Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل إسرائيل هي من قتلت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟

حال من عدم الاقتناع بالرواية الرسمية تسود مناصرين ومسؤولين من صلب النظام في طهران

اعتبر مسؤولون في النظام الإيراني في وقت سابق وبصورة غير مباشرة أن العلاقات الوثيقة بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل عامل مهم في تنفيذ خطة اغتيال رئيسي (أ ف ب)

ملخص

نشرت بعض وسائل الإعلام، بخاصة على منصة "إكس"، أخباراً عن حدوث خلاف بين أحمد علم الهدى والمرشد علي خامنئي، بسبب استياء علم الهدى من عدم الإعلان عن السبب الحقيقي لمقتل صهره إبراهيم رئيسي.

يدل استمرار التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى تحطم وانفجار المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، إلى أنه إضافة إلى كثير من المواطنين هناك عدد من المسؤولين في النظام لا تزال لديهم شكوك وأسئلة كثيرة من دون إجابة.

التوقيت التقريبي لهذه الحادثة مع اغتيال عشرات من قادة حركة "حماس" و"حزب الله" على يد الجيش الإسرائيلي، وتاريخ "الموساد" في اغتيال بعض الشخصيات الرئيسة في الصناعة النووية والصاروخية في إيران، عزز التكهنات حول أن لعملاء "الموساد" وحكومة بنيامين نتنياهو دوراً رئيساً في مقتل رئيسي.

وزادت التصريحات بين الحين والآخر لعدد من أعضاء البرلمان ومسؤولين سابقين في الأجهزة الأمنية والمقربين من إمام جمعة مدينة قم، صهر إبراهيم رئيسي، أحمد علم الهدى، من صحة هذه التكهنات.

سخرية سوداء

وأحدث هذه التصريحات وأكثرها وضوحاً وصراحة حول تورط إسرائيل في اغتيال رئيسي، جاء على لسان ممثل مدينة طهران في البرلمان الإيراني، كامران غضنفري، إذ سخر الأخير في ندوة أقيمت في العاصمة طهران بعنوان "صرخة إيران 2" (فرياد إيران 2) من تقارير الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية حول السبب الذي أدى إلى وفاة الرئيس السابق، وتزعم أن إسرائيل والولايات المتحدة وبالتعاون مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اغتالوا إبراهيم رئيسي.

واعتبر مسؤولون في النظام الإيراني في وقت سابق وبصورة غير مباشرة أن العلاقات الوثيقة بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل عامل مهم في تنفيذ خطة اغتيال رئيسي، لكن الآن، قال كامران غنضفري إن رئيسي قضى "على يد النظام الصهيوني وأميركا بالتعاون مع نظام علييف، لكن بعض المسؤولين لا يرون أنه من المناسب أن يعلنوا الحقيقة، وينسبوا شهادة رئيسي إلى كتلة من السحاب. والعجيب في الأمر أن هذه السحابة الذكية أسقطت مروحية الرئيس فقط من بين المروحيات الثلاث". وأضاف غضنفري أن "كبار مسؤولي النظام لا يريدون القول إن النظام الصهيوني والولايات المتحدة مسؤولان عن مقتل الرئيس". وأردف قائلاً "إنهم لا يرون أية فائدة في ذلك، لذا لا ينبغي الإعلان عنه، ومن ثم يصدرون بياناً حتى الدجاجة المطبوخة تضحك على ما ورد فيه. هذه الحجج لا تصلح إلا لخداع أطفال المدارس الصغار".  

إخفاء الحقيقة

ويرى بعض منتقدي المرشد علي خامنئي ومن يعتقد بفرضية اغتيال إبراهيم رئيسي على يد "الموساد" الإسرائيلي أن المرشد وقادة الحرس الثوري وبسبب عدم قدرتهم على تنفيذ عملية انتقامية مماثلة، رفضوا الإعلان عن السبب الرئيسي لمقتل الرئيس وقالوا إن العوامل طبيعية. 

وبالنظر إلى مرور شهرين على وعود خامنئي بالرد على الهجوم الضخم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على المنشآت الدفاعية والصاروخية والنووية الإيرانية، والعجز التام لـ"فيلق القدس" والنظام الإيراني في الحفاظ على نظام بشار الأسد في سوريا، أصبحت فرضية اغتيال إبراهيم رئيسي من قبل إسرائيل الأكثر ترجيحاً وأن المرشد خامنئي عمل على إخفاء الحقيقة.

وفي الأيام الأخيرة، وبعد سقوط نظام بشار الأسد كتب محمد حسيني الذي كان يشغل منصب مساعد الرئيس في الشؤون البرلمانية في حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي على منصة "إكس"، أن "الاغتيالات التي طاولت قادة 'محور المقاومة' بدءاً من إسماعيل هنية مروراً بيحيى السنوار وحسن نصرالله وهاشم صفي الدين وقادة 'حزب الله' و'حماس'، بدأت بسقوط مروحية الرئيس الإيراني في الـ19 من مايو )أيار( الماضي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أجهزة البيجر

ومن التصريحات الأخرى للمسؤولين الرسميين في النظام الإيراني يمكن أن نشير إلى تصريح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أحمد بخشايش اردستاني، إذ قال في الـ22 من سبتمبر (أيلول) إن "للأجهزة الأمنية الإيرانية دوراً في شراء أجهزة البيجر الخاصة بـ 'حزب الله' اللبناني"، مضيفاً أن "الرئيس إبراهيم رئيسي أيضاً استخدم جهاز البيجر، لكن قد يكون يختلف عن نوع الأجهزة التي كانت بحوزة عناصر 'حزب الله'. إلا أن أحد السيناريوهات المحتملة حول حادثة تحطم مروحية الرئيس هو أنه قد يكون جهاز البيجر الخاص به انفجر".   

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، "أنا شخصياً لا أتفق مع كلام وزير الاستخبارات المحترم الذي قال إنه لا يوجد اختراق أمني في عملية اغتيال 'الشهيد' إسماعيل هنية، لأنني غير مقتنع بأنه لم يُسرب مكان إقامة هنية والطابق الذي كان يسكن فيه وتوقيت وجوده في الغرفة من دون اختراق أمني".

حادثة مشبوهة

وفي الـ20 من سبتمبر الماضي كتب نائب الرئيس لمنظمة البرنامج والموازنة في حكومة إبراهيم رئيسي وأحد أعضاء "الحرس الثوري"، حميد رضا مقصودي، على منصة "إكس" قائلاً إنه "على مسؤولي هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإجابة يا ترى هل من الممكن أن يكون جهاز 'آي باد' (iPad) الخاص بالطيار متصلاً بقنبلة إلكترونية؟ أو الهاتف المحمول لأحد المسؤولين الذين كانوا برفقة الرئيس؟ ولسوء الحظ الكل يحمل أجهزة 'آي فون' (iPhone)؟".

كما وصف ممثل مدينة قم في البرلمان محمد منان رئيسي، في الثالث من أغسطس (آب) الماضي، وفاة إبراهيم رئيسي بأنها "مشبوهة تماماً"، إذ قال إن "إسماعيل هنية اغتيل بعد هذه الحادثة المشبوهة تماماً".

وفي هذا السياق، خلال الأيام التي تلت مقتل إبراهيم رئيسي، نشرت بعض وسائل الإعلام، بخاصة على منصة "إكس"، أخباراً عن حدوث خلاف بين أحمد علم الهدى والمرشد علي خامنئي بسبب استياء علم الهدى من عدم الإعلان عن السبب الحقيقي لمقتل صهره.

وفي مثل هذه الأوضاع يبدو أن احتمال قيام المسؤولين في النظام الإيراني بنشر أخبار جديدة تكشف عن السبب الحقيقي لمقتل إبراهيم رئيسي في الأسابيع والأشهر المقبلة قد زاد أكثر من أي وقت مضى.  

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل