تعززت حظوظ بوريس جونسون بالعودة إلى رئاسة الحكومة البريطانية، بإعلان وزير الدفاع بن والاس انسحابه من السباق، وترجيح تأييده لرئيس الحكومة السابق.
وكان السكرتير الصحفي لرئيس الحكومة البريطانية السابق، قال إن بوريس جونسون سيعود من عطلة يقضيها في منطقة البحر الكاريبي، وذلك للانخراط في سباق العودة إلى "داونينج ستريت" مقر رئاسة الحكومة، بعد أن أشعلت استقالة ليز تروس السريعة تاريخياً سباقاً جديداً على زعامة حزب المحافظين.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن جونسون، يقضي عطلة في جمهورية الدومينيكان، وأنه بدأ اتصالاته مع نواب حزبه لحثهم على تأييد عودته، باعتبار أنه المرشح الوحيد الذي يمكنع أن ينقذ المحافظين من الأزمة التي تعصف بحزبهم.
انسحاب والاس
على صعيد آخر، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه لن يخوض السباق على خلافة ليز تراس في منصب رئيس للوزراء وإنه يميل نحو دعم بوريس جونسون، رئيس الوزراء السابق.
وقال والاس للصحفيين "أشعر أن بوسعي إضافة أفضل قيمة في الحفاظ على أمن الناس بكوني وزيرا للدفاع... إنها الوظيفة التي أعتزم مواصلة الاضطلاع بها، ولذا لن أترشح لمنصب رئيس الوزراء هذه المرة".
ووزير الدفاع البريطاني هو أحد الوزراء القلائل الذين خرجوا من الاضطرابات السياسية في الآونة الأخيرة ومصداقيته أقوى.
ووالاس، الجندي السابق، شغل منصب وزير الدفاع في حكومتي جونسون وتراس، وقاد رد بريطانيا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويتصدر بوريس جونسون الذي خلفته تراس ووزير ماليته السابق ريشي سوناك المرشحين المحتملين، على الرغم من عدم إعلان أيا منهما الترشح رسميا حتى الآن.
وحين سئل عمن سيؤيد، قال والاس "في الوقت الحالي، أميل نحو بوريس جونسون".
وقال والاس إن القضايا الرئيسية التي تحسم دعمه للمرشح تتمثل في الالتزام بالأمن القومي والاقتصادي، واحترام التفويض الذي فاز به الحزب في الانتخابات الوطنية عام 2019 بقيادة جونسون، والقدرة على توحيد الحزب.
وأضاف "هذا سيكون ثالث رئيس محتمل لوزرائنا منذ الانتخابات العامة... وهذا يعني أنه يتعين علينا التفكير في مسألة الشرعية التي سيسأل الجمهور أنفسهم عنها، وكذلك بشأن القادر على الفوز في الانتخابات المقبلة".
وحين سئل والاس عن سوناك، قال وزير الدفاع إنه سيحرص على سماع ما سيقوله بشأن الالتزامات بالدفاع والأمن.
وبدا أن والاس يعترف أيضا بتأثير تحقيق برلماني مازال مستمرا بشأن مدى تضليل جونسون للمشرعين فيما يتعلق بانتهاك قواعد إغلاق كوفيد-19 في داونينج ستريت.
وأضاف وزير الدفاع "أعتقد أنه مازال يتعين عليه الإجابة على بعض الأسئلة حول... هذا التحقيق".
آلية الانتخاب
وبعد إعلان رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، الخميس 20 أكتوبر (تشرين الأول) استقالتها قال منظمون، إن المرشحين المتنافسين على منصب رئيس وزراء بريطانيا بحاجة إلى دعم 100 مشرع من أعضاء حزب المحافظين ليدخلوا الاقتراع الذي سيجرى، الإثنين المقبل.
وإذا تجاوز مرشح واحد هذا الحد بحلول الساعة الثانية بعد الظهر (13:00 بتوقيت غرينتش) الإثنين، فسيصبح تلقائياً رئيساً للوزراء.
وإذا تأهل مرشحان، فسوف يدخلان في تصويت عبر الإنترنت يشارك فيه جميع أعضاء حزب المحافظين، وسيعلن عن الفائز، الجمعة.
وأتت استقالة تراس بعد أقصر فترات الولاية وأكثرها فوضوية لأي رئيس وزراء بريطاني. واضطرت تراس للاستقالة بعد أن أضر برنامجها الاقتصادي بسمعة البلاد في الاستقرار المالي وجعل كثيرين من الناس أفقر.
ويتمتع حزب المحافظين بأغلبية كبيرة في البرلمان ولا يحتاج للدعوة لانتخابات عامة قبل عامين، وسينتخب الحزب زعيماً جديداً- خامس رئيس وزراء لبريطانيا خلال ست سنوات- بحلول 28 أكتوبر (تشرين الأول).
ومن المتوقع أن يخوض المنافسة على المنصب وزير المالية الأسبق ريشي سوناك ووزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، لكن السباق قد يشهد أيضاً عودة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي تمت الإطاحة به في يوليو (تموز) عندما استقال وزراؤه بصورة جماعية لإجباره على التنحي.
ويؤكد مشهد رئيس وزراء آخر لا يحظى بشعبية وهو يلقي خطاب استقالته في داونينغ ستريت، وبداية سباق قيادة جديد، على مدى اضطراب السياسة البريطانية منذ تصويت عام 2016 على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ثلاثة نواب
ويمكن لثلاثة نواب محافظين كحد أقصى خوض سباق رئاسة حزب المحافظين لاختيار خلف لليز تراس، قبل أن يتخذ النواب وربما أعضاء الحزب قرارهم، بموجب القواعد التي قدمها حزب المحافظين، الخميس.
والعملية الآن أكثر انتقائية بكثير من تلك التي أعقبت استقالة بوريس جونسون في يوليو (تموز)، فقد تمكن حينها ثمانية مرشحين من تقديم أنفسهم إلى النواب الذين رفضوا ستة منهم، ومُنح أعضاء الحزب ستة أسابيع للتصويت والاختيار بين الاثنين المتأهلين للاقتراع النهائي.
وأوضح مسؤول الأغلبية غراهام برادي "لقد شددنا المعايير ولكن يمكن أن يحققها أي مرشح جاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتقدم أي مرشح رسمياً حتى الآن. ومن بين الشخصيات التي يتوقع ترشحها وزير المالية السابق ريشي سوناك والوزيرة بيني موردونت ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي استقالت من الحكومة، الأربعاء، وبوريس جونسون الذي يفكر وفق صحيفة "تايمز" في الترشح بدافع خدمة "المصلحة الوطنية".
السباق التالي إلى داونينغ ستريت
واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل التي تواجه المحافظين هي كيفية انتخابهم زعيماً جديداً، بعد أن اختار أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفاً تراس على غير رغبة المشرعين المنتخبين في وستمنستر. واشتد الخلاف بين مجموعات داخل الحزب حول اتجاه البلاد منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي السباقات الماضية، تم تقليص عدد المرشحين إلى اثنين من خلال تصويت عدد من النواب على مدار أسابيع، قبل أن يختار الأعضاء الفائز. ويقول كثيرون من المشرعين المحافظين إنه لا يمكن السماح بحدوث ذلك مرة أخرى. قال أحد المشرعين "لا يمكن للأعضاء أن يكون لهم رأي، وعلينا حسم هذا الأمر".
وقال منظمون، إن أي مرشح سيتعين عليه الحصول على دعم 100 مشرع وإذا تجاوز مرشح واحد هذا الحد بحلول الساعة الثانية بعد الظهر (1300 بتوقيت غرينتش)، الإثنين، فسيصبح تلقائياً رئيساً للوزراء. وإذا بقي اثنان من المرشحين، سيقوم أعضاء الحزب بالتصويت عبر الإنترنت.
وأظهر استطلاع هذا الأسبوع أن أغلب الأعضاء يريدون عودة جونسون لكن الاحتمالات تشير إلى أن سوناك هو الأوفر حظاً متفوقاً على موردونت ووزير الدفاع بن والاس وعلى جونسون أيضاً.
أما تراس، فستدخل كتب التاريخ بصفتها رئيسة الوزراء التي تولت المنصب لأقصر فترة بعد أن حطمت الرقم القياسي الذي سجله رئيس الوزراء السابق جورج كانينج الذي شغل المنصب لمدة 119 يوماً حين توفي عام 1827.
ودعا حزب العمال، الحزب المعارض الرئيس في البلاد وكثير من الناخبين إلى إجراء انتخابات عامة.