واصلت الأسهم الأوروبية، مكاسبها التي سجلتها في الجلسة السابقة، مدفوعة بعدول بريطانيا عن الخطة المالية البريطانية، مع مراقبة المستثمرين لتقارير الأرباح لقياس التوقعات الاقتصادية. وارتفع مؤشر "ستوكس 600"على مستوى أوروبا 0.5 في المئة مواصلاً مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي، بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا، إذ ارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق مثل "إي أس أم أل" القابضة و"بي إي" لأشباه الموصلات بنسب تتراوح بين 0.9 وثلاثة في المئة.
بيع السندات
وارتفعت معنويات السوق مدفوعة بتقرير أفاد بأن بنك إنجلترا يتجه لتأخير بيع سندات حكومية بمليارات الجنيهات الاسترلينية لتشجيع المزيد من الاستقرار في أسواق الذهب المتعثرة. ومع تشديد البنوك المركزية للسياسات النقدية بقوة في مواجهة التضخم الأعلى منذ عقود والمخاطر المتزايدة للركود في أوروبا نظراً لأزمة الطاقة، تحلل الأسواق توقعات الشركات لقياس تأثير الضغوط الكلية. وصعدت أسهم مجموعة "بوبليسيس" الفرنسية 3.8 في المئة بعد أن رفعت ثالث أكبر مجموعة إعلانية في العالم توقعاتها للعام بأكمله للمرة الثانية هذا العام. وتراجعت أسهم شركة "روش" السويسرية للأدوية 1.5 في المئة مع انخفاض مبيعاتها الفصلية بسبب الركود في علاجات كورونا وأدوات الاختبار التشخيصية.
وهبطت أسهم "ريو تينتو" 0.3 في المئة بعد أن توقعت وصول شحنات خام الحديد السنوية إلى الحد الأدنى من توقعاتها وسط ضعف الطلب العالمي.
ارتفاع الذهب مع تراجع الدولار
وارتفعت أسعار الذهب، إذ أدى تراجع الدولار إلى زيادة جاذبية السبائك للمشترين في الخارج، على رغم أن المخاطر الناجمة عن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" الوشيك لأسعار الفائدة قلصت المكاسب. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1653.31 دولار للأوقية "الأونصة"، لكن العقود الأميركية الآجلة للذهب انخفضت 0.3 في المئة إلى 1658.50 دولار. ونزل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى خلال نحو عشرة أيام بعد أن قفز سعر الجنيه الاسترليني على أثر تخلي المملكة المتحدة عن خطة خفض الضرائب التي كانت قد هزت الأسواق العالمية. وقال جيجار تريفيدي كبير المحللين لدى "ريلاينس سيكيوريتيز"، ومقرها مومباي، إن ارتفاع أسعار الذهب اليوم يُعزى بشكل رئيسي إلى ضعف العملة الأميركية. وانخفض الذهب بنحو عشرة في المئة حتى الآن هذا العام، إذ أدى الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائداً وارتفاع الدولار وعوائد السندات.
ومن المتوقع رفع سعر الفائدة للمرة الرابعة على التوالي 75 نقطة أساس الشهر المقبل بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع الماضي ارتفاع التضخم بقوة في سبتمبر (أيلول).
الدولار يختبر ذروة 32 عاماً مقابل الين
وحوم الدولار بالقرب من ذروة 32 عاماً فوق 149 يناً حتى مع تراجعه من صعوده أمام عملات رئيسية أخرى، فيما تأهب المتداولون لتدخل محتمل جديد من طوكيو لدعم عملتها. وارتفع الدولار الأسترالي بعدما كشف محضر الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي الأسترالي أن قرار إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى ربع نقطة بدلاً من زيادة أخرى بمقدار نصف نقطة كان "متوازناً بدقة". كما صعد الدولار النيوزيلندي بعد تقرير عن أسعار المستهلكين أشار إلى ارتفاع أكبر من المتوقع مما عزز توقعات مزيد من تشديد السياسة. وسجلت العملة الأميركية 148.855 ين بعد تسجيل 149.10 في وقت متأخر من الجلسة المسائية للمرة الأولى منذ أغسطس (آب) 1990. ويضع هذا الحاجز النفسي الرئيسي البالغ 150 في دائرة الضوء.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية منها الين واليورو والجنيه الاسترليني، مقترباً من أدنى مستوى في أسبوع ونصف مع انتعاش العملات الأوروبية بفضل تحول حاد مرتبط بالتراجع عن خطة خفض الضرائب في بريطانيا.
وتعزز الدولار مقابل الين بنسبة ثلاثة في المئة منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما كسر بشكل مستدام حاجز 145 بعد أن أمضى حوالى أسبوعين يحوم بالقرب منه، وسط توتر المتداولين بعد تدخل بنك اليابان الأول في شراء الين منذ 1998 في 22 سبتمبر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتراجع الجنيه الاسترليني إلى 1.1349 دولار بعد صعوده 1.6 في المئة يوم الاثنين ولمس 1.144 دولار للمرة الأولى منذ الخامس من أكتوبر. واستقر اليورو عند 0.9838 دولار بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوى منذ السادس من أكتوبر عند 0.9853 دولار.
وارتفع الدولار الأسترالي 0.14 في المئة إلى 0.630 دولار أميركي، إذ تلقى دعماً بعد صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي الذي عقد في الرابع من أكتوبر وأظهر أن قرار إبطاء وتيرة تشديد السياسة المفاجئ كان "متوازناً بدقة". وقفز الدولار النيوزيلندي 0.57 في المئة إلى 0.567 دولار بعد أن أظهر تقرير أن تضخم أسعار المستهلكين لا يزال يحوم بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة عقود في الربع الثالث.
"كريدي سويس" يبحث عن رأسمال من الشرق الأوسط
إلى ذلك قال مصدر إن بنك "كريدي سويس" تواصل مع صندوق واحد على الأقل للثروة السيادية في الشرق الأوسط من أجل ضخ رأسمال، فيما تنظر بعض الصناديق إلى أنشطة البنك السويسري التي عصفت به الفضائح باعتبارها فرصاً استثمارية محتملة. وأفادت "بلومبيرغ" بأن أبو ظبي والسعودية تدرسان، من خلال صناديق الثروة السيادية الخاصة بهما، ما إذا كانتا ستضخان أموالاً في بنك كريدي سويس الاستثماري وأنشطة أخرى للبنك. وقالت إن الاستثمار سيكون بهدف الاستفادة من تقييمات منخفضة. وامتنع متحدث باسم "كريدي سويس" عن التعليق، وأكد أن البنك سيتناول تطورات المراجعة الاستراتيجية التي يجريها عندما يعلن عن نتائج الربع الثالث. ويحاول "كريدي سويس"، وهو أحد أكبر البنوك في أوروبا، التعافي من سلسلة من الفضائح مثل خسارة أكثر من خمسة مليارات دولار من انهيار شركة "أركيجوس" الاستثمارية العام الماضي، عندما اضطر أيضاً إلى تعليق أموال العملاء المرتبطة بالممول المفلس "غرينسيل". وقال محللون إن المجموعة قد تحتاج إلى ما يصل إلى تسعة مليارات فرنك سويسري (تسعة مليارات دولار)، وقد يتعين الحصول على بعضها من مستثمرين والبعض الآخر من بيع أصول.
وقال مصدر مطلع إنها بدأت بالفعل عملية لبيع ذراعها الأميركية لإدارة الأصو. وقالت "بلومبيرغ نيوز"، التي نشرت الخبر للمرة الأولى يوم الاثنين، إن الوحدة من المتوقع أن تجتذب اهتمام شركات الاستثمار المباشر. ويشير نهج "كريدي سويس" في زيادة رأس المال إلى أن بيع الأصول وحده قد لا يكون كافياً لتغطية تكاليف الإصلاح الوشيك الذي يأمل البنك في أن يضع حداً للخسائر الفادحة وسلسلة الفضائح.