أعلن ريشي سوناك، وزير المالية البريطاني السابق والذي كان من أوائل المنقلبين على رئيس الحكومة بوريس جونسون مطالبا إياه بالاستقالة، ترشيح نفسه للحلول مكان جونسون في زعامة حزب المحافظين وبالتالي في رئاسة الحكومة في حال اختياره.
وقال سوناك في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب على شخص ما السيطرة على هذه اللحظة واتخاذ القرارات الصحيحة".
وكانت استقالة بوريس جونسون قد فتحت السباق في صفوف حزب المحافظين البريطاني لخلافته، بعد سلسلة غير مسبوقة من الاستقالات في صفوف حكومته بسبب فضائح متكررة.
ويتطلع ما يصل إلى 12 مرشحا اليوم الجمعة إلى الحلول محل جونسون، الذي استقال من منصبه بعد أن انقلب عليه حزب المحافظين بينما يقول المعارضون إنهم يريدون خروجه من داونينج ستريت على الفور.
وتتنافس شخصيات بارزة حاليا على أن تصبح خليفة لجونسون، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر. ومن المتوقع أن يدخل بعض أعضاء البرلمان الأقل شهرة حلبة المنافسة.
توم توغنهات أول المترشحين
ومن دون انتظار موعد انتخاب زعيم محافظ جديد مقرر، الأسبوع المقبل، أكد النائب المحافظ توم توغنهات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، مساء الخميس السابع من يوليو (تموز)، ترشحه، ليصبح بذلك أول المسؤولين الذين يفصحون عن نيتهم خوض السباق منذ إعلان رحيل جونسون.
ومن بين المرشحين الرئيسين المحتملين لخلافته، وزير الدفاع بن والاس تليه وفق استطلاع لمعهد "يوغوف" سكرتيرة الدولة لشؤون التجارية الخارجية بيني موردونت التي كانت وجه الحملة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
تنديد المعارضة
وبإعلانه الاستقالة في كلمة مقتضبة، أوضح جونسون (58 عاماً) أنه سيبقى في السلطة حتى تعيين خلف له. أضاف، "عينت حكومة جديدة ستعمل، على غراري، حتى اختيار زعيم جديد"، من دون أن يتطرق بتاتاً إلى الأزمة الناجمة عن استقالة نحو 60 من أعضاء فريقه الحكومي، منذ الثلاثاء، بعد فضيحة جديدة. وقال جونسون خلال اجتماع لمجلس الوزراء، عقد بعد ظهر الخميس، إنه سيترك لخلفه "القرارات الرئيسة المتعلقة بالميزانية" قبل أن يعلن سلسلة من التعيينات مكان الأعضاء المستقيلين في حكومته.
ونددت المعارضة وبعض الأسماء البارزة في صفوف المحافظين على الفور بفكرة تولي جونسون رئاسة الوزراء بالوكالة حتى تعيين خلف له.
وقال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر، الجمعة، إنه سيضغط لإجراء انتخابات عامة عبر طرح تصويت على الثقة بجونسون الأسبوع المقبل ما لم يتحرك نواب حزب المحافظين لعزله الآن بدلاً من انتظار الزعيم التالي.
وقال ستارمر في مؤتمر صحافي، "على حزب المحافظين فعل الشيء الصحيح ومن الواضح أن هناك اجتماعات في أوائل الأسبوع المقبل مع لجنة 22. لذلك عليهم أن يفعلوا الشيء الصحيح". وحذر قائلاً، "إذا لم يفعلوا فسنقوم بالتصويت على سحب الثقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المصلحة الوطنية
قال جونسون لمجلسه الذي يضم كبار الوزراء، وبعضهم تم تعيينه بعد الإعلان عن استقالته، إنه لن يجري أي تغييرات كبيرة من شأنها أن تقيد أيدي خليفته.
لكن في خطابه إلى الأمة الذي أعلن فيه عن ترك منصبه، لم يستخدم جونسون كلمة "سأستقيل" أو "استقالة" ووصف رحيله القسري بأنه "غريب". ويعد هذا ارتيابا مستمرا في سلوكه حتى أن رئيس الوزراء المحافظ السابق جون ميجور قال إن جونسون لا بد أن يغادر الآن.
وأكد زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر أننا "لا نحتاج إلى تغيير على رأس المحافظين. نحتاج إلى تغيير فعلي للحكومة".
وتريد غالبية من البريطانيين (56 في المئة) أن يتولى المرحلة الانتقالية شخص آخر، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف". ويرى 77 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن جونسون كان على حق بالاستقالة.
وقالت صحيفة "تايمز" في مقالتها الافتتاحية "السماح لرئيس وزراء استقال وزراؤه بشكل جماعي في ظل غياب الثقة في قيادته بالبقاء في منصبه لا يمكن أن يكون لصالح المصلحة الوطنية".
وقالت صحيفة "ديلي تليجراف" في مقالتها الافتتاحية "مهما كان القرار الذي سيتخذه الحزب بشأن خطوته المقبلة، فعليه أن يتخذه بسرعة... لن تفهم الدولة أو تغفر خوض سباق مطول على القيادة في خضم أزمة اقتصادية وتعرضها لخطر نشوب حرب أوسع نطاقا في أوروبا".
علاقات مضطربة
وبعد إعلان الاستقالة، اتصل جونسون بالرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، وشكرت الرئاسة الأوكرانية جونسون دعمه أوكرانيا في "أصعب الأوقات". واعتبر رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن أن استقالة جونسون "تمثل فرصة" لتسوية العلاقات المتأزمة. وقال مارتن، إن العلاقات بين دبلن ولندن "شهدت أزمات وتحديات في الآونة الأخيرة" لأسباب ليست أقلها خلافات بسبب ترتيبات تجارية خاصة لمرحلة ما بعد "بريكست"، في إيرلندا الشمالية الخاضعة للحكم البريطاني، مضيفاً أن "لدينا الآن الفرصة للعودة إلى روح الشراكة الحقيقية والاحترام المتبادل الضروري لترسيخ اتفاقية الجمعة العظيمة" التي وضعت حداً لعقود من إراقة الدماء في إيرلندا الشمالية.
وبعد علاقات مضطربة في السنوات الأخيرة، يأمل الاتحاد الأوروبي أن يشكل رحيل جونسون فرصة لمعاودة الحوار مع لندن حول إيرلندا الشمالية.
وامتنعت المفوضية الأوروبية عن أي تعليق رسمي لكن المفاوض الأوروبي السابق لشؤون "بريكست" ميشال بارنييه قال، إن "رحيل بوريس جونسون يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة المتحدة".