بعد 10 ساعات من افتتاح صناديق الاقتراع في إسرائيل لم تتجاوز نسبة التصويت في البلدات العربية 20 في المئة بكثير في مقابل 46 في المئة في الوسط اليهودي، مما ينذر بخطر حقيقي على القوائم الثلاث، "العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس، و"التجمع الوطني" برئاسة سامي أبو شحادة، و"الجبهة الديمقراطية" و"الحركة العربية للتغيير" برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي.
هذه المعطيات عكست نفسية الإحباط لدى المصوتين العرب، مما استدعى النشطاء السياسيين في الأحزاب العربية إلى تكثيف جهودهم على أمل إحداث قفزة كبيرة خلال الساعات الخمس المتبقية حتى العاشرة مساء، موعد إغلاق الصناديق.
وتصدر اليميني المتطرف إتيمار بن غفير وشريكه بتسلئيل سموطرتش من حزب "الصهيونية الدينية" الحملة التحريضية ضد العرب في محاولة لاستنفار أكبر عدد من الناخبين اليهود، وركز على الشباب ليعلن أن نسبة مصوتي الجمهور اليميني وبينهم الشباب، الذي بنى عليهم حملته الانتخابية، تجاوزت 70 في المئة، وبأنهم مستمرون بتسجيل نسبة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية.
وبحسب ما تبين من المعطيات حتى خمس ساعات قبل إغلاق صناديق الاقتراع فإن نسبة التصويت في المستوطنات شكلت ارتفاعاً منذ ساعات الصباح لم يسجل منذ عام 1999.
النجاح بإسقاط العرب
على مدار الساعة شنت أحزاب اليمين وفي مقدمتها "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، واليميني إتيمار بن غفير، حملة واسعة لترهيب الناخبين العرب، وتعرضت صفحة النائب أيمن عودة على "فيسبوك" لهجوم وتحريض واسع النطاق من آلاف التعقيبات المكررة والمزورة لنشطاء "الليكود" واليمين بهدف قمع التصويت وإسقاط "قائمة الجبهة" و"العربية للتغيير".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يختلف أسلوب التحريض من قبل نتنياهو وأحزاب اليمين عن الأكثر يمينية بن غفير، حيث المعادلة واضحة، نسبة تصويت عالية في الوسط اليهودي تعني تهديداً حقيقياً للقوائم العربية وحتى لقائمتي "ميرتس" اليسارية و"العمل"، الأمر الذي يقود في النهاية نتنياهو إلى تشكيل حكومة تضم أحزاب اليمين وفي مقدمهم بن غفير، الذي تعطيه استطلاعات الرأي ارتفاعاً متواصلاً يضمن له المكانة الثالثة بعد "الليكود" وحزب "أزرق – أبيض" برئاسة يائير لبيد.
وفي خطوة غير مسبوقة خلال يوم الانتخابات، تنقل إتيمار بن غفير بين البلدات بطائرة مروحية خاصة للترويج للتصويت له. وبعد أن خرج بحملة واسعة تفزع اليهود من وصول العرب إلى الكنيست أقلع بطائرة إلى جنوب إسرائيل، حيث يحظى زعيم "أزرق – أبيض" بيني غانتس بإقبال كبير من الناخبين، في محاولة لاستقطاب مصوتين له، وانطلق تحت شعار "إما أن تكون الحكومة مع غانتس أو مع بن غفير".
وحذر بن غفير من أن "رئيس حزب (الليكود) بنيامين نتنياهو سيوافق مرة أخرى على تشكيل حكومة مع غانتس الأكثر وسطية إذا لم يفز حزب (الصهيونية المتدينة) بمقاعد كافية".
الجولان يشارك بخجل
تضع القوائم العربية هدف الوصول إلى نسبة 50 في المئة من أصوات الناخبين لضمان تجاوزها نسبة الحسم. وبحسب الإحصاءات يقارب عدد الناخبين العرب في سجل الناخبين 1.1 مليون شخص، إذ إن نسبة العرب من بين أصحاب حق الاقتراع تلامس 16 في المئة.
في انتخابات عام 2021 لم تتجاوز نسبة المصوتين العرب 45 في المئة، مما أدى إلى تراجع تمثيلهم إلى 10 مقاعد فقط، وحتى تتمكن القوائم من الحفاظ على قوتها يتطلب الأمر رفع نسبة التصويت إلى 50 في المئة على الأقل.
وكان لافتاً هذه المرة ارتفاع مشاركة السوريين أبناء الجولان الذين كانوا يرفضون الحصول على هوية إسرائيلية، لكن نسبة 10 في المئة منهم عادوا وحصلوا عليها خلال السنوات الأخيرة، في ظل استمرار الأوضاع القاسية في سوريا، وهؤلاء يستطيعون التصويت.
وبلغ عدد من يحق لهم الاقتراع في الجولان 700 شخص، وحتى ساعات بعد الظهر لم تتجاوز نسبة تصويتهم 10 في المئة.
وفي استطلاع أجري هناك، ذكر الأكثرية منهم أن الأمن هو أهم قضية تهمهم. وتبين أن معظم المصوتين يدلون بأصواتهم لليمين الإسرائيلي، وقلة منهم لأحزاب اليسار.