أدى ماركوس جونيور، نجل الديكتاتور الفيليبيني السابق فرديناند ماركوس، الخميس 30 يونيو (حزيران)، اليمين الدستورية رئيساً للبلاد، مكرساً جهوداً عائلية استمرت عقوداً للعودة إلى رأس الدولة بعد أن طرد والده من الحكم نتيجة تمرد شعبي في عام 1986.
ويتولى ماركوس جونيور الرئاسة خلفاً لرودريغو دوتيرتي الذي عرف دولياً بسبب حربه الشرسة على المخدرات.
وأقسم فرديناند "بونغ بونغ" ماركوس الابن (64 عاماً)، الذي فاز بغالبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، خلال مراسم عامة في متحف مانيلا الوطني أمام مئات الشخصيات المحلية والأجنبية، بينهم نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان.
لا أعذار
وأمام والدته إيميلدا البالغة 92 عاماً، أشاد الرئيس الفيليبيني بعهد والده الرئيس المستبد الذي حكم الأرخبيل قرابة ثلاثة عقود.
وقال ماركوس جونيور، "عرفت في الماضي رجلاً رأى كم هي قليلة الأمور التي تم إنجازها منذ الاستقلال، وقام بتحقيقها"، مؤكداً أن والده أنجز ما فاق أسلافه مجتمعين. وأضاف، "هكذا سيكون الأمر مع ابنه ولن تكون هناك أي أعذار من جانبي".
ونشر أكثر من 15 ألفاً من عناصر الشرطة والجيش وحرس الحدود في الأماكن العامة بمناسبة التنصيب.
وكانت المحكمة العليا رفضت قبل أيام قليلة المحاولات الأخيرة لإبطال فوز ماركوس الابن لمنعه من تولي الرئاسة.
ابتعاد عن الإعلام
وفيما يزيد التضخم من الضغوط على اقتصاد مأزوم أصلاً جراء وباء "كوفيد-19"، جعل ماركوس جونيور من مكافحة ارتفاع الأسعار وإنعاش النمو وزيادة الإنتاج الغذائي، أبرز أولياته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبادر إلى تولي وزارة الزراعة شخصياً لإنجاز إصلاح هذا القطاع الذي يعاني مشكلات كثيرة.
لكنه لم يعط تفاصيل حول الطريقة التي ينوي فيها تحقيق أهدافه، ولم ترشح إلا مؤشرات قليلة حول نهج الحكم الذي سيعتمده بعد أن تجنب كثيراً اللقاءات مع وسائل الإعلام.
ولم يخف إعجابه بوالده وطريقة إدارته للبلاد، واصفاً تلك الفترة بالعصر الذهبي للفيليبين، ما أثار مخاوف من أنه يسعى إلى فرض نظام حكم مماثل.
وكتب ريغوبيرتو تاغلاو، المعلق المؤيد للرئيس دوتيرتي، قبل فترة قصيرة، أنه متفائل حيال "الفورة الاقتصادية" التي ستسجل في ظل حكم ماركوس الابن، مشدداً على وجود "جامعيين مخضرمين" في فريق الرئيس الجديد الاقتصادي ودعم "رجال الأعمال النافذين" الذين سيتمكنون من إسداء النصائح وتوفير الدعم المالي له.
"أصدقاء الجميع وأعداء لا أحد"
ووصل ماركوس جونيور إلى الحكم بفضل حملة تضليل إعلامي كثيفة سلطت ضوءاً إيجابياً على عائلته متجاهلة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال حكم والده.
وكان التحالف مع ساره دوتيرتي، ابنة الرئيس السابق التي فازت بمنصب نائب الرئيس، أساسياً في نجاح ماركوس جونيور.
وتعهد الرئيس الفيليبيني الجديد الدفاع عن حقوق بلاده في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب الصين بالسيادة شبه الكاملة عليه.
وخلافاً لسلفه الذي ابتعد عن الولايات المتحدة وتقرب من الصين، قال ماركوس جونيور، إنه سيعتمد سياسة أكثر توازناً حيال القوتين العظميين.
وقال الشهر الماضي، إنه سينتهج سياسة خارجية شعارها "أصدقاء الجميع وأعداء لا أحد"، لكنه شدد على أنه سيعمل جاهداً على تطبيق قرار دولي صدر في حق بكين في شأن بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية.
ومع أنه دعم حرب دوتيرتي على المخدرات التي أسفرت عن مقتل الآلاف غالبيتهم من الفقراء، من غير المرجح أن يطبق هذه السياسة بهذه الشراسة.
وقال غريغ وايت، مدير الشؤون الاقتصادية لدى المركز الاستشاري "بي أس إيه فيليبينز كانسلتانسي"، إنه يعتقد أن "النخبة السياسة الفيليبينية مستعدة للتخلي عن الحرب على المخدرات التي يقودها العنف"، مؤكداً أنها "استقطبت ما يكفي من الإتمام السلبي".