جلسة متذبذبة شهدتها "وول ستريت"، الخميس 13 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث بدأت على انخفاض حاد في المؤشرات بعد ظهور أرقام التضخم التي جاءت أعلى من التوقعات، لكنها ما لبثت أن انعكست بشكل مفاجئ في منتصف التداولات لتغلق على ارتفاع بنسبة تجاوزت اثنين في المئة.
"توقع ما هو غير متوقع"
وأصبح هناك شبه إجماع في "وول ستريت" على "توقع ما هو غير متوقع"، فقد كانت التوقعات بإغلاق "وول ستريت" على تراجع قوي بعد أن أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلك (مؤشر التضخم) في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 8.2 في المئة على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنة مع التوقعات عند نسبة 8.1 في المئة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 827 نقطة أو 2.83 في المئة إلى 30.038 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 نحو 93 نقطة أو 2.60 في المئة إلى 3669 نقطة، كما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع 232.05 نقطة أو 2.23 في المئة إلى 10649 نقطة.
لماذا التحول المفاجئ؟
وكان الانعكاس الذي حصل في المؤشرات، الخميس، بمثابة قفزة بنحو 194 نقطة لمؤشر "ستاندرد أند بورز"، وذلك من أدنى مستوى له خلال الجلسة، وهي أكبر قفزة للمؤشر خلال يوم منذ 24 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتنوعت التحليلات حول أسباب ما جرى في الجلسة التي حيرت "وول ستريت"، حيث ربطت بعض التحليلات ذلك بالمراهنات والبيع على المكشوف، حيث قام المستثمرون بتغطية مراكزهم مع ظهور تقرير التضخم السلبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هل وصلنا للقاع؟
ويجري الترويج بين أوساط المتعاملين بالأسهم بأن عمليات البيع التي حدثت على مدار العام قد وصلت إلى القاع.
وهناك قلق بين المستثمرين حول كيفية تفاعل الاحتياطي الفيدرالي مع أرقام التضخم الجديدة، حيث ترجح التحليلات قيام "الفيدرالي" برفع الفائدة بنسبة 0.75 في المئة في اجتماعه المقبل في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وللمرة الرابعة على التوالي. وسيرفع ذلك أسعار الفائدة إلى ما فوق 4.85 في المئة قبل انتهاء دورة التضييق، علماً أن المعدل الحالي هو 3.25 في المئة.
قفزات بالسندات
وقفزت سندات الخزانة بعد الإعلان عن تقرير التضخم، حيث ارتفع العائد على سندات السنتين الحساسة بمقدار 18 نقطة أساس عند 4.47 في المئة.
وكان مؤشر أسعار المستهلكين قد قفز إلى أعلى مستوى في 40 عاماً الشهر الماضي، مما دفع بالاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل كبير منذ مارس (آذار) الماضي.
وتعرضت الأصول الخطرة لضغوط طوال العام حيث تحاول البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم ترويض التضخم الجامح. وتأتي أرقام التضخم لتضاف الى بيانات هذا الأسبوع حول معدل البطالة الذي سجل أدنى مستوى له منذ خمسة عقود في سبتمبر.