مع تصدر خبر نجاح جورجيا ميلوني في الانتخابات العامة الإيطالية عناوين الصحف الرئيسة، كان من السهل أن نفوت عودة سيلفيو برلسكوني السياسية المثيرة للدهشة.
في الواقع، سيشكل حزب "فورتسا إيطاليا" [إيطاليا إلى الأمام] الذي يتزعمه برلسكوني جزءاً من الائتلاف الذي من المفترض أن يسمح لميلوني بأن تشكل حكومة وتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا. سيعود برلسكوني إلى مجلس الشيوخ الإيطالي، بعد غياب دام 10 سنوات تقريباً، رغم أنه كان عضواً في البرلمان الأوروبي منذ عام 2019، وقد ينتهي به المطاف في الحصول على مقعد في مجلس الوزراء. خلال الحملة التي استخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إيصال رسالته على غرار ترمب وبولسونارو، قال متفاخراً إنه سيكون بمثابة "أب" لميلوني، وفي بعض النواحي، تصرف وكأنه يؤدي "بروفا" تظهر تلك العلاقة بينهما.
كل ما يحصل يبدو مسلياً إلى حد ما، مع المتقاعد الكبير في السن الذي يغوي النساء بمظهره الخارجي الشقي ويبدو كأنه خرج للتو من ديسكو أوروبي في سبعينيات القرن الماضي، لكنه في الواقع ليس مسلياً حقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
برلسكوني، المنتمي إلى يمين الوسط، ربط نفسه بحكومة تسبغ الشرعية على اليمين المتطرف، وهو أمر ستكون له عواقب تتجاوز حدود إيطاليا. والجدير بالذكر أن السبب الأكبر الذي أدى إلى عدم انتخابه لفترة طويلة هو أنه منع من تولي منصب عام لمدة ستة أعوام بسبب الحكم عليه بتهمة بالاحتيال الضريبي.
في عام 2013، حكم عليه لدفعه مبلغاً من المال مقابل ممارسة الجنس مع قاصر، بيد أنه نجح لاحقاً في إسقاط هذه التهم، ولكن في ظل ظروف مماثلة، قد تكون اعتقدت أنه سيتفادى ربما إلقاء النكات على "تيك توك" أثناء الحملة عن سرقة الفرص من الشبان.
ومما يثير القلق، علاقته بفلاديمير بوتين. لقد دعمت إيطاليا أوكرانيا منذ الغزو الروسي، وساندتها بثبات خلال كل تهمة بارتكاب جرائم حرب وفظائع، واختفاء آلاف الناس العاديين والاستفتاءات المريبة من جانب موسكو.
لكن برلسكوني تربطه صداقة ببوتين منذ مدة طويلة، حتى إنه أعطى الزعيم الروسي غطاء لحاف مع صورة للرجلين بحجمهما الفعلي يتصافحان عام 2017. وفي الأسبوع الماضي، سقط قناع اللطف عندما ادعى برلسكوني بأن بوتين دفع بطريقة ما إلى زيادة عدد قواته على الحدود الأوكرانية، وأجبر على الغزو والقتل، ثم محاولة تنصيب "أشخاص محترمين" في حكومة كييف.
كانت تلك التعليقات مقلقة ولكنها قد تضمن أن ميلوني التي تعهدت بدعم حلف "الناتو"، لن تحيد عن مسار مساندة روما لكييف. وفي الحالتين، فإن عودة برلسكوني السياسية مثيرة للقلق. يوم الخميس سيبلغ من العمر 86 سنة، إذاً، حري به التقاعد.
ديفيد هاردينغ
محرر الشؤون الدولية
© The Independent