تطارد القوات الإسرائيلية في القدس، الأحد التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، منفذ إطلاق نار أسفر عن مقتل جندية كانت تخدم عند حاجز عسكري في القدس الشرقية بعد ساعات على مقتل فلسطينيين اثنين خلال عملية للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية في مؤشرات جديدة إلى تصاعد للعنف "يثير قلق" الأمم المتحدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "المجندة قتلت بعد إصابتها بجروح بالغة في هجوم إطلاق النار الذي وقع عند حاجز شعفاط"، موضحاً أن الجندية تدعى نوا لازار (18 سنة) وكانت تخدم في الشرطة العسكرية.
في وقت سابق، السبت، قتل فتيان فلسطينيان وجرح آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما حذرت رام الله من أن هذا التصعيد العسكري يدفع المنطقة إلى "نقطة اللاعودة".
بحسب الشرطة الإسرائيلية فإن مسلحاً وهو فلسطيني (22 سنة) من سكان القدس الشرقية وصل إلى الحاجز مع شريك له قبل أن يترجل من المركبة ويفتح النار ويركض عائداً إلى المخيم فيما هرب السائق.
ونشرت الشرطة مقطعاً مصوراً للهجوم يظهر هذه التفاصيل وكذلك استنفار الجنود الذين تمركزوا عند الحاجز وسقوط ثلاثة منهم في الأقل أرضاً.
وستشيع الجندية، الإثنين، إلى مقبرة كفار يونا العسكرية.
مساء صعب
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي خطر" معرباً في بيان عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم، قائلاً "الإرهاب لن يهزمنا، نحن أقوياء حتى في هذا المساء الصعب".
وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان اعتقال ثلاثة فلسطينيين من القدس الشرقية في العشرينيات من عمرهم للاشتباه في "ضلوعهم بالهجوم" كما تم إغلاق الحاجز العسكري أمام حركة العبور، وقال متحدث باسم الشرطة إن الهجوم "أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح خطرة وإصابة امرأة بجروح طفيفة"، مضيفاً "تواصل قوات الشرطة وحرس الحدود ومروحية للشرطة في هذه الأثناء أنشطة المسح والتفتيش لضبط الإرهابي الذي نفذ العملية الإرهابية".
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأنه شاهد امرأة بزي قوات الأمن تتلقى العلاج في واحدة من سيارتي الإسعاف الموجودتين في المكان، وتلطخ رصيف بالدماء عند الحاجز الذي أغلق وضرب حوله طوق أمني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشر عشرات عناصر الشرطة في محيط المعبر وداخل مخيم اللاجئين حيث أطلقت ألعاب نارية.
وفي بيان لها صباح الأحد قالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع طواقم الإسعاف من الدخول إلى منطقتي شعفاط وعناتا" القريبتين من موقع الهجوم وحملت "قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي أذى يلحق بمحتاجي الخدمة الطبية الطارئة" في المنطقتين.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عام 1967، حيث يعيش اليوم نحو 475 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
إضراب عن الطعام
في سياق آخر قال نادي الأسير الفلسطيني، الأحد، إن 20 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية انضموا اليوم إلى 30 من زملائهم المضربين عن الطعام لليوم الـ15 على التوالي احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وأضاف النادي في بيان له أن "الأسرى الذين انضموا إلى الإضراب من بينهم معتقلون إداريون، إضافة إلى أسرى موقوفين ومحكومين لسنوات".
وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بحجة وجود ملف سري للمعتقل.
وأوضح النادي أن خطوة الإضراب "تأتي وفقاً للبرنامج النضالي الذي أقره المعتقلون الإداريون لمسار هذه المعركة كدفعة ثانية في الإضراب"، مردفاً "سيواصل المعتقلون الإداريون تنفيذ خطتهم المقررة في حال استمرت إدارة سجون الاحتلال والجهات المختصة بالاعتقال الإداري على موقفها وسياستها في تصعيد عمليات هذا الاحتجاز كما هو قائم حالياً".
ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية حول إضراب المعتقلين الفلسطينيين.
وذكر النادي في بيانه أن "عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال بلغ 800 معتقل إداري بينهم ستة أطفال في الأقل وأسيرتان".
وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن إسرائيل تحتجز 4700 أسير يقبعون في 23 سجناً ومركز توقيف وتحقيق "بينهم 190 طفلاً وقاصراً و31 أسيرة".
والسبت، قتل فتيان فلسطينيان وجرح آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وذكر الجيش أن قواته نفذت عملية لاعتقال فلسطيني يبلغ 25 سنة يشتبه في انتمائه إلى حركة "الجهاد الإسلامي" وإطلاقه النار على جنود في المنطقة، وأضاف في بيان أنه "خلال العملية ألقى عشرات الفلسطينيين عبوات ناسفة وزجاجات حارقة على جنود إسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار"، وتابع أن "الجنود ردوا بإطلاق رصاص حي على من يشتبه في أنهم مسلحون".
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ذكرت، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية "أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر على عدد من الصحافيين أثناء تغطيتهم للمواجهات العنيفة التي ما زالت مندلعة في مدينة جنين"، وجرح صحافيان خلال عملية إسرائيلية في دير الحطب بالقرب من نابلس قتل خلالها فلسطيني.
وقتل منذ الربيع الماضي نحو 20 شخصاً معظمهم من المدنيين داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة خلال هجمات نفذها فلسطينيون بعضهم من سكان إسرائيل، فيما قضى ثلاثة من منفذي العمليات.
ورداً على هذه التحركات كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية منذ مطلع العام الحالي 109 فلسطينيين بينهم نشطاء ومدنيون والصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى مقتل 84 فلسطينياً منذ الأول من يناير (كانون ثاني) 2022 وحتى 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينيسلاند، السبت، "أشعر بالقلق حيال تدهور الوضع الأمني" وتصاعد الاشتباكات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
من جانبه حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان من "التمادي الإسرائيلي"، قائلاً "إن استمرار التصعيد سيدفع الأمور إلى الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة، الأمر الذي ستكون تبعاته مدمرة للجميع".
والسبت أيضاً، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها عالجت خمسة أشخاص بالقرب من المدينة القديمة في القدس الشرقية أصيب أحدهم بعيار مطاطي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت سبعة أطفال وشخصاً بالغاً يشتبه في "مشاركتهم في أعمال عنف ورشق الحجارة ومهاجمة عناصر الشرطة" في المنطقة، مما أسفر عن إصابة عنصر واحد بجروح طفيفة.
وكانت حشود من الفلسطينيين تجمعت في وقت سابق داخل باحات المسجد الأقصى للاحتفال بعيد مولد النبي محمد ونظمت فرق الكشافة الفلسطينية مسيرات في المدينة القديمة وصولاً إلى الباحات.