أشاد العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الأحد العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، بمشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي من المقرر أن يغذي غرب أفريقيا وأوروبا، في ظل منافسة شديدة مع الجزائر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا.
ووقعت في الرباط منتصف سبتمبر (أيلول) مذكرة تفاهم حول مشروع أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. وتشارك موريتانيا والسنغال أيضاً في هذا المشروع.
طريق إلى أوروبا
وقال محمد السادس في خطاب ألقاه حول الصحراء الغربية "إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الأفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال المقبلة".
وأضاف "نريده مشروعاً استراتيجياً لفائدة منطقة غرب أفريقيا كلها التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "بالنظر إلى البعد القاري لأنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، فإننا نعتبره أيضاً مشروعاً مهيكلاً يربط بين أفريقيا وأوروبا".
ومشروع خط أنبوب الغاز النيجيري - المغربي الذي لم يحدد جدولاً زمنياً لإنجازه بعد، يندرج في سياق جيوسياسي يطغى عليه طلب دولي قوي على الغاز والنفط وارتفاع في الأسعار على أثر الحرب الروسية على أوكرانيا. وتسعى دول عدة، خصوصاً في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على روسيا.
يبلغ طول مشروع أنبوب غاز نيجيريا - المغرب ستة آلاف كيلو متر، ويمر عبر 13 دولة أفريقية على طول ساحل المحيط الأطلسي، ويفترض أن يمد دولاً غير ساحلية هي النيجر وبوركينا فاسو ومالي بالخام.
وينبغي أن يتيح المشروع نقل أكثر من خمسة آلاف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب، بالتالي سيتم ربطه مباشرة بخط أنابيب المغرب - أوروبا (GME) وشبكة الغاز الأوروبية.
عن مغربية الصحراء
وأعلن مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب نهاية عام 2016، ويأتي على خلفية خصومة إقليمية متزايدة بين المغرب والجزائر التي تعتبر أكبر مصدر أفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالمياً.
وبلغت الأزمة بين البلدين الجارين ذروتها مع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في أغسطس (آب) 2021 بقرار من الجزائر.
وعلى إثر ذلك قطعت الجزائر الغاز عن المغرب، وأغلقت في أكتوبر (تشرين الأول) أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب.
مذاك تسعى الرباط إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتها.
وفي نهاية يوليو (تموز) وقع وزراء الطاقة الجزائري والنيجيري والنيجري مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع منافس ضخم لضخ الغاز عبر الصحراء يزيد طوله على أربعة آلاف كيلو متر لإيصال الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر النيجر والجزائر. ولم يحدد أي جدول زمني لإنجاز المشروع.
وفي خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ47 لـ"المسيرة الخضراء"، قال العاهل المغربي إن "مسار ترسيخ مغربية الصحراء" قد دخل "مرحلة حاسمة".
ودعا العاهل المغربي في أغسطس بعض الدول الشريكة للمغرب التي لا تؤيد بوضوح موقف الرباط في شأن النزاع في الصحراء الغربية إلى "توضيح مواقفها"، من دون أن يخص أية دولة بالذكر.