أعلنت السلطات المحلية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في سوريا، الخميس 28 يوليو (تموز)، العثور على مقبرة جماعية شمال البلاد تضم عشرات الجثث التي رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون أصحابها قد قتلوا على أيدي تنظيم "داعش" خلال سيطرته على المنطقة.
وقال مصدر من مجلس منبج المدني الذي يتولى إدارة المدينة الواقعة في محافظة حلب لوكالة الصحافة الفرنسية رافضاً الكشف عن اسمه، "تم العثور على 29 جثة على الأقل بينهم امرأة وطفلان في مقبرة جماعية".
وتقع المقبرة وفق المصدر "قرب فندق في وسط منبج حوله التنظيم سجناً خلال سيطرته على المدينة" بين عامي 2014 و2016.
وتم العثور على المقبرة خلال قيام عمال البلدية الأربعاء بأشغال في الصرف الصحي قرب الفندق، وفق بيان لمجلس منبج العسكري الذي أفاد بأنه لم يتبق من الجثث "سوى الهيكل العظمي والملابس" وبعضها كانت "مكبلة الأيدي".
ورجح المرصد أن تعود الجثث "لأشخاص اختطفهم التنظيم واعتقلهم بعد سيطرته على المدينة".
هزيمة التنظيم
وسيطر التنظيم على مدينة منبج التي تهدد أنقرة منذ أسابيع بشن هجوم عليها مطلع عام 2014، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن من طرد "داعش" من المنطقة بعد معارك عنيفة صيف 2016، وسلمت إدارة شؤونها لاحقاً الى مجلس مدني محلي ينبثق عنه مجلس عسكري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال السنوات الماضية جرى مراراً العثور على عدد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تخضع سابقاً لسيطرة التنظيم المتطرف وأبرزها مدينة الرقة، معقله السابق في سوريا، وفي محافظة دير الزور شرقاً.
وسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور منذ صيف عام 2014 قبل أن يتم طرده منها تدريجاً.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في مارس (آذار) 2019 هزيمة "داعش" بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
مصير المفقودين
وتكرر منظمات دولية عدة أبرزها منظمة "هيومن رايتس ووتش" دعوتها السلطات الكردية في شمال شرقي سوريا والنظام السوري إلى التحقيق في مصير الآلاف من ضحايا "داعش"، وبينهم ناشطون وصحافيون وعمال إغاثة.
وقدرت المنظمة في تقرير في فبراير (شباط) 2020 نقلاً عن تقارير، أن أكثر من 8 آلاف شخص احتجزهم التنظيم في سوريا لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وسبق لمنظمات حقوقية دولية عدة أن دعت المجتمع الدولي، خصوصاً التحالف الدولي، إلى تقديم المساعدة المالية والتقنية لفرق محلية تعمل على فتح المقابر الجماعية.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.