بشكل مباغت ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المصرية على مدار الخميس، الرابع من أغسطس (آب) الحالي، بقيمة لم تقل عن 20 جنيهاً (نحو 1.44 دولار أميركي) متأثرة بارتفاع أسعار المعدن النفيس عالمياً، مقارنة بحالة التذبذب التي خيمت على أسواق القاهرة أمس الأربعاء.
وقال رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية هاني ميلاد إن "أسعار الذهب في الأسواق اليوم باغتت الجميع منذ بداية التعاملات الصباحية الخميس"، موضحاً لـ"اندبندنت عربية" أن "سعر غرام الذهب عيار 21 (الأكثر شعبية في القاهرة) ارتفع من 1030 جنيهاً (نحو 53.86 دولار أميركي) آخر تعاملات أمس الأربعاء إلى 1040 جنيهاً (54.39 دولار) في منتصف تعاملات اليوم الخميس، قبل أن يعاود الارتفاع مجدداً قبل انتهاء التعاملات المسائية مسجلاً 1050 جنيهاً (55.17 دولار).
الجنيه الذهب بـ441 دولاراً
وأضاف ميلاد أن سعر غرام الذهب عيار 24 ارتفع من 1133 جنيهاً (59.25 دولار) إلى 1153 جنيهاً (60.30 دولار) في ختام تعاملات اليوم، بينما صعد سعر الجنيه الذهب من 8230 جنيهاً (430 دولاراً) أمس إلى 8440 جنيهاً (441.41 دولار).
واعتبر رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية تحرك الأسعار اليوم كان مباغتاً للجميع.
من جانبه، قال عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية عمرو مغربي إن "ارتفاع أسعار الذهب اليوم يأتي انعكاساً لارتفاع الأسعار في البورصة العالمية للذهب"، مؤكداً لـ"اندبندنت عربية" أن "متوسط أسعار الذهب في مصر يعتمد على ثلاثة عوامل أساسية، السعر العالمي للمعدن الأصفر، إضافة إلى سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي، وأخيراً على قوى العرض والطلب بالتأثير في حركتي البيع والشراء".
التوتر بين بكين وواشنطن
وأضاف مغربي أن "المعدن النفيس لا يزال هو الملاذ الآمن بالنسبة إلى البنوك المركزية والمؤسسات والشركات، إضافة إلى الأفراد والمستهلكين"، مشيراً إلى أن "التوتر بين الصين وأميركا منذ الثلاثاء الماضي دفع المستثمرين عالمياً ومحلياً إلى التحوط بالتوسع في شراء الذهب، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع على مدار الساعات الـ48 الماضية".
على صعيد ثان، ارتفعت أسعار الذهب عالمياً، إذ ارتفع سعر الأوقية بمقدار 14 دولاراً حتى منتصف تعاملات اليوم الخميس بنسبة 0.77 في المئة، بعد أن تحركت أسعار المعدن النفيس من 1764 دولاراً أمس الأربعاء إلى 1778 دولاراً اليوم، وهبطت أسعار الذهب أمس بنسبة 0.7 في المئة أو ما يعادل 13.30 دولاراً لكل أوقية عند التسوية، في المقابل ارتفع مؤشر الدولار في حدود ثلاثة في المئة عند 106.515 نقطة، وفقاً لوكالة بلومبيرغ.
تراجع مؤشر الدولار
وعززت تراجعات مؤشر الدولار خلال تعاملات الخميس من صعود الذهب، حيث تراجعت تكلفة حيازة الملاذ الآمن لدى المستثمرين والباحثين عن ملاذ للتحوط، علاوة على تصاعد التوترات العالمية بين الولايات المتحدة والصين، وأيضاً بين الدول الغربية وروسيا، مما عزز الطلب على المعدن الثمين باعتباره ملاذاً آمناً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك، حظرت سويسرا واردات الذهب الروسي وفق ما أعلنته الحكومة الأربعاء (3 أغسطس)، لتحذو حذو الاتحاد الأوروبي الذي فرض حظراً على المعدن الأصفر في 21 يوليو (تموز) الماضي، ضمن جملة العقوبات المفروضة على موسكو منذ اجتياحها أوكرانيا.
وأوضح المجلس الفيدرالي الذي يقوم مقام الحكومة السويسرية في بيانه أن الحظر دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء. وبموجب هذه العقوبات الجديدة تحظر سويسرا "شراء الذهب وما أنتج منه في روسيا أو استيراده أو نقله بحسب بيان المجلس الفيدرالي، وفي مايو (أيار) الماضي تم استيراد ثلاثة أطنان من الذهب الروسي المنشأ من بريطانيا، من دون إتاحة إمكانية التحقق من الشركة التي جلبت هذه السلع إلى سويسراً"، وفق ما أفادت به وكالة "بلومبيرغ".
انخفض 3.5 في المئة خلال يوليو
وقال مجلس الذهب العالمي إن "الأسعار انخفضت بنسبة 3.5 في المئة خلال يوليو الماضي على أساس شهري، وبنسبة 2.9 في المئة على أساس سنوي ليهبط السعر إلى 1753 دولاراً للأوقية".
وعزا المجلس، في التقرير الشهري الصادر الخميس، "التراجع المستمر إلى قوة الدولار الأميركي والعوائد الحقيقية الثابتة، إذ إن كل من الدولار والعوائد ألقيا بثقلهما على الذهب في النصف الأول من يوليو".
وأشار إلى أن "توقعات التضخم الضعيفة في منتصف الشهر، وطلبات إعانة البطالة بعد أيام قليلة في الولايات المتحدة دفعت الدولار والمعدلات الحقيقية للانخفاض، وتزامنت هذه الانعكاسات مع تحديد المراكز في أسواق العقود الآجلة للعملات والذهب وبدرجة أقل للأسعار".
ولفت إلى أن "الذهب بعد أن واجه انخفاضاً بنسبة 6.2 في المئة خلال منتصف الشهر، ارتفع لينهي الشهر منخفضاً بنسبة 3.5 في المئة فحسب".
وأكد مجلس الذهب العالمي أن "هناك أربعة عوامل رئيسة كانت محركة لأداء الذهب، على رأسها المخاطر وعدم اليقين، وتكلفة الفرصة البديلة، والزخم الحالي في الأسواق".
الجنيه يواصل الهبوط
في هذه الأثناء، واصل الجنيه المصري تقهقره مقابل الدولار الأميركي لليوم الثالث على التوالي بعد أن كسر حاجز 19 جنيهاً مساء الثلاثاء الماضي، وواصلت العملة المحلية التراجع في منتصف تعاملات الخميس لتهبط بمقدار ستة قروش جديدة، ليسجل متوسط سعر الصرف في أغلب البنوك المحلية عند حدود الـ19.12 جنيه لكل دولار.
وسجل سعر الدولار الخميس في البنك الأهلي المصري (المملوك للدولة) 19.09 للشراء و19.16 للبيع، بينما سجل في البنك التجاري الدولي (أكبر ذراع استثمارية مصرفية من القطاع الخاص) نحو 19.11 جنيه للشراء، وسجل للبيع 19.16 جنيه، بزيادة نحو ثلاثة قروش.