أورد الموقع الإلكتروني الإخباري "ذا درايف" أن صوراً بالأقمار الاصطناعية أكدت أنباءً تفيد بأن روسيا سحبت نظامها الصاروخي المضاد للطائرات "أس-300" من سوريا، مضيفاً أن مراقبين يعتقدون أن البطارية في طريقها عبر البحر الأسود لمساندة روسيا في حربها على أوكرانيا. ووفق خانة "وور زون" المتخصصة بالشؤون الحربية في الموقع، وصلت البطارية إلى سوريا عام 2018، وكانت بمثابة هدية إلى الرئيس السوري بشار الأسد كتحديث لنظام الدفاع الجوي السوري "القديم والخطير أحياناً". ولم تضعها روسيا في قاعدتها الجوية جنوب اللاذقية، أو قاعدتها البحرية في طرطوس اللتين لا تزالان محميتين بأنظمة دفاعية جوية متقدمة، بل نشرتها في الداخل السوري لحماية أهداف سورية حيوية. وفي حين وصفت روسيا البطارية بأنها باتت نظاماً عسكرياً سورياً، لم تسلم مقاليدها إلى النظام الحليف ولم تنقل هذه السيطرة إلى الجانب السوري.
وأفاد الموقع بأن صوراً التقطتها بالأقمار الاصطناعية شركة الاستخبارات الخاصة "إيماج سات إنترناشيونال" تبين أن موقع البطارية قرب مصياف بسوريا بات فارغاً، وبينت صور أخرى المركبات التي تقل النظام مصطفة في القاعدة البحرية الروسية بطرطوس في حين كانت سفينة الشحن "سبارطة 2" تنتظر تحميلها في الميناء. ولم يطل انتظار السفينة، وفق ما نقل الموقع عن الموقع المتخصص "نافال نيوز". فالسفينة الخاضعة إلى عقوبات أميركية والمعروفة بنقل أسلحة روسية عبرت مضيق البوسفور تحت جنح الظلام باتجاه البحر الأسود، على الرغم من تفعيل تركيا اتفاقية مونترو لعام 1936 التي تحظر مرور السفن الحربية في المضائق التركية. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية السفينة وهي تقترب من نوفوروسيسك، حيث تقع قاعدة مهمة للأسطول الحربي الروسي على بعد أقل من 161 كيلومتراً من مضيق كيرتش وشبه جزيرة القرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق "ذا درايف"، أطلقت البطارية في مايو (أيار) من هذا العام صواريخ على مقاتلات إسرائيلية كانت تغير على مواقع داخل سوريا، لكن إسرائيل قللت من أهمية الحادثة، مشيرة إلى أن الصواريخ أطلقت بعد أن غادرت المقاتلات الأجواء السورية. ونشرت روسيا النظام عام 2018 بعد أن أسقط نظام سوري قديم مضاد للطائرات طائرة استطلاع روسية خلال غارة إسرائيلية على اللاذقية، وقتل من كانوا على متن الطائرة. ولم يمنع نشر النظام الأحدث إسرائيل من مواصلة غاراتها الجوية على مواقع داخل سوريا، وكانت أحدث هذه الغارات غارة في 25 أغسطس (آب) الحالي استهدفت مركزاً في مصياف يتبع المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية.
ولفت الموقع إلى أن مقصد البطارية قيد التخمين، لكن المرجح نشرها في القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014 أو في روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا. وأضاف أن الدفاعات الجوية الروسية تعاني إخفاقات في صد الهجمات الجوية الأوكرانية، ولا سيما تلك المنفذة بواسطة مسيرات. وثمة تقارير تفيد بأن مقاتلات "ميغ-29" الأوكرانية باتت تحمل صواريخ "أي جي أم-88" المقاومة للإشعاعات والقادرة على تعطيل الدفاعات الجوية الروسية وتدميرها. ويبدو أن روسيا تفشل في صد صواريخ "أم-31" الأوكرانية بنظام "أس-300" أو غيره، فهذه الصواريخ تتساقط بانتظام على مواقع روسية قريبة من مدينة خيرسون الأوكرانية المحتلة، لكن يبدو أن الهجمات الأكثر إحراجاً لروسيا هي تلك التي تستخدم مسيرات يمكن شراؤها عبر الإنترنت وتستهدف عمق الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. فهناك يعزز الجيش الروسي مواقعه بدفاعات جوية.
ولم يستبعد "ذا درايف" أن يستخدم الروس منظومة "أس-300" لقصف أهداف برية أوكرانية، ونقل عن الاستخبارات الأوكرانية أنها ترجح أن روسيا تعاني نقصاً في صواريخ "كاليبر" المبرمجة وصواريخ "إسكندر" الباليستية. وأضاف أن أنظمة "أس-300" استخدمت كثيراً في ضرب مواقع برية أوكرانية ورجح أن استقدام البطارية التي كانت في سوريا ينم عن نقص في العتاد المماثل لدى الجيش الروسي وتحول الأولوية العسكرية لدى موسكو من الدفاع عن حليفها السوري إلى محاولة معالجة شوائب الوضع العسكري الروسي المضعضع في غزوها لأوكرانيا.