صرح غوردن براون بأن المملكة المتحدة "في حالة حرب" مع الولايات المتحدة بسبب إيرلندا و"بريكست".
وذكر رئيس الحكومة السابق المنتمي إلى حزب العمال أن حكومة بوريس جونسون لن تتمكن مطلقاً من توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، إلى أن يجري حل جميع المسائل العالقة.
وتأتي تصريحات براون في وقت صعد فيه بوريس جونسون الخلاف المرتبط بإيرلندا من خلال تشريع جديد مثير للجدل.
وفي هذا السياق، يعتبر عديد من الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي أنفسهم حراساً لـ"اتفاق الجمعة العظيمة" [وقع في 1998 برعاية الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وأنهى صراعاً مديداً بين البروتستانت والكاثوليك في إيرلندا الشمالية] الذي وضع حداً للمشكلات والصراعات.
وتبنى هؤلاء نظرة قاتمة في ما يرونه "سياسة حافة الهاوية" التي تعتمدها بريطانيا في ما يتعلق بالحدود مع الجمهورية الإيرلندية [التي تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، فيما تشكل إيرلندا الشمالية جزءاً من المملكة المتحدة، وتميل إلى الاحتفاظ بحدود مفتوحة مع إيرلندا] وهو أمر مرتبط بـ"بريكست".
وفي تصريح إلى قناة "سكاي نيوز"، في برنامج المقابلات للمقدم التلفزيوني بيث رغبي، أشار براون الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين العامين 2007 و2010 إلى أن بريطانيا "في حالة حرب مع أميركا في ما يتعلق بإيرلندا، لأن الولايات المتحدة لن توقع اتفاقاً تجارياً مع بريطانيا طالما لم نحل المسائل المرتبطة بإيرلندا".
وأضاف رئيس الوزراء السابق أنه حتى لو وافق الرئيس جو بايدن على إبرام اتفاق تجاري، فلن يوافق عديد من أعضاء الكونغرس الأميركي على ذلك. وتابع براون، "قد يعتقد [بايدن] أن بوسعه تحقيق ذلك، لكن الكونغرس الأميركي لن يفعل، ما من فرصة لإبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا وأميركا ما لم نتمكن من حل المشكلات التي تبرز في إيرلندا، وبالطبع ليس هنالك أي فرصة بالحصول على علاقات تجارية أفضل مع أوروبا ما لم ننجح أيضاً في حل تلك المشكلات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار براون أيضاً إلى أن "هذا الأمر يشكل جزءاً مهماً من مستقبلنا لأنه إن لم نتمكن من التصدير إلى الأسواق العالمية الرائدة ولم يكن بإمكاننا فعل ذلك بشكل ناجح مع هذه الصناعات الجديدة والتقنيات الجديدة، فسنعاني أزمة التكلفة المعيشية لسنوات طويلة وليس بشكل مؤقت وحسب".
وفي وقت سابق، اتفقت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على حل في شأن المسألة الحدودية لإيرلندا الشمالية خلال محادثات "بريكست" بشكل من شأنه أن يبقي الحدود [في إيرلندا الشمالية] مع جمهورية إيرلندا مفتوحة بما يتوافق مع ترتيبات "اتفاق الجمعة العظيمة".
ولكن، كجزء من الحل، وافقت المملكة المتحدة على فرض عمليات تفتيش وضوابط جديدة بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا العظمى.
وعلى الرغم من أن البروتوكول يلقى دعماً عاماً في البلاد، بيد أنه أغضب البعض ضمن صفوف "الوحدويين" الإيرلندي [تطلق التسمية على أنصار بقاء إيرلندا الشمالية ضمن المملكة المتحدة، وإعطاء الأولوية إلى تكاملها مع بقية بريطانيا]، فيما بات بوريس جونسون ووزراؤه الآن يشيرون إلى فشل الترتيبات التي تفاوضوا بشأنها.
وفي سياق متصل، عمد جونسون إلى إدخال تشريع جديد يمنح نفسه بموجبه سلطات لتجاوز الاتفاقات، الأمر الذي وصفه كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش الليلة الماضية بأنه "سلاح موضوع على الطاولة".
وفي سبتمبر (أيلول) 2020، لخص جو بايدن، المرشح للانتخابات الرئاسية آنذاك، المخاوف الأميركية المتعلقة بسياسة المملكة المتحدة، بأنه "لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح اتفاق الجمعة العظيمة الذي أرسى السلام في إيرلندا الشمالية ضحية لبريكست. يجب على أي اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن يكون مشروطاً بالتقيد بذلك الاتفاق ومنع عودة الحدود المادية [بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا]. نقطة على السطر".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 30 يونيو 2022
© The Independent