ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قال إن المسؤولين الأميركيين الذين يدعمون الاحتجاجات في إيران "وقحون".
وقال خامنئي الأربعاء، الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن "المسؤولين الأميركيين الذين يدعمون الاحتجاجات وقحون، وهؤلاء الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة قوة محصنة مخطئون، إنها ضعيفة للغاية مثلما تظهر الأحداث الراهنة".
ويصف القادة الإيرانيون الاحتجاجات بأنها مؤامرة من أعداء الجمهورية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، وشارك متظاهرون من جميع أطياف المجتمع، ولعب الطلاب والنساء دوراً بارزاً، وأحرقت نساء حجابهن في هذا الحراك.
وتأتي تصريحات خامنئي بينما تتواصل حركة الاحتجاج في إيران للتنديد بالنظام القائم، في تحد لحملة القمع التي تشهد حالياً محاكمة موقوفين يواجه عدد منهم عقوبة الإعدام.
وتعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، يمكن لجميع أعضاء المنظمة الدولية حضوره.
وستتحدث أمام الاجتماع الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام والممثلة والناشطة نازانين بونيادي إيرانية المولد.
وحثت طهران دول العالم، الإثنين، على عدم حضور الاجتماع، في رسالة تتهم واشنطن بتسييس حقوق الإنسان، وفق وكالة "رويترز".
وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد عرافاني في رسالته الموجهة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن "الولايات المتحدة ليس لديها قلق حقيقي وفعلي في شأن وضع حقوق الإنسان في إيران أو في أي مكان آخر".
ووصف الاحتجاجات بأنها قضية داخلية، وكتب أنه ستكون هناك "نتائج عكسية فيما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان" إذا ناقش مجلس الأمن الدولي هذه القضية.
وكتب عرافاني يقول "الولايات المتحدة تفتقر للمؤهلات السياسية والأخلاقية والقانونية المطلوبة لعقد مثل هذا الاجتماع، مما يشوه المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".
وتلقي إيران بمسؤولية الاضطرابات على كاهل "أعدائها الأجانب وعملائهم" في البلاد.
وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن اجتماع الأربعاء يهدف إلى "تسليط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران"، وتحديد سبل تعزيز التحقيقات الموثوقة والمستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وشكك عرافاني في التزام الولايات المتحدة الدفاع عن المرأة الإيرانية، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "الاعتراض صراحة على مثل هذه الممارسات المتهورة والخطيرة التي تحاول الولايات المتحدة من خلالها خلق مثل هذه السابقة الخطيرة وتسييس قضايا حقوق الإنسان من أجل تحقيق أجندتها السياسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشهد إيران منذ ستة أسابيع احتجاجات غير مسبوقة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، على إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وحذرت السلطات المتظاهرين الأسبوع الماضي من أن الوقت قد حان لإخلاء الشوارع، لكن لم تظهر أية مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي تواصلت في مناطق سكنية وشوارع رئيسة وجامعات في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت منظمة "إيران هيومن رايتس" الحقوقية ومقرها أوسلو، أن الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 160 متظاهراً على الأقل، فيما لقي 93 شخصاً على الأقل حتفهم خلال تظاهرات منفصلة اندلعت في الـ 30 من سبتمبر بمدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد، على خلفية تقارير أفادت عن تعرض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، بحسب المنظمة الحقوقية.
وأشارت عائلة مهسا أميني إلى أن وفاة ابنتها نتجت من ضربة على الرأس أثناء احتجازها، لتطعن السلطات الإيرانية في هذا التفسير وتأمر بإجراء تحقيق.
ومع أن إيران شهدت احتجاجات خلال العقدين الماضيين، فإن الحركة الحالية تكسر المحظورات بشكل منتظم.
وأظهرت صور انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوحات جدارية للمرشد الأعلى آية الله على خامنئي وسلفه آية الله روح الله الخميني، مطلية باللون الأحمر في مدينة قم المقدسة.
وأوقف آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد خلال حملة قمع الاحتجاجات، بحسب ما أفاد ناشطون حقوقيون، بينما أعلن القضاء الإيراني أن 1000 شخص وجهت إليهم اتهامات بالفعل حول صلاتهم بما وصفه بأنه "أعمال شغب".
وسعت القوى العالمية إلى تشديد الضغط على إيران مع إعلان كندا الإثنين عقوبات جديدة تستهدف الشرطة والمسؤولين القضائيين.
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز الإثنين إن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض مزيد من العقوبات على إيران، معرباً عن صدمته لأن "الناس الذين يتظاهرون سلمياً في الاحتجاجات الإيرانية يموتون".