Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسبانيا ترفع مشتريات الغاز من الجزائر فهل هي بداية نهاية التوتر؟

تتبع مسار تحركات طائرة "فالكون" الرسمية أظهر أنها هبطت الجمعة الماضي في أحد مطارات الجزائر

حقول الغاز في الجزائر باتت تستهوي دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص (أ ب)

عاد الحديث مجدداً حول العلاقات الجزائرية - الإسبانية المتوترة بعد أن رفعت مدريد مشتريات الغاز من الجارة الجنوبية، وهي الخطوة التي ربطتها عدة أطراف بالزيارة السرية التي قادت وفداً إسبانياً إلى الجزائر، فيما اعتبرت جهات أن الأمر يتعلق بضغط من الاتحاد الأوروبي.

ورفعت إسبانيا مشتريات الغاز من الجزائر عبر خط أنابيب "ميدغاز" إلى المستوى الذي كان عليه عملياً قبل توتر العلاقات بين البلدين، وفقاً للبيانات اليومية للوكالة الإسبانية المسؤولة عن الغاز "إيناغاز"، التي أظهرت في آخر تحديث أن الضخ بلغ 304 غيغاواط في الساعة مقارنة بـ292 غيغاواط كانت تصل منذ بداية أغسطس (آب) الحالي، وقالت إن مستوى الغاز الذي يصل إلى إسبانيا عبر خطوط الأنابيب يقترب بالفعل من المستوى الذي تلقته في بداية العام، أي بين 312 و314 غيغاواط.

قراءات مختلفة

وقدمت عدة أطراف قراءات مختلفة بخصوص الخطوة، فالبعض ربطها بزيارة سرية لوفد إسباني للجزائر، بينما قال آخرون إنها استجابة لضغوط من الاتحاد الأوروبي، إذ كشفت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية عن أن وفداً من الحكومة الإسبانية سافر إلى الجزائر في خضم الأزمة الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز ومخاوف من خفض روسيا لإمداداتها. وأشارت إلى أن السلطة التنفيذية الإسبانية لم تؤكد أو تعلن عن الزيارة، لكن تتبع مسار تحركات طائرة "فالكون" الرسمية أظهرت أنها هبطت الجمعة الماضي في الجزائر نحو الساعة 13:00 ظهراً، وبقيت في البلاد حتى بعد الساعة 18:00 مساء.

في المقابل، شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على ضرورة تضامن أوروبي في ما يتعلق بإمدادات الغاز ودعا إلى تشييد أنبوب من إسبانيا نحو وسط أوروبا، وبالخصوص ألمانيا عبر فرنسا، إذ يقوم هذا المشروع على توصل إسبانيا بالغاز المسال عبر سفن وتحويله إلى وضعه الطبيعي وتصديره نحو أوروبا، بحكم توفر إسبانيا على سبعة موانئ تحويل بها خزانات هائلة تشكل 35 في المئة من القدرة الأوروبية في هذا الشأن، ويضاف إلى ذلك الأنابيب الموجودة بين إسبانيا والجزائر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رسائل ود وإشارات تهدئة

وسبق الخطوة تبادل رسائل ود وإشارات تهدئة بين الجزائر ومدريد، إذ أكدت الجزائر التزامها بإمداد الغاز نحو إسبانيا على الرغم من قرار تجميد معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع مدريد، وشددت على أن مسألة إمداد إسبانيا بالغاز محسومة من قبل أعلى سلطات البلاد، "فقد سبق وأن أعلن الرئيس عبدالمجيد تبون، أن الجزائر ستستمر في الوفاء بجميع التزاماتها التي تعهدتها في هذا السياق". وأوضحت أن أزمتها الحالية مع إسبانيا على خلفية تعليق اتفاق الصداقة لن يؤثر على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، أكد الرئيس المدير العام لشركة "إيناغاز" الإسبانية، أرتورو غونزالو، أن الجزائر "بلد غازي موثوق كما عهدناه منذ 26 عاماً". وشدد على أن الجزائر حازت ثقة إسبانيا، خاصة وأنها احترمت العقود، وصرحت مراراً بأنها ستواصل القيام بذلك. ولفت إلى أن "الجزائر التزمت دائماً، وفي جميع الظروف، منذ عام 1996 وحتى يومنا هذا، بالعقود المبرمة ليس لديّ شك أو قلق حيال ذلك".

فاتورة غاز ضخمة

ووجدت مدريد نفسها تدفع فاتورة غاز هي الأعلى في تاريخها بعد الأزمات التي حامت حولها انطلاقاً من الحرب الروسية - الأوكرانية إلى التوتر مع الجزائر، إذ قالت صحيفة "لانفورماسيون" إن فاتورة الغاز في إسبانيا ستتجاوز 30 ألف مليون يورو، أي حوالي 29.804 مليار دولار في عام 2022، مشيرة إلى أنه تم استيراد 12 مليار و315 مليون يورو، تقريباً 12.230 مليار دولار في الأشهر الأولى من السنة، بزيادة 328 بالمئة عن نفس الفترة من 2021، وتوقعت أن الرقم الإجمالي قد يرتفع إلى 40 مليار يورو، أي 39.728 مليار دولار تقريباً، وفق سعر الصرف الحالي.

وتمر العلاقات بين إسبانيا والجزائر بقطيعة شبه تامة بعدما سحبت الجزائر سفيرها من مدريد وعلقت اتفاق الصداقة وأوقفت التبادل التجاري باستثناء صادرات الغاز المحمية بالقانون الدولي، واتخذت الجزائر هذا الموقف رداً على ما تعتبره انحياز مدريد لصالح المغرب في نزاع الصحراء الغربية ودعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط.

وساطة فرنسية

إلى ذلك، تحدث موقع "مغرب إنتجلنس" عن أن الرئيس الفرنسي ماكرون سيتقدم باقتراح ملموس خلال زيارته الجزائر يوم 25 أغسطس الحالي لنزع فتيل التوترات السياسية بين الجزائر وإسبانيا والمغرب حول قضية الصحراء الغربية، وهي الأزمة التي باتت تهدد استقرار غرب البحر الأبيض المتوسط وتقلق الاتحاد الأوروبي بشكل خاص. وأضاف أن ماكرون سيقترح تنظيم قمة مصغرة تكون في باريس أو مدينة فرنسية أخرى، تجمع بين دبلوماسيين جزائريين وإسبان ومغاربة من أجل مناقشة الحلول التي يجب تنفيذها لتحسين العلاقات الثنائية بين دول المنطقة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات