قال سكان وعناصر من المعارضة السورية إن الهدوء ساد، الأحد 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في شمال غربي البلد الخاضع لسيطرة قوات المعارضة بعد يوم من هدنة تم التوصل إليها بوساطة تركية وأنهت اشتباكات بين فصائل متناحرة، كانت تهدد باندلاع حرب داخلية أوسع بين معارضي حكم نظام الرئيس بشار الأسد.
وأرغمت "هيئة تحرير الشام" التي أدرجتها الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما ضمن التنظيمات الإرهابية، فصائل من الجيش الوطني المعارض المدعوم من تركيا على قبول اتفاق سلام، السبت، وسع قبضتها في آخر معقل رئيس لقوات المعارضة.
وبموجب الاتفاق المبدئي سحبت "هيئة تحرير الشام" قواتها من مدينة عفرين شمال محافظة حلب، والتي دخلتها، الخميس الماضي، مقابل تعهد خصومها العمل نحو إنشاء إدارة مدنية موحدة تحقق الاستقرار وتنهي الفوضى.
وقال مفاوضون إن الفصيلين الرئيسين في مسلحي المعارضة وهما "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" اللذان يعملان تحت مظلة الفيلق الثالث بالجيش الوطني اتفقا على العودة إلى جبهاتهما وتفكيك الوجود العسكري في المراكز الحضرية.
مكاسب جديدة
وقالت مصادر في المعارضة ومتخصصون في شؤون الجماعات المتشددة إن الاتفاق يشير إلى تحقيق مكاسب جديدة لهذه الجماعات التي تسعى منذ فترة طويلة إلى القيام بدور اقتصادي وأمني أوسع في مناطق في شمال سوريا خارج معقلها في مدينة إدلب المكتظة بالسكان.
وقال المسؤول السابق في المعارضة السورية والباحث في مركز جسور للدراسات ومقره إسطنبول، وائل علوان، "في المعارك الأخيرة بعد سيطرتها على عفرين، أصبح الآن لهيئة تحرير الشام دور أمني كبير مقارنة بما كانت عليه. وهي تطمح أيضاً للتوسع بشكل أكبر".
وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إن الاتفاق يقرب زعيم "هيئة تحرير الشام" محمد الجولاني من هدفه المتمثل في توسيع إدارة مدنية تدير الآن الخدمات العامة في منطقة إدلب بكفاءة إلى مناطق أخرى في محاولة للتخلص من الصورة المتشددة للفرع السوري السابق لتنظيم "القاعدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعد تركيا الداعم الرئيس للفصائل الرئيسة لعناصر المعارضة ومنع وجودها العسكري القوي في شمال غربي سوريا روسيا ودمشق من السيطرة على ما تبقى من مناطق المعارضة.
وقال قائد كبير في المعارضة المسلحة، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة "رويترز" إن تركيا كثفت تدخلها لإنهاء القتال الذي أسفر عن مقتل العشرات. وتخشى تركيا من أن تؤدي سيطرة "هيئة تحرير الشام" على جزء كبير من جيب المتمردين إلى منح موسكو الحرية في تجديد القصف المستمر للمنطقة التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري فروا من حكم الأسد بحجة محاربة المتشددين.
عملية روسية - سورية في درعا
وقال اثنان من قادة المعارضة إن طائرات روسية مقاتلة قصفت، الأحد، قرية كفر جنا التي كانت مسرحاً لبعض أعنف المعارك بين مسلحي المعارضة. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن ضابط روسي قوله في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن القوات الروسية والسورية قتلت 20 شخصاً وصفهم بالمتشددين في عملية بجنوب سوريا، بينهم "مسؤولون عن تفجير حافلة للجنود".
ونقلت "تاس" عن الميجر جنرال أوليغ إيغوروف قوله إن العملية وقعت في محافظة درعا الجنوبية.
وقال إيغوروف في إفادة صحافية إن "المجموعة الروسية المعنية بالتفاعل مع الوحدات الأمنية التابعة للقوات المسلحة السورية قامت بعملية خاصة في بلدة جاسم بمحافظة درعا جنوب (سوريا) لتصفية مسلحي تنظيم (داعش)".
وقالت "تاس" إن المسلحين شاركوا في تفجير حافلة الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 جندياً سورياً بالقرب من دمشق. وقال إيغوروف إن من بين القتلى في العملية منظم الهجوم على الحافلة وآخرين مرتبطين بعمليات تنظيم "داعش" في درعا ومحافظة الرقة.
وكان هجوم الحافلة أكثر الهجمات دموية التي تستهدف قوات الحكومة السورية منذ شهور، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم، كما لم يصدر أي تعليق من السلطات السورية.
وأدى الصراع في سوريا إلى مقتل مئات الآلاف وترك البلاد ممزقة، وتوجد القوات الروسية في سوريا منذ عام 2015، وقد ساعدت النظام في حملته لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.