خيم قلق الركود على الأسواق العالمية مع اتجاه الاقتصادات نحو التذبذب، فيما قررت بنوك مركزية العمل على زيادة كلف الاقتراض، في محاولة للسيطرة على جماح التضخم.
وفي أوروبا بدأت الأسهم في طريقها لكسر موجة صعود مع تراجع أسعار النفط والمعادن الذي خفض أسهم الشركات المرتبطة بالسلع الأولية، في حين جددت بيانات التضخم البريطاني المخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
انخفاض قياسي
وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 1.5 في المئة ليسجل انخفاضاً قياسياً لم يشهده منذ فبراير (شباط) 2021، واستؤنفت عمليات البيع التي أضرت بالأسهم العالمية الأسبوع الماضي.
وهوت أسهم شركات النفط والغاز 2.9 في المئة متأثرة بانخفاض سعر النفط بأكثر من ستة دولارات للبرميل وسط مسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى خفض أسعار الوقود.
وتراجع قطاع التعدين 2.7 في المئة وقطاع السيارات 2.9 في المئة ونزل قطاع الرعاية الصحية بنسبة أقل. وهبط سهم "باسف الألمانية" للكيماويات 4.2 في المئة بعد أن قال رئيسها التنفيذي إنها ستواجه تراجعاً كبيراً في أوائل النصف الثاني من العام.
"التضخم فاجأنا"
إلى ذلك، أقر رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي جيروم باول بأن شدة التضخم "فاجأت بشكل واضح" السلطات النقدية، وحذر من احتمال حدوث "مفاجآت أخرى".
ويؤكد باول في خطاب سيلقيه أمام الكونغرس أن الاقتصاد الأميركي "قوي بدرجة كافية وفي وضع جيد لمواجهة تشديد السياسة النقدية".
وقال إن البنك المركزي الأميركي "ملتزم بقوة بخفض التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال 40 عاماً، وإن صانعي السياسة النقدية يتحركون على وجه السرعة لعمل ذلك".
انخفاض اليورو والاسترليني
وانخفض اليورو والجنيه الاسترليني مع عودة المخاوف من أن رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسة لاحتواء التضخم يهدد بإبطاء النمو العالمي بصورة حادة أو حتى بحدوث موجة ركود.
وأظهرت بيانات أن تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً عند 9.1 في المئة، مما دفع الجنيه الاسترليني إلى الانخفاض واحداً في المئة تقريباً ليهبط إلى أدنى مستوياته في أسبوع عند 1.2162 دولار، قبل أن يقلص بعضاً من خسائره، وانخفض 0.2 في المئة إلى 1.2254 دولار.
ومع شعور المستثمرين بالقلق مرة أخرى إزاء آفاق النمو العالمي، صعد الدولار الأميركي الذي يعد ملاذاً آمناً أمام معظم العملات الرئيسة الأخرى، وسجل الين أدنى مستوى له منذ 24 عاماً، إذ تعارض ارتفاع عائدات السندات الأميركية والأوروبية مع معدلات الفائدة اليابانية المنخفضة.
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس قيمته أمام سلة من ست عملات منها اليورو والين 0.05 في المئة عند 104.5، فيما انخفض مؤشر اليورو 0.1 في المئة إلى 1.0524 دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الذهب يرتفع
وارتفع الذهب مع تجدد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي، الأمر الذي عزز جاذبية السبائك كملاذ آمن وأحدث توازناً مع أثر الضغوط الناجمة عن ارتفاع الدولار في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مؤشرات عن تحركات مجلس الاحتياط الاتحادي في ما يتعلق بالسياسة النقدية.
وعوض الذهب في المعاملات الفورية الانخفاضات المبكرة ليرتفع 0.4 في المئة إلى 1839.86 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.2 في المئة لتصل إلى 1841.70 دولار.
وتراجعت الأسهم العالمية مع استمرار المخاوف إزاء ارتفاع أسعار الفائدة وحدوث موجة ركود، وإضافة إلى ذلك دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً عند 9.1 في المئة الشهر الماضي.
وما حد من صعود الذهب هو ارتفاع مؤشر الدولار 0.1 في المئة، مما جعل السبائك باهظة الثمن للمشترين في الخارج.
"نيكي" يغلق على انخفاض
وتخلى المؤشر "نيكي" الياباني عن مكاسبه السابقة ليغلق على انخفاض وسط مخاوف من الركود دفعت العقود الآجلة على الأسهم الأميركية للتراجع بعد مكاسب كبيرة في "وول ستريت" الليلة قبل الماضية.
وانخفض مؤشر "نيكي" 0.37 في المئة إلى 26149.55 نقطة، بعد ارتفاعه 0.82 في المئة ليسجل أعلى مستوياته في أسبوع عند 26462.83 نقطة، وارتفع 86 سهماً على المؤشر فيما انخفض 131.