لم تعلق بعد على الحادثة منذ وقوعها قبل يومين.
وتصريح بيسكوف هو الأول الصادر عن مسؤول روسي في شأن مقتل الصحافي الفرنسي فريديريك لوكلير إيمهوف العامل لدى قناة "بي إف إم تي في" BFMTV بعدما قُتل الإثنين الماضي شرق أوكرانيا بشظية خلال القصف.
ولفتت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في تغريدة إلى أن المراسل الذي كان يبلغ من العمر 32 عاماً "قُتل بقصف روسي".
وأعلن مكتب المدعي العام الوطني الفرنسي لمكافحة الإرهاب، الإثنين، فتح تحقيق في جرائم الحرب بعد وفاة الصحافي.
تقدم أوكراني في منطقة جنوبية
وقال الرئيس الأوكراني الثلاثاء، إن قوات بلاده حققت تقدماً بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية وتتقدم في أجزاء من منطقة خاركيف شرق كييف.
وأضاف في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من الليل، "المدافعون عنا يظهرون أقصى درجات الشجاعة، ولا يزالون مسيطرين على الوضع في الجبهة على الرغم من حقيقة أن للجيش الروسي ميزة كبيرة من حيث العتاد والأعداد".
قطع الاتصالات في خيرسون
وأبلغ مسؤولون أوكرانيون عن "قطع جميع الاتصالات" في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتلها روسيا.
وقالت الخدمة الحكومية الأوكرانية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في بيان، إنه حدث تدخل غير محدد من قبل "نظام الاحتلال"، إذ أُوقف تشغيل المعدات وفصل الكابلات.
وأضافت، "سكان المنطقة متروكون حالياً من دون اتصالات الهاتف المحمول الأوكرانية والوصول إلى الإنترنت، فضلاً عن عدم وجود أي وسيلة لإجراء مكالمات هاتفية محلية ودولية باستخدام أجهزة الهاتف الأرضية".
القوات النووية الروسية تجري تدريبات
إلى ذلك، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم الأربعاء، إن القوات النووية الروسية تجري تدريبات في إقليم إيفانوفو إلى الشمال الشرقي من موسكو.
وذكرت الوزارة أن نحو ألف جندي يجرون تدريبات في مناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة، تشمل قاذفات صواريخ "يارس" العابرة للقارات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشنطن ستزود كييف بأنظمة صواريخ متطورة
من جانبه وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة يمكنها ضرب أهداف روسية بعيدة المدى بدقة في إطار حزمة أسلحة بقيمة 700 مليون دولار من المتوقع الكشف عنها، اليوم الأربعاء.
وقال مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية، إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأنظمة راجمات صواريخ متحركة يمكنها إصابة أهداف على بعد 80 كيلومتراً بدقة، بعد أن قدمت أوكرانيا "تأكيدات" بأنها لن تستخدم الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا.
وفي مقال للرأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، قال بايدن إن الهجوم الروسي على أوكرانيا سينتهي من خلال الدبلوماسية، لكن يجب على الولايات المتحدة تقديم أسلحة وذخيرة كبيرة لتعزيز وضع أوكرانيا على طاولة المفاوضات.
وكتب بايدن يقول، "لهذا السبب قررت أن نزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية وذخائر أكثر تقدماً تمكنهم من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر في ساحة المعركة في أوكرانيا".
وقال مسؤولون، إن الحزمة تشمل أيضاً ذخيرة ورادارات والمزيد من صواريخ "غافلين" المضادة للدبابات، وكذلك أسلحة مضادة للدروع. ويطلب المسؤولون الأوكرانيون من الحلفاء أنظمة صواريخ بعيدة المدى، يمكنها إطلاق وابل من الصواريخ على بعد مئات الكيلومترات، على أمل تغيير مسار الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وقال بايدن للصحافيين الثلاثاء، "لن نرسل إلى أوكرانيا أنظمة صاروخية تضرب داخل روسيا". ولم يستبعد تقديم أي منظومة أسلحة محددة، لكنه بدا وكأنه يضع شروطاً بشأن كيفية استخدامها. ويريد بايدن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، لكنه يعارض تقديم أسلحة يمكن أن تستخدمها أوكرانيا لمهاجمة روسيا.
وأعلن مسؤول أميركي، أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" قصيرة المدى، واضعاً بذلك حداً لأيام عدة من التكهنات بشأن طبيعة الأسلحة النوعية الإضافية التي قررت واشنطن تزويد كييف بها للتصدي للهجوم الروسي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المسؤول لصحافيين طالباً منهم عدم نشر اسمه، إن الجيش الأوكراني سيحصل على منظومات "هيمارس"، وهي راجمات صواريخ تركب على مدرعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجهة ودقيقة الإصابة، مشيراً إلى أن الصواريخ التي سترسلها الولايات المتحدة إلى كييف يصل مداها إلى 80 كلم فقط، علماً أن لدى الجيش الأميركي صواريخ من نفس النوعية يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وأضاف، "هذه الأنظمة ستستخدم من قبل الأوكرانيين لصد التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية لكنها لن تُستخدم ضد الأراضي الروسية".
موسكو توبخ واشنطن
واعتبرت موسكو، اليوم الأربعاء، أن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة وذخائر سلبي للغاية وسيزيد من أخطار وقوع مواجهة مباشرة.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة الإعلام الروسية بأن "موسكو تنظر إلى المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا بشكل سلبي للغاية".
وأشار ريابكوف إلى خطط أميركا لتزويد كييف بمنظومة صواريخ "هايمارس"، وهي منظومة قاذفات متعددة تتميز بقدرة عالية على الحركة، وتقول واشنطن إنها ستزود بها أوكرانيا في إطار أحدث حزمة مساعدات عسكرية لها.
أوكرانيا تدعو ماكرون لزيارتها
دبلوماسياً، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الثلاثاء، الرئيس إيمانويل ماكرون إلى زيارة بلاده قبل انتهاء الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في 30 يونيو (حزيران)، وذلك خلال مقابلة مع قناة "أل سي أيه" الإخبارية الفرنسية.
وقال، "سيكون من الجيد أن يأتي ماكرون خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي، والأفضل سيكون أن يأتي بمزيد من شحنات الأسلحة لأوكرانيا. هذه أثمن مساعدة يمكن أن نحصل عليها من فرنسا".
وماكرون الذي زار موسكو ثم كييف في 7 و8 فبراير (شباط) قبل الهجوم الروسي في 24 من الشهر نفسه، لم يعد إلى أوكرانيا منذ ذلك الحين. وهو أحد رؤساء الدول الأوروبية الذين يواصلون الاتصال بانتظام بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولدى سؤاله عن الوضع في سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا، قال كوليبا، إنه يجري "قتال شوارع" هناك، وطلب "مدافع من عيار 150 وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة مدرعة لضمان تنقل جيشنا". وإضافة إلى شحنات الأسلحة، تطالب أوكرانيا بمصادرة أصول روسية.
وتابع، "تحتاج الدول إلى تبني قوانين تسمح بمصادرة أصول روسية ونقلها إلى أوكرانيا لإعادة الإعمار. بحسب تقديراتنا، فإن الأصول الروسية التي يمكن نقلها إلى أوكرانيا موجودة في فرنسا، والجهود الأهم موجودة في فرنسا، لذلك نحن نعمل مع فرنسا من أجل ضمان اتخاذ هذه الإجراءات".
لافروف: حل أزمة الغذاء في أيدي الغرب وكييف
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، أن حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها حرب أوكرانيا، في أيدي الغرب وكييف. وقال إن الدول الغربية "تسببت في كثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجيستية والمالية".
وأضاف، "عليهم التفكير جدياً بما هو أهم بالنسبة إليهم: القيام بحملة علاقات عامة مرتبطة بمشكلة أمن الغذاء أو اتخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة". كذلك، دعا لافروف أوكرانيا لنزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن بشكل آمن عبر البحر الأسود وبحر آزوف.
وأفاد لافروف، "إذا تم حل مشكلة نزع الألغام... ستضمن قوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط ومن ثم إلى وجهاتها".
وتنتج روسيا وأوكرانيا قرابة 30 في المئة من موارد القمح العالمية. وأدى الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية إلى تعطل عمليات تصدير القمح وغيره من المواد الأساسية من البلدين، ما أثار القلق حيال خطر الجوع في العالم.
وأفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أن موسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة لتأمين حرية الشحن من أوكرانيا وحمل السياسات الغربية "قصيرة النظر" مسؤولية النقص العالمي في الغذاء.