قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة 22 يوليو (تموز) إن وقفاً لإطلاق النار مع روسيا من دون استعادة الأراضي المفقودة لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الحرب.
وحذر، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، من أن وقفاً لإطلاق النار يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ الهجوم في فبراير (شباط) لن يكون من شأنه سوى التشجيع على صراع أوسع وإتاحة فرصة تحتاج إليها روسيا بشدة لإعادة تنظيم صفوف قواتها وإعادة تسليحها للجولة المقبلة.
وتحدث زيلينسكي أيضاً عن أنظمة راجمات الصواريخ الأميركية السريعة الحركة في أوكرانيا "هيمارس"، وقال "إن الإمدادات الغربية من هيمارس تصنع فارقاً، لكنها أقل بكثير مما تحتاجه أوكرانيا لتغيير مجريات الحرب".
ونقلت "وول ستريت جورنال" قول زيلينسكي "تجميد الصراع مع الاتحاد الروسي يعني وقفة تعطي الاتحاد الروسي فرصة للراحة". وأضاف "يؤمن المجتمع بضرورة تحرير جميع الأراضي أولاً، وبعد ذلك يمكننا التفاوض حول ما يجب القيام به وكيف يمكننا العيش في القرون المقبلة".
ومضى قائلاً "هناك حاجة أكثر إلحاحاً وهي أنظمة الدفاع الجوي التي يمكن أن تمنع روسيا من إطلاق صواريخ بعيدة المدى على المدن، لولا ذلك لكان بالإمكان أن تنعم بالسلام على بعد مئات الأميال من الخطوط الأمامية".
وفي إشارة إلى الاتفاقية الموقعة مع روسيا لإعادة تصدير الحبوب، قال زيلينسكي إن "التنازلات الدبلوماسية لموسكو قد تؤدي إلى استقرار الأسواق إلى حد ما، لكنها ستوفر فقط بعض الراحة المؤقتة التي ستتبخر في المستقبل".
ووقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقاً شديد الأهمية الجمعة لإعادة فتح موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لتصدير الحبوب، مما أنعش الآمال في إمكانية تخفيف أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الهجوم الروسي.
ورأى زيلينسكي في كلمته المصورة اليومية أن الأمم المتحدة مسؤولة عن احترام الاتفاق حول تصدير الحبوب.
وقال "الجميع يعلم أن روسيا يمكن أن تمارس استفزازات وتحاول تشويه صدقية الجهود الأوكرانية والدولية، لكننا نثق بالأمم المتحدة. مسؤوليتهم الآن أن يضمنوا احترام الاتفاق".
10 مليارات دولار من الحبوب
وصرح زيلينسكي أن الاتفاق سيسمح بتصدير 20 مليون طن تقريباً من حصاد السنة الماضية وكذلك حصاد العام الحالي.
وأوضح أن "الأمر متعلق بعائدات المزارعين ومجمل قطاع الزراعة وميزانية الدولة. إنها وظائف، لدينا الآن نحو عشرة مليارات دولار من الحبوب".
أضاف "هناك فرصة لتخفيف خطورة الأزمة الغذائية التي تسببت بها روسيا ومنع كارثة عالمية - مجاعة قد تؤدي إلى فوضى سياسية في عدد كبير من دول العالم، خصوصاً في الدول التي تساعدنا".
وختم "إنه دليل جديد على أن أوكرانيا قادرة على مقاومة هذه الحرب".
وأكد وزير البنى التحتية الأوكراني أوليكسندر كوبراكوف من جانبه أن بلاده مستعدة لاستئناف عمليات التصدير "في غضون بضعة أيام".
وقال في بث فيديو من إسطنبول نقله التلفزيون الوطني الأوكراني "في غضون بضعة أيام، نحن مستعدون لبدء التصدير من مرافئ البحر الأسود". وأكد أن "الاتفاق وُقع وفق شروطنا. لم تحصل خيانة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشنطن تطالب روسيا بتنفيذ "سريع" للاتفاق
دعت الولايات المتحدة الجمعة روسيا إلى تنفيذ "سريع" للاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، "ننتظر أن يبدأ تنفيذ اتفاق اليوم سريعاً للحؤول دون غرق الأشخاص الأكثر هشاشة في العالم في انعدام أمن وسوء تغذية أكبر". وأضاف "نأمل أن يبدل هذا الأمر المعطيات لكننا نبقى يقظين".
من جهتها، قالت المسؤولة الثالثة في الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الجمعة خلال مشاركتها في منتدى آسبن الأمني "على روسيا الآن أن تنفذ هذا الاتفاق في شكل ملموس"، موضحة أن الاتفاق "تم صوغه في شكل جيد جداً على صعيد المراقبة وعلى صعيد القنوات التي سيتم إخراج الحبوب عبرها".
واعتبرت نولاند أن من واجب روسيا التحرك بعدما تسبب هجومها بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية في الدول النامية، وخصوصاً في أفريقيا.
وأشاد المسؤولون الأميركيون بالدور الذي اضطلعت به تركيا للتوصل إلى الاتفاق، علماً أن علاقاتها مع واشنطن كانت معقدة بسبب تدخلاتها العسكرية في سوريا وشرائها أسلحة روسية.
وقال جون كيربي "نهنئ الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو) غوتيريش وكذلك الرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان".
لكنه تدارك "لا نزال قلقين جداً حيال تهديدات تركيا بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا (...) يمكن أن تزعزع الاستقرار وتعرض السكان المدنيين للخطر، وكذلك جهود التحالف ضد تنظيم (داعش)".
ويهدد الرئيس التركي منذ مايو (أيار) بمهاجمة القوات الكردية التي تسيطر على شمال سوريا بهدف إقامة منطقة عازلة تمتد 30 كلم على طول الحدود مع تركيا.
مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 270 مليون دولار، تشمل خصوصاً أربع منظومات مدفعية جديدة عالية الدقة من طراز "هيمارس".
وبذلك، تكون واشنطن قد زودت كييف ما مجموعه 20 وحدة من قاذفات الصواريخ المذكورة التي يمكن حملها على مدرعات خفيفة. وتشمل الشحنة الجديدة أيضاً 500 مسيرة هجومية من طراز "فينيكس غوست" وفق ما أورد جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض للقضايا الاستراتيجية.
وقال كيربي إن روسيا "شنت قصفاً فتاكاً في كل أنحاء البلاد، وضربت مراكز تجارية ومباني سكنية فقتلت مدنيين أوكرانيين أبرياء".
وأضاف "حيال هذه الفظائع، قال الرئيس بوضوح إننا سنواصل دعم الحكومة الأوكرانية وشعبها ما دام ذلك ضرورياً".
ومدافع "هيمارس" المتحركة تستطيع إطلاق صواريخ يوجهها نظام "جي بي أس" لتحديد المواقع ويبلغ مداها 80 كلم، الأمر الذي يتيح لأوكرانيا بلوغ أهداف روسية لم تكن سابقاً في متناول قواتها. ولفت كيربي إلى أن واشنطن ستقدم أيضاً 36 ألف قذيفة مدفعية إضافية.
والثلاثاء، طلب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف من الدول الغربية تقديم مزيد من منظومات المدفعية الدقيقة، موضحاً أن بلاده ستحتاج إلى "ما لا يقل عن مئة" منظومة هيمارس لتتمكن من شن هجوم مضاد يمتاز بالفاعلية.