تراجعت الأسهم الأوروبية بصورة حادة، بينما ارتفعت عائدات السندات بعد أن زادت تصريحات صناع السياسات النقدية من مخاوف اتخاذ إجراءات عنيفة لكبح التضخم وسط تزايد مخاطر حدوث ركود. وانخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بواقع 0.8 في المئة إلى أدنى مستوى في أكثر من شهر، وكانت أسهم التكنولوجيا الأكثر تراجعاً، إذ نزلت 1.4 في المئة. وقفزت السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار عشر نقاط أساس إلى أعلى مستوى في شهرين.
وقالت عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل، السبت الـ27 من أغسطس (أب) الحالي، إن على البنوك المركزية التدخل لمكافحة التضخم، حتى لو دفع ذلك اقتصاداتها إلى الركود. وجاء ذلك بعد تحذير من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، الجمعة، من أن البنك سيرفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى تقتضيه الضرورة لتقييد النمو.
المؤشر الياباني يغلق عند أدنى مستوى له في أسبوعين
أغلق المؤشر "نيكي" الياباني عند أدنى مستوى له في أسبوعين مقتفياً أثر الخسائر في "وول ستريت" بعد أن قال جيروم باول، إن تشديد السياسة النقدية الأميركية سيكون ضرورياً "لبعض الوقت" للحد من التضخم. كما أغلق المؤشر "نيكي" منخفضاً 2.66 في المئة عند 27878.96 نقطة مع تراجع 202 من 225 سهماً في المؤشر وارتفاع 20 وثبات ثلاثة. وكانت أسهم الشركات الصناعية أكبر الخاسرين، تلتها الأسهم على مؤشر التكنولوجيا الفرعي. وكان قطاع الطاقة هو الوحيد الذي حقق مكاسب مدعوماً بارتفاع أسعار النفط الخام.
ونزل المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.79 في المئة إلى 1944.10. وهبط المؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، والمؤشر "ناسداك" المجمع 3.37 و4.1 في المئة على الترتيب. وكان أكبر الخاسرين على "نيكي" سهم "فاست ريتيلينغ" الذي نزل 2.8 في المئة بواقع 84 نقطة. وجاء بعده سهم "طوكيو إلكترون" الذي نزل 82 نقطة بانخفاض قدره 5.1 في المئة، وخسر سهم "بير أدفانتيست" 4.19 في المئة. وتراجع سهم مجموعة "سوفت بنك" 44 نقطة بواقع 3.66 في المئة. وكان من بين الرابحين بعض أسهم شركات صناعة السيارات، إذ أدى انخفاض الين إلى أدنى مستوى في أكثر من شهر مقابل الدولار إلى زيادة إيراداتها من المبيعات الخارجية. وزادت أسهم "إيسوزو" و"مازدا" و"سوبارو" 2.24 و0.99 و0.78 في المئة على الترتيب، لكن سهمي "تويوتا" و"نيسان" انخفضا 0.85 و0.69 في المئة على الترتيب. وعوض سهم "هوندا" خسائره في المعاملات المبكرة ليرتفع 0.41 في المئة.
تراجع الذهب
تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ شهر بعد أن أدى استمرار جيروم باول في تشديد السياسة النقدية بهدف خفض التضخم إلى تراجع جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً وصعود الدولار. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.9 في المئة إلى 1721.16 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ 27 يوليو (تموز) عند 1720.31 دولار في وقت سابق. وتراجعت العقود الآجلة الأميركية للذهب واحداً في المئة إلى 1732.30 دولار. وتجاوز مؤشر الدولار أعلى مستوياته منذ 20 عاماً، مما يجعل السبائك المسعرة بالدولار الأميركي أكثر كلفة بالنسبة إلى المشترين بعملات أخرى.
وفي خطاب ألقاه في بداية ندوة للبنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنغ، الجمعة، قال باول إن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيواصل رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم حتى على الرغم من تسببه في "بعض الألم" للأسر والشركات.
وتتوقع الأسواق الآن رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي المقبل في سبتمبر (أيلول). كما دعا صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي إلى رفع سعر الفائدة بشكل كبير الشهر المقبل حتى مع ظهور مخاطر الركود في الأفق.
ويعد الذهب وسيلة تحوط من المخاطر الاقتصادية، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من كلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.7 في المئة إلى أدنى مستوياتها منذ شهر عند 18.56 دولار للأوقية (الأونصة)، كما هبط البلاتين 0.9 في المئة إلى 855.89 دولار، واستقر البلاديوم عند 2110.43 دولار.
صعود الدولار
وارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ 20 عاماً مقابل العملات الرئيسة الأخرى بعد أن أشار جيروم باول إلى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول من أجل كبح جماح التضخم المتصاعد. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الأخرى، إلى قمة جديدة لم يكن قد بلغها منذ عقدين من الزمن عند 109.48. وترك ذلك العملات الأوروبية في حالة ركود حتى على الرغم من التصريحات المتشددة للبنك المركزي الأوروبي والتي عززت التوقعات برفع سعر الفائدة في سبتمبر.
ونزل اليورو 0.25 في المئة في التعاملات الأوروبية إلى 0.99415 دولار على مقربة من أدنى مستوياته منذ 20 عاماً، بينما انخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام. وكانت أسواق لندن مغلقة بسبب عطلة عامة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال باول أمام ندوة للبنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنغ إن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى تقتضيه الضرورة لتقييد النمو، وسيبقي عليها عند هذا المستوى "لبعض الوقت" لخفض التضخم الذي وصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف النسبة المستهدفة للمجلس والبالغة اثنين في المئة. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إذ بلغت عوائد السندات لأجل عامين أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً عند نحو 3.49 في المئة، مما أسهم في تعزيز مؤشر الدولار.
وصعد الدولار 0.8 في المئة إلى 138.81 ين بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته منذ 21 يوليو، بينما انخفض اليوان إلى أدنى مستوياته منذ عامين عند 6.9321 للدولار. وتراجع الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام عند 1.1649 دولار قبل أن ينخفض أخيراً بنسبة 0.5 في المئة إلى 1.1676 دولار.
ومع هيمنة العزوف عن المخاطرة على الأسواق العالمية، تأثر الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي سلباً بضغوط البيع. وانخفض الدولار الأسترالي إلى 0.6838 دولار وهو أدنى مستوى له منذ 19 يوليو، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياته منذ منتصف يوليو عند 0.61 دولار.
وبالنسبة إلى العملات المشفرة، استعادت "بيتكوين" بعضاً من قيمتها، لكنها ظلت دون مستوى 20 ألف دولار.
عجز التجارة التركية
وظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن عجز التجارة الخارجية التركية قفز 147 في المئة على أساس سنوي إلى 10.69 مليار دولار في يوليو مع ارتفاع الواردات 41.4 في المئة. وذكر أن الواردات بلغت 29.24 مليار دولار في حين ارتفعت الصادرات 13.4 في المئة إلى 18.55 مليار دولار.
وفي إطار برنامج اقتصادي جرى الكشف عنه العام الماضي، تهدف تركيا إلى التحول إلى تسجيل فائض في الحساب الجاري من خلال زيادة الصادرات وخفض أسعار الفائدة، على الرغم من ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة، لكن الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة والسلع العالمية زاد من صعوبة تحقيق هذا الهدف. وأظهرت البيانات أن العجز في الأشهر السبعة الأولى من العام ارتفع 143.7 في المئة إلى 62.18 مليار دولار.