Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رجل أعمال روسي يعترف بالتدخل في الانتخابات الأميركية

الجمهوريون يتعهدون بتوجيه "تنبيه" لبايدن واستطلاعات الرأي تضعهم بمقدمة سباق الكونغرس

رجل الأعمال الروسي يفجيني بريجوجين مع بوتين عندما كان رئيسا للوزراء في 20 سبتمبر 2010 (أ ف ب)

قال رجل الأعمال الروسي يفجيني بريجوجين، الإثنين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه تدخل في الانتخابات الأميركية وسيواصل التدخل في المستقبل.

وهو الاعتراف الأول من نوعه من شخصية وضعتها واشنطن رسمياً في دائرة المتورطين في جهود التأثير في السياسة الأميركية.

وفي تعليقات نشرتها الخدمة الإعلامية الخاصة في شركته "كونكورد" لخدمات الضيافة على موقع "فكونتاكتي"، المكافئ الروسي لـ"فيسبوك"، قال بريجوجين "تدخلنا في الانتخابات الأميركية وما زلنا نتدخل وسنواصل التدخل، نعرف كيف نفعل هذا على طريقتنا بحرص ودقة وسلاسة".

ونشر التعليق قبل ساعات من انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، رداً على طلب للتعليق من موقع أنباء روسي، وقال بريجوجين "خلال عملياتنا متناهية الدقة، سنستأصل الكليتين والكبد دفعة واحدة"، ولم يوضح تعليقه الغامض.

واتهم بريجوجين، الذي غالباً ما يشار إليه "بطباخ بوتين"، لأن شركة الضيافة التي يملكها متعاقدة مع "الكرملين" بشكل رسمي برعاية "مزارع المتصيدين" (مكاتب يتم تمويلها لتوظيف أشخاص بهدف نشر تعليقات تحريضية وغير صحيحة لإثارة الجدل عبر الإنترنت) المدعومة من روسيا التي تسعى إلى التأثير في السياسة الأميركية.

جائزة 10 ملايين دولار

وفي يوليو (تموز)، عرضت وزارة الخارجية الأميركية جائزة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل الإبلاغ عن معلومات حول صلة بريجوجين "بالتدخل في الانتخابات الأميركية"، وتعرض لعقوبات من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ولم يكن بريجوجين معروفاً لدى العامة حتى وقت قريب، لكن تزايدت تصريحاته خلال الحرب على أوكرانيا، ومن بينها انتقادات لأداء الجنرالات الروس.

وفي سبتمبر (أيلول)، اعترف بتأسيس مجموعة المرتزقة التي تعرف باسم "فاغنر" الموالية لـ"الكرملين"، التي تنشط في سوريا وأفريقيا وأوكرانيا.

ويوم الجمعة الماضي، فتحت "فاغنر" مركزاً لتكنولوجيا الدفاع في سان بطرسبرج، وهي خطوة إضافية لبريجوجين لتأكيد أوراق اعتماده العسكرية.

إقرار رجل الأعمال المقرب من بوتين بحصول "تدخل" في الانتخابات الأميركية يأتي عشية انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، حيث إن موسكو متهمة منذ سنوات بالتدخل.

"تنبيه بايدن"

تعهد الجمهوريون، الأحد السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، بتوجيه "تنبيه" إلى الرئيس جو بايدن واستعادة الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية الحاسمة هذا الأسبوع، فيما أصر الديمقراطيون على أنهم ما زالوا في المعركة مع بقاء يومين على الاستحقاق.

ويؤدي بايدن وسلفه دونالد ترمب دورين رئيسين لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الثلاثاء التي يقول الرئيس الأميركي إنها تمثل لحظة "حاسمة" للديمقراطية الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد التجمعات التي نظمها الحزبان السبت في ولاية بنسلفانيا، زار بايدن نيويورك وترمب ميامي لحشد المناصرين. وصوت 40 مليون أميركي في وقت مبكر، وفق ما أوردت "أن بي سي نيوز" الأحد، وكان الجانبان يتوقعان الفوز.

لكن استطلاعات الرأي الأخيرة وضعت الديمقراطيين في موقف دفاعي.

وأعلنت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال أن مرشحي حزبها لانتخابات التجديد النصفي المقبلة سيقبلون بالنتائج سواء فازوا أم لا.

زخم جيد

وأعربت ماكدانيال عن اعتقادها بوجود "زخم جيد" لدى الجمهوريين يمكنهم من استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات الثلاثاء، مما سيؤدي في حال حدوثه إلى إعاقة عمل بايدن خلال النصف الثاني من ولايته.

وقالت ماكدانيال في حديث لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي أن أن" عن العملية الانتخابية إن الجمهوريين "يريدون ضمان أن تجري بشكل نزيه وشفاف، وبعد ذلك نترك العملية تأخذ مجراها ونقبل بالنتائج".

وعندما سئلت بشكل مباشر إن كان جميع المرشحين الجمهوريين سيقبلون بالنتائج حتى في حال خسارتهم، أجابت "سيقبلون".

من جهته لخص السيناتور ريك سكوت، رئيس اللجنة الوطنية لمجلس الشيوخ الجمهوري، المزاج السائد بالقول إن حزبه يتوقع "ليلة عظيمة" في مجلسي النواب والشيوخ.

وقال زميله الجمهوري غلين يونغكين حاكم ولاية فرجينيا لبرنامج "ذيس ويك" الحواري الذي تبثه "أي بي سي نيوز" إن معسكره هو الآن "من يقدم حلولاً منطقية" لقضايا ملحة مثل التضخم المرتفع والجريمة. وأضاف "سيشكل الأمر تنبيهاً للرئيس بايدن".

نظريات المؤامرة

ومع تكثيف ترمب نظريات المؤامرة حول التصويت لانتخابات منتصف الولاية وإلقاء العديد من مرشحي حزبه بظلال من الشك على النتائج المقبلة، سعى قادة الحزب إلى طمأنة الناخبين بأن الجمهوريين سيقبلون النتيجة حتى لو خسروا.

وتبنى مئات من الجمهوريين الذين يسعون للفوز الأسبوع المقبل مزاعم ترمب التي لا أساس لها بحصول تزوير في انتخابات عام 2020، وهناك عدد منهم يلقي بظلال من الشك على نتائج انتخابات منتصف الولاية، خلافاً لتعليقات ماكدانيال.

وعلى سبيل المثال، رفضت كاري ليك المرشحة اليمينية المتطرفة للحزب لمنصب حاكم ولاية أريزونا، قول ما إذا كانت ستحترم النتائج.

وعندما سألتها شبكة "سي أن أن" الشهر الماضي عما إذا كانت ستقبل بنتيجة التصويت ردت بالقول "سأفوز في الانتخابات، وسأقبل بهذه النتيجة".

وذكرت وسائل إعلام محلية الأحد أن هذه الجمهورية المصنفة متطرفة تلقت مظروفين يحتويان على مسحوق أبيض "مريب" يحقق فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وعادة ما تعتبر انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة استفتاء على رئيس البلاد الذي يميل حزبه إلى خسارة مقاعد في الكونغرس، خصوصاً إذا كانت نسبة تأييده، كما هي الحال مع بايدن، أقل من 50 في المئة.

الجمهوريون متقدمون

وتظهر استطلاعات الرأي أن الجمهوريين متقدمون في السباق على مجلس النواب، وأنهم يكتسبون زخماً في المواجهات الرئيسة على مقاعد مجلس الشيوخ، فيما يسعى الناخبون إلى التخلص من الإحباط بسبب التضخم الأكثر ارتفاعاً منذ أربعة عقود والهجرة غير الشرعية المتزايدة.

وحضر بايدن قداساً في وقت مبكر الأحد في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، قبل أن يتوجه إلى نيويورك لحشد دعم للحاكمة كايثي هوشول التي تواجه تحدياً جمهورياً قوياً بشكل غير متوقع.

وكان بايدن انضم في اليوم السابق إلى باراك أوباما في ولاية بنسلفانيا الرئيسة المتأرجحة، حيث دعم المرشح إلى مجلس الشيوخ جون فيترمان والمرشح إلى منصب حاكم الولاية جوش شابيرو.

وفي الخطاب الذي ألقاه أمام الآلاف في فيلادلفيا، ذكر بايدن دعم مناصري ترمب المتزايد لنظريات المؤامرة للإضاءة على ما هو على المحك.

وقال بايدن "هذه لحظة حاسمة للأمة" وذلك سعياً إلى إعطاء حزبه دفعاً في انطلاقه نحو خط النهاية.

من جهة ثانية، كان ترمب يحضر تجمعاً منافساً لدعم خصم فيترمان، نجم التلفزيون الشهير محمد أوز، وخصم شابيرو اليميني المتطرف دوغ ماستريانو.

ودافع ترمب عن محاولاته لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020 وحض الأميركيين على "التصويت للجمهوريين هذا الثلاثاء لإحداث موجة حمراء ضخمة". وقال "بعد وقت قصير جداً جداً ستكونون سعداء جداً جداً".

وأكد الملياردير في نهاية خطاب استمر أكثر من ساعتين "نحن أمام أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة". وأضاف "سنستعيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ".

لكن الديمقراطيين رفضوا فرضية سيطرة لا مهرب منها للجمهوريين على الكونغرس.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي شون باتريك مالوني لشبكة "أن بي سي"، "سنحتفظ بهذه الغالبية" مشيراً إلى أن بايدن تلقى اللوم بشكل غير عادل على التضخم فيما لم يحصل إلا على القليل من الفضل في نجاحات مثل نمو الوظائف.

لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الديمقراطيين عانوا لإقناع الناخبين بشأن الهموم اليومية التي تعتبر محورية في انتخابات هذا الأسبوع، وليس هناك ما يدل على أن تحذيرات بايدن في شأن تهديد الديمقراطية قلبت الطاولة لصالحهم.

المزيد من دوليات