ندد الاتحاد الأوروبي، الأحد الرابع من سبتمبر (أيلول)، بالحكم بالسجن مع الأشغال الشاقة على زعيمة ميانمار السابقة أونغ سان سو تشي بعد إدانتها بتهمة تزوير الانتخابات.
وكان مصدر مطلع على الإجراءات أبلغ "رويترز" الجمعة بأن سو تشي دينت وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، وذكر محاموها المعلومات نفسها لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر "تويتر"، "يدين الاتحاد الأوروبي الحكم غير المبرر على أونغ سان سو تشي بالسجن ثلاث سنوات إضافية مع الأشغال الشاقة، وهي تواجه الآن عقوبة السجن 20 عاماً على خلفية 11 تهمة مع وجود تهم أخرى باقية". وأضاف بوريل أن "الاتحاد الأوروبي يدعو النظام في ميانمار إلى الإفراج عنها وعن جميع السجناء السياسيين".
واعتقلت سو تشي الحائزة على جائزة نوبل والزعيمة المعارضة لعقود من الحكم العسكري في ميانمار منذ انقلاب العام الماضي، وحكم عليها بالفعل بالسجن لأكثر من 17 عاماً، فيما تنفي سو تشي كل الاتهامات الموجهة إليها.
من الإقامة الجبرية إلى الحبس الانفرادي
ونقلت سو تشي من مركز إقامتها الجبرية إلى حبس انفرادي في مجمع سجون بنايبيداو العاصمة التي بناها الجيش، كما أعلنت المجموعة العسكرية الحاكمة الخميس الـ 23 من يونيو (حزيران) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المتحدث باسم المجموعة العسكرية زاو مين تون في بيان وقتها، "وفقاً للقوانين الجنائية وضعت في حبس انفرادي في سجن بالعاصمة".
ومنذ إطاحتها في انقلاب العام الماضي كانت سو تشي قيد الإقامة الجبرية في مكان غير معروف في نايبيداو مع كلبها وبعض الموظفين، بحسب مصادر.
ولم تغادر زعيمة ميانمار السابقة مكان إقامتها الجبرية سوى لحضور جلسات محاكمتها في المحكمة العسكرية التي قد تقضي بسجنها لأكثر من 150 عاماً.
نحو مرحلة عقابية
وكان نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في آسيا فيل روبرتسون قال إن "ما نراه هو أن المجموعة العسكرية في ميانمار تتجه نحو مرحلة عقابية أشد بكثير تجاه أونغ سان سو تشي، ومن الواضح أنها تحاول ترهيبها وترهيب مؤيديها".
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية نددت بسياسة الإرهاب التي تنتهجها المجموعة العسكرية، ووصفتها بأنها "نظام غير شرعي".
وخلال الحكم العسكري السابق أمضت سو تشي أعواماً عدة قيد الإقامة الجبرية في منزل عائلتها في رانغون، كبرى مدن ميانمار، وقبل نقلها إلى السجن كانت تقتصر صلاتها بالعالم الخارجي على لقاءات موجزة بمحاميها قبيل جلسات الاستماع.
وتجري محاكمة سو تشي خلف أبواب مغلقة، ويحظر على محاميها التحدث إلى الصحافة والمنظمات الدولية.
شعبية كبيرة
وما زالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1991 شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في ميانمار حتى لو تضررت صورتها الدولية بسبب عدم قدرتها على الدفاع عن أقلية الـ "روهينغا" المسلمة التي كانت ضحية تمييز وانتهاكات جسيمة، لكنها اختفت تماماً منذ اعتقالها ولم تظهر إلا في صور قليلة التقطتها وسائل الإعلام الحكومية في المحكمة.
وحكم على الزعيمة البالغة (76 سنة) بالسجن 11 عاماً بعد إدانتها بتهم الفساد والتحريض على العنف وخرق قواعد "كوفيد-19" وقانون الاتصالات.
تشكيك أميركي في نزاهة الانتخابات
وفي يونيو (حزيران) الماضي شككت أميركا في إجراء انتخابات نزيهة بميانمار، وقال مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت إنه "ليس هناك أمل" في أن تكون الانتخابات التي يعتزم المجلس العسكري البورمي تنظيمها العام المقبل حرة ونزيهة.
وشكك المسؤول الأميركي الكبير في تعهد المجلس العسكري بإجراء انتخابات جديدة في أغسطس (آب) 2023، وقال في منتدى حوار "شانغريلا" في سنغافورة إنه "يمكن أن تكون محاولة لخداع المنطقة والمجتمع الدولي".
وتعيش ميانمار حالاً من الاضطراب والشلل الاقتصادي منذ انقلاب فبراير (شباط) 2021 الذي أطاح سو تشي، وحقق حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة سو تشي فوزاً ساحقاً خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، لكن الجيش زعم وجود تزوير ونفذ انقلاباً.
وقتل نحو 2000 مدني في حملة المجلس العسكري ضد المعارضة فيما اعتقل أكثر من 14 ألف شخص، وأبدت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى ميانمار نويلين هايزر خشيتها من أن يؤدي اقتراع غير شرعي إلى مزيد من الاضطرابات، وقالت إنه "ما لم يؤمن مواطنو ميانمار بأن الانتخابات ستعيد البلاد لحكم مدني حقيقي واحترام إرادة الشعب، فقد تكون دافعاً لمزيد من العنف".