أظهرت بيانات رسمية أنّ معدّلات وفيات الرضّع ارتفعت في انجلترا وويلز للعام الثالث على التوالي فيما كانت العائلات الأشد فقراً هي صاحبة حصة الأسد من هذه الوفيات.
وقد ارتفع معدّل وفيات الرضّع بين عامي 2016 و2017 من 3,8 حالة وفاة في الألف إلى 3,9 بالألف، كما كشفت بيانات صادرة عن "مكتب الإحصاء الوطني". وهذا يعني أنّ معدّل وفيات الرضّع قد صعد بشكلٍ ملحوظ منذ أن هبط إلى أدنى مستوياته عام 2014، فيما يصل المعدّل إلى أعلى مستوياته في أكثر المجتمعات فقراً حيث بلغ 5,2 وفاة في الألف.
وفي المجمل، تفيد بيانات "مكتب الإحصاء الوطني" أن 2636 طفلاً رضيعاً قد توفوا قبل إتمامهم عامهم الأول عام 2017. ومع أنّ هذا الرقم هو أقلّ من عدد الوفيات عام 2016، فإن معدل الولادات قد انخفض أيضاً ممّا يعني أنّ نسبة المواليد الجدد الذين يبقون على قيد الحياة حتّى عامهم الأوّل قد تراجعت هي الأخرى.
وقالت فاسيتا باتيل التي تعمل بشعبة إصدار الإحصاءات الحيوية في "مكتب الإحصاء الوطني" لقد "شهدت معدّلات وفيات الرضّع تراجعاً منذ الثمانينات ولكن منذ هبوطها عام 2014 إلى أدنى مستوياتها، أخذت النسبة بالتزايد سنوياً بين عامي 2014 و2017. إنّ هذه التغيّرات صغيرة وهي عرضة لتقلّباتٍ عشوائية ولكن لدى مقارنتها بشكلٍ مباشر، يكون المعدّل في عام 2017 أعلى بكثير ممّا كان عليه عام 2014."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما لا يزال معدّل وفيات الرضّع أقلّ ممّا كان عليه قبل عقدٍ من الزمن، فإنّ الزيادات الأخيرة تشير إلى أنّ التراجع الطويل الأمد في الوفيات الذي تحقّق على مرّ عقود جرّاء تعزيز الرعاية الصحية وتطوير عمل القابلات القانونيات، قد توقّف.
وتنقسم معدّلات الوفيات وفق الحدود الاجتماعية – الاقتصادية التي تفصل بين طبقات المجتمع، علماً ان أقلّ نسبة وفيات قد سُجّلت في المناطق الأقلّ حرماناً والتي يضطلع فيها الوالدان بأعمالٍ مهنية أو إدارية. أمّا النسبة الأعلى فكانت من نصيب العائلات التي تعمل في وظائف روتينية أو مهن يدويّة، مع أنّ هاتين المجموعتين من العمّال شهدتا ارتفاعاً في الوفيات منذ عام 2014.
إلى ذلك، وصفت الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل RCPCH الارتفاع المذكور آنفاً "بالمقلق للغاية". وقال البروفسور راسيل فينر، رئيس الكلية، إن " احتمال وفاة الرضّع في انجلترا و ويلز يتضاعف في حال ولدوا في أسرةٍ فقيرة مقارنةً بالذين يولدون لدى أسرٍ ثريّة، والفجوة بينهما آخذة بالاتساع."
وقال جوناثان آشوورث، وهو نائب عمالي معارض ووزير الصحة في حكومة الظل، إنّ الانقلاب في وفيات الرضّع "يفطر القلب". وطالب الحكومة بالإسراع بالتحرك لمعالجة الأمر، داعياً إلى وضع حدّ لـ"لتخفيضات المتأرجحة" في الإنفاق على قطاع الصحة العامة وخدمات السنوات الأولى للمولود. وأضاف "لا يمكن للوزراء تجاهل الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن فقر الأطفال المتزايد فضلاً عن الحرمان وعدم المساواة الشديدة هي عوامل تغدر بأطفالنا وتزيد النتائج الصحية سوءاً".
© The Independent