نقلت الحاكمة المدنية السابقة لميانمار أونغ سان سو تشي من مركز إقامتها الجبرية إلى حبس انفرادي في مجمع سجون في نايبيداو العاصمة، التي بناها الجيش، كما أعلنت المجموعة العسكرية الحاكمة الخميس 23 يونيو (حزيران).
وقال الناطق باسم المجموعة العسكرية زاو مين تون، في بيان، "وفقاً للقوانين الجنائية وُضعت في حبس انفرادي في سجن" بالعاصمة. وأوضح مصدر مطلع أن سو تشي "تتصرف كما كانت تفعل من قبل ومعنوياتها قوية. إنها معتادة على مواجهة المواقف المختلفة بهدوء".
ومنذ إطاحتها في انقلاب العام الماضي، كانت سو تشي قيد الإقامة الجبرية في مكان غير معروف في نايبيداو مع كلبها وبعض الموظفين، بحسب مصادر.
وزعيمة ميانمار السابقة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لم تغادر مكان إقامتها الجبرية سوى لحضور جلسات محاكمتها في المحكمة العسكرية، التي قد تقضي بسجنها لأكثر من 150 عاماً.
وقال مصدر مطلع إن سو تشي "نقلت إلى السجن الأربعاء"، موضحاً أن موظفيها وكلبها لم يرافقوها. وأشار إلى أن الإجراءات الأمنية حول مجمع السجن كانت "أكثر تشدداً مما كانت عليه في السابق". وأضاف المصدر نفسه أن "أونغ سان سو تشي بصحة جيدة على حد علمنا".
وكتب أحد مستخدمي الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن أونغ سان سو تشي "ضحت بكل شيء من أجل حبها لبلدها وشعبها، لكن (الجيش) ناكر للجميل وقاسٍ". وكتب آخر "أطلقوا سراح سو تشي حتى تتمكن من تحقيق مزيد من الأمور الجيدة لبلدنا".
من جانبه، قال نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في آسيا فيل روبرتسون، "ما نراه هو أن المجموعة العسكرية في ميانمار تتجه نحو مرحلة عقابية أشد بكثير تجاه أونغ سان سو تشي. من الواضح أنهم يحاولون ترهيبها وترهيب مؤيديها".
والثلاثاء، أفاد مصدر مطلع على الملف بأن جلسات الاستماع المستقبلية في محاكمات أونغ سان سو تشي ستعقد في سجن نايبيداو.
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية أخيراً بـ"سياسة الإرهاب"، التي تنتهجها المجموعة العسكرية، ووصفتها بأنها "نظام غير شرعي".
وخلال الحكم العسكري السابق، أمضت سو تشي أعواماً عدة قيد الإقامة الجبرية في منزل عائلتها في رانغون، كبرى مدن ميانمار.
وقبل نقلها إلى السجن، الأربعاء، كانت تقتصر صلاتها بالعالم الخارجي على لقاءات موجزة بمحاميها قبيل جلسات الاستماع.
وستتواصل الجلسات التي كانت تعقد حتى الآن في مبنى بلدي في العاصمة نايبيداو، في "المحكمة الخاصة الجديدة التي بنيت داخل سجن المدينة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويدين عدد كبير من المراقبين هذا الإجراء، الذي يرون أن دوافعه محض سياسية، وهي استبعاد أونغ سان سو تشي، ابنة بطل الاستقلال والفائزة الكبرى في انتخابات 2015 و2020 عن الساحة السياسية نهائياً.
وتجري محاكمتها خلف أبواب مغلقة، ويحظر على محاميها التحدث إلى الصحافة والمنظمات الدولية. وبحسب مرصد محلي، أسفرت الحملة الأمنية عن مقتل أكثر من 1700 مدني، بينما أوقف نحو 13 ألف شخص.
وما زالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1991 شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في ميانمار حتى لو تضررت صورتها الدولية بسبب عدم قدرتها على الدفاع عن أقلية الروهينغا المسلمة، التي كانت ضحية تمييز وانتهاكات جسيمة. لكنها اختفت تماماً منذ اعتقالها، ولم تظهر إلا في صور قليلة التقطتها وسائل الإعلام الحكومية في المحكمة.
وحُكم على الزعيمة البالغة (76 سنة) بالسجن 11 عاماً بعد إدانتها بتهم الفساد والتحريض على العنف وخرق قواعد "كوفيد" وقانون الاتصالات.
واحتفلت سو تشي بعيد ميلادها السابع والسبعين الأحد. وجلبت الاثنين قالب حلوى تناولته مع محاميها قبل جلسة المحكمة، وفقاً للمصدر المطلع.