وصل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى كييف، الثلاثاء 25 أكتوبر (تشرين الأول)، وقال شتاينماير، وفق ما جاء في نص أرسله المتحدث باسمه، "أتطلّع إلى لقائي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف".
"قنبلة قذرة"
في هذا الوقت، أكدت روسيا على تحذيراتها من أن كييف تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة" في أوكرانيا وقالت إنها ستطرح القضية، التي يرفضها الغرب، على مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر. وبعثت روسيا برسالة في هذا الصدد إلى الأمم المتحدة، الليلة الماضية، وقال دبلوماسيون إن موسكو تعتزم إثارة القضية في مجلس الأمن في اجتماع مغلق اليوم.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن في الرسالة "سنعتبر استخدام نظام كييف للقنبلة القذرة عملاً من أعمال الإرهاب النووي".
إرسال مفتشين
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تستعد لإرسال مفتشين في الأيام المقبلة إلى موقعين أوكرانيين بناء على طلب كييف، في رد فعل واضح على المزاعم الروسية بأن أوكرانيا قد تُفجر ما يسمى بالقنبلة القذرة، وهو ما ينفيه مسؤولوها.
جاء إعلان الوكالة التابعة للأمم المتحدة في أعقاب تصريحات لمسؤول روسي رفيع المستوى مفادها بأن معهدين في أوكرانيا مرتبطين بالصناعة النووية يستعدان لإنتاج مثل هذه القنبلة. و"القنابل القذرة" متفجرات تقليدية لكنها تحوي مواد مشعة.
وقالت الوكالة في بيان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم بالتصريحات التي أدلت بها روسيا الاتحادية بشأن أنشطة مزعومة في موقعين نوويين بأوكرانيا"، مضيفة أن كلا الموقعين يخضع بالفعل لعمليات تفتيش وأن أحدهما تم تفتيشه قبل شهر.
وتابعت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لزيارة الموقعين في الأيام المقبلة. الغرض من زيارات الضمانات هو الكشف عن أي أنشطة ومواد نووية محتملة غير معلنة".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيماوية الروسية، قوله في إفادة صحافية، "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا، هناك مؤسستان في أوكرانيا لديهما تعليمات واضحة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة".
وسبق أن حددت وكالة الإعلام الروسية الرسمية ما قالت إنهما موقعان مشاركان في العملية، وهما محطة تخصيب المعادن في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط أوكرانيا ومعهد الأبحاث النووية في كييف.
ولم يشر بيان وكالة الطاقة الذرية إلى أي من المرفقين. لكنه نقل عن مديرها العام رافائيل غروسي قوله إن الوكالة "فتشت أحد هذين الموقعين قبل شهر وكانت جميع النتائج التي توصلنا إليها متوافقة مع إعلانات الضمانات الأوكرانية.
ولم يُعثر هناك على أنشطة أو مواد نووية غير معلنة.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا غرد على "تويتر" في وقت سابق قائلاً إنه تحدث إلى غروسي وحثه على "إرسال خبراء إلى منشآت سلمية في أوكرانيا تزعم روسيا إنها تطور قنبلة قذرة. وأضاف "وقد وافق".
تهديد أميركي
من جانبه، قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن روسيا ستواجه عواقب سواء استخدمت ما تسمى "القنبلة القذرة" أو سلاحاً نووياً تقليدياً.
واتهمت دول غربية روسيا بالتخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية كذريعة للتصعيد في أوكرانيا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستتعامل مع استخدام "قنبلة قذرة" بنفس تعاملها مع استخدام أي قنبلة نووية أخرى، قال برايس إنه "ستكون هناك عواقب" على روسيا في الحالتين.
وأضاف برايس للصحافيين "سواء استخدمت قنبلة قذرة أو قنبلة نووية. كنا واضحين للغاية بشأن ذلك".
زيلينسكي يطالب إسرائيل بالانضمام لأوكرانيا
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إسرائيل إلى الانضمام لبلاده في قتال روسيا، وكرر طلبه بخصوص الحصول على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية.
وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو لمؤتمر لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية "ألم يأن لدولتكم أن تختار في صف من ستقف؟".
وأضاف "أهي مع العالم الديمقراطي، الذي يتكاتف في وجه التهديد الوجودي لوجوده؟ أم مع من يحاولون غض أبصارهم عن الإرهاب الروسي، حتى وإن كانت تكلفة الإرهاب المستمر هي الدمار التام لأمن العالم".
ونددت إسرائيل بالهجوم الروسي. لكنها حذرة من توتر علاقاتها مع موسكو، صاحبة النفوذ في سوريا المجاورة حيث تهاجم القوات الإسرائيلية بشكل متكرر ميليشيات موالية لإيران، كما أنها تريد ضمان ما فيه الخير ليهود روسيا.
وتعرضت البلاد لبعض الانتقادات بسبب موقفها في واشنطن الاثنين. وقال مايك ترنر، النائب الأميركي عن الحزب الجمهوري، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف بعد أن سافر إلى أوكرانيا إنه يشعر "بخيبة أمل شخصية" من إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع ترنر، الذي يشغل مناصب عليا في لجنتي الاستخبارات والقوات المسلحة بمجلس النواب "لم نشهد قط، منذ البوسنة، هذا المستوى من البلطجة القاتلة المطلقة ضد المدنيين الأبرياء منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حان الوقت لجميع الديمقراطيات وجميع البلدان التي لديها بوصلة أخلاقية أن تقف معاً ضد هذا النوع من الوحشية".
وتقصر إسرائيل، التي ستختار حكومة جديدة في الانتخابات التي ستجرى في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، مساعداتها على تقديم معونات إنسانية ومعدات دفاعية. وعرضت في الآونة الأخيرة على الأوكرانيين مساعدتهم في تطوير نظام إنذار من الهجمات الجوية على المدنيين.
وقال زيلينسكي إن ذلك ليس كافياً وطلب من القادة الإسرائيليين إعادة النظر في إرسال دفاعات جوية أيضاً. ومنذ بدء الحرب في فبراير (شباط) دأب على طلب هذا الأمر نفسه مرات عدة.
مطالبة بايدن بالتفاوض لإنهاء الحرب
حض نواب ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي الاثنين الرئيس جو بايدن على السعي للتفاوض مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا، بحيث تشمل استكشاف إمكانية التوافق على ترتيبات أمنية تكون مقبولة من الطرفين.
وقال 30 نائباً ديمقراطياً في رسالة إنهم يعارضون "الهجوم الروسي الشائن وغير الشرعي لأوكرانيا"، مشيرين إلى اتفاقهم مع البيت الأبيض على أن التسوية تعود في النهاية إلى ما تقرره كييف.
وأضاف النواب وعلى رأسهم براميلا جايابال رئيسة التجمع التقدمي بالكونغرس "لكن بصفتنا مشرّعين مسؤولين عن إنفاق عشرات المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على المساعدات العسكرية في هذا النزاع، نعتقد أن مثل هذا الانخراط في هذه الحرب يحمّل أيضا الولايات المتحدة مسؤولية استكشاف جميع السبل الممكنة بجدية".
ودعت الرسالة إلى التعامل المباشر مع روسيا لإيجاد حل "يكون مقبولاً من الشعب الأوكراني".
ولفت النواب إلى أنه "من المفترض أن يتضمن إطار عمل كهذا حوافز لإنهاء الأعمال العدائية، بما في ذلك شكل من أشكال تخفيف العقوبات، وجمع المجتمع الدولي لوضع ضمانات أمنية لأوكرانيا حرة ومستقلة تكون مقبولة من جميع الأطراف، وبخاصة الأوكرانيين". وأكدت الرسالة أن "البديل عن الدبلوماسية هو حرب طويلة الأمد".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طالب قبل الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير بضمانات بعدم انضمام الجمهورية السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي بشكل نهائي.
وشكك المسؤولون الأميركيون بأن تكون الخشية من انضمام أوكرانيا إلى الحلف مصدر القلق الحقيقي لبوتين، لكنهم على رغم ذلك شاركوا في محادثات رفيعة المستوى مع روسيا حتى يوم الهجوم.
ورداً على سؤال حول الرسالة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس "لا أحد يريد أن يرى هذه الحرب تنتهي أكثر من نظرائنا الأوكرانيين". وأضاف "لا نعرف متى سيحدث ذلك، وبشكل أساسي فقط لأننا لم نر أي مؤشر من الروس على استعدادهم للمشاركة في هذا النوع من الدبلوماسية والحوار". وتابع برايس "نقدم لشركائنا الأوكرانيين ما يحتاجون إليه في ساحة المعركة، بحيث يكونون في أقوى موقف ممكن عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات".
أما الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير فقد صرحت بشكل منفصل "لقد كنا واضحين جداً: لا شيء بخصوص أوكرانيا من دون أوكرانيا".
وأقرت واشنطن في مايو (أيار) 40 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا، متقدمة بذلك الجهود الغربية لتوفير أسلحة ودعم الاقتصاد الذي دمرته الهجمات الروسية.
وتعهد زيلينسكي الذي كان قد أشار سابقاً إلى إمكان التخلي عن محاولة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، بهزيمة الروس واستعادة الأراضي التي احتلوها.
500 مليون دولار
وسط هذه الأجواء، قال البنك الدولي إنه قدم 500 مليون دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا على تلبية حاجات الإنفاق العاجلة التي نجمت عن الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، والحرب المستمرة على أراضيها.
جاء ذلك عشية مؤتمر ينعقد في برلين، الثلاثاء، يناقش خلاله زعماء عالميون وخبراء تنمية ومدراء تنفيذيون كيفية إعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب.
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس في بيان "يواصل الهجوم الروسي التسبب في دمار هائل للبنية التحتية الأوكرانية، بما يشمل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، مع اقتراب فصل الشتاء، ما يعرض الشعب الأوكراني لمزيد من الخطر"، وأضاف "سيستخدم الجزء الجديد من التمويل للحفاظ على الخدمات الحكومية الأساسية. نقف بحزم لدعم الشعب الأوكراني وهو يواجه هذه الأزمة التي لا مثيل لها".
وجمع البنك الدولي ما إجماليه 13 مليار دولار من التمويل الطارئ لأوكرانيا.