دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس إلى معاقبة شركات النفط والغاز إذا لم تستخدم أرباحها للمساعدة في خفض كلفة الطاقة للمستهلكين، كما زاد من انتقاداته لصناعة الوقود الأحفوري قبل انتخابات التجديد النصفي الأسبوع المقبل.
وقال بايدن، الإثنين 31 أكتوبر (تشرين الأول)، في البيت الأبيض "أرباحهم مكاسب غير متوقعة من الحرب" وأضاف "في وقت الحرب، تتحمل أية شركة تحصل على أرباح تاريخية مفاجئة كهذه مسؤولية التصرف بما يتجاوز المصلحة الذاتية الضيقة لمديريها التنفيذيين ومساهميها".
وأردف أن مستشاريه سيعملون مع الكونغرس لتمرير تشريع يضمن لشركات النفط "دفع ضريبة أعلى على أرباحها الزائدة ومواجهة قيود أخرى" إذا لم تتخذ الشركات إجراءات لمساعدة المستهلكين.
ومن المتوقع أن يواجه الاقتراح عقبات في الكونغرس، بخاصة إذا فاز الجمهوريون بغالبية في أحد المجلسين أو كليهما في انتخابات التجديد النصفي في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن الجمهوريين يفضلون تولي مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ لا تزال قائمة.
وتتراجع معدلات شعبية بايدن بسبب ارتفاع أسعار الطاقة من بين أمور أخرى قبل الانتخابات النصفية، إذ سجلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة معدلاً وطنياً قياسياً بلغ نحو خمسة دولارات للغالون في أوائل يونيو (حزيران) ثم تراجعت لأشهر، وفي الأسابيع الأخيرة توقفت الأسعار عن الهبوط السريع إذ بلغ متوسط الولايات المتحدة 3.76 دولار للغالون، وفقاً للجمعية الأميركية للسيارات (إيه إيه إيه).
ضريبة على برميل النفط
وظل البيت الأبيض يدرس منذ أشهر المصادقة على اقتراح بفرض ضرائب على ما يسميه الرئيس ومستشاروه الأرباح المفاجئة لشركات النفط والغاز، وفقاً لمسؤولي الإدارة. وطرحت مجموعة من الديمقراطيين التقدميين تشريعات في وقت سابق من هذا العام من شأنها أن تفرض ضريبة على البرميل تعادل 50 في المئة من الفرق بين السعر الحالي للنفط الخام ومتوسط السعر بين عامي 2015 و2019، بحسب ما قال المشرعون في بيان يلخص مشروع القانون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه انتقد "معهد البترول الأميركي" وهو مجموعة تجارية لصناعة النفط والغاز الطبيعي تصريحات الرئيس قائلاً إن "شركات النفط لا تحدد الأسعار، أسواق السلع العالمية هي التي تفعل ذلك"، وأوضح رئيس المجموعة مايك سومرز أن زيادة الضرائب على الطاقة الأميركية تثبط الاستثمار في الإنتاج الجديد، وهو عكس ما هو مطلوب.
وكانت تعليقات بايدن، الإثنين، بمثابة هجومه الخطابي الأخير على صناعة النفط والغاز استجابة لارتفاع أسعار الطاقة وأطلق بايدن عشرات الملايين من براميل النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي ودعا لجنة التجارة الفيدرالية إلى التحقيق في ما إذا كانت شركات النفط والغاز تشارك في سلوك غير قانوني وتستهدف إبقاء أسعار البنزين مرتفعة، ووصف مسؤولو صناعة النفط طلب الرئيس بإجراء تحقيق من قبل لجنة التجارة الفيدرالية بأنه "إلهاء غير مبرر".
معارضة شركات الطاقة
أعلنت "إكسون موبيل كورب" أكبر شركة نفط أميركية، الجمعة، عن أرباح بلغت نحو 20 مليار دولار في الربع الثالث وهي الفترة الأكثر ربحاً على الإطلاق والتي تكاد تضاهي تلك التي حققتها شركة "أبل إنك" العملاقة للتكنولوجيا بقيمة 11.2 مليار دولار واستفادت الشركتان من استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ولم ترسل الشركات أية خطط لزيادة الإنفاق على النفط أو إنتاج الوقود بما يتجاوز تلك التي وضعتها سابقاً.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون" دارين وودز الأسبوع الماضي إن السياسات التي طرحتها إدارة بايدن بما في ذلك ضريبة الأرباح المفاجئة والقيود المفروضة على صادرات الوقود ستكون لها "عواقب سلبية كبيرة على المدى الطويل".
وفي مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين، الجمعة، أوضح وودز أن مثل هذه السياسات ستعوق صناعة النفط، لكن "إكسون" ستحتفظ بميزتها التنافسية بسبب أعمالها المتنوعة، مضيفاً أن "إكسون" تستثمر رأس المال بوتيرة أسرع من نظيراتها ومشيراً إلى زيادة قدرة تكرير النفط بمقدار 250 ألف برميل يومياً أوائل العام المقبل في منشأة على الساحل وزيادة إنتاجها النفطي هذا العام في بيرميان.
وقال وودز "نحن ندرك الألم الذي تسببه الأسعار المرتفعة. لكن لسوء الحظ، فإن السوق الذي نحن فيها اليوم هي وظيفة لعدد من السياسات وبعض السرد الذي تم تداوله في الماضي."
من جانبه وصف الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" مايك ويرث ضرائب الأرباح المفاجئة المحتملة بـ"قصر النظر" وقال إنها سترسل إشارة سلبية إلى شركات صناعة النفط الأميركية.
وشرح "عادة، إذا كنت تريد قليلاً من شيء ما، فإنك تفرض ضرائب عليه. وفي المقابل إذا كنت تريد مزيداً من شيء ما فأنت تميل إلى عدم فرض ضرائب إضافية."
ورأت شركة "أميركان فيول أند بيتروكيميكال مانيوفاكتشيرينغز" وهي مجموعة تجارية لتكرير النفط أن فرض ضريبة أرباح غير متوقعة من المرجح أن تثني منتجي النفط الأميركيين عن ضخ القدر نفسه من النفط والغاز، مما يرفع الأسعار في المضخة.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة شيت طومسون "ضريبة الأرباح غير المتوقعة كسياسة عامة ضارة بالمستهلكين".