أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، بانتخابات منتصف الولاية التي نُظّمت الثلاثاء في الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "يوم جيد للديمقراطية" لكن الأميركيين "لا يزالون مصابين بخيبة أمل"، وذلك بعدما نجح معسكره في الحد من الأضرار على الرغم من أن التوقعات تفيد بتقدم الجمهوريين على الديمقراطيين في مجلس النواب، في حين ما زال مصير مجلس الشيوخ معلقاً.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي، "في حين كانت توقعات الصحافة والخبراء تشير إلى موجة حمراء، لم يحصل ذلك"، في إشارة إلى اللون الذي يعتمده الحزب الجمهوري.
وأبدى الرئيس "استعداده" للعمل مع المعارضة الجمهورية في الكونغرس مؤكداً انفتاحه على كل "الأفكار الجيدة". وأشار إلى أنه سيدعو قريباً قادة المعارضة إلى اجتماع في البيت الأبيض.
كما أعلن بايدن أن "لديه النية" للترشح لولاية رئاسية ثانية لكنه سيؤكد ذلك "مطلع العام المقبل".
وليل الثلاثاء الأربعاء، بدا الجمهوريون في موقع جيد للفوز بالغالبية في مجلس النواب لكن بفارق ضئيل. أما في مجلس الشيوخ، فانتزع معسكر الرئيس الديمقراطي جو بايدن البالغ من العمر 79 عاماً، من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشد في هذه الانتخابات.
فقد فاز في بنسلفانيا الديمقراطي جون فيترمان بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، ما يعطي أملاً لبايدن بالاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ حيث كان الجمهوريون يتمتعون حتى الآن بتقدم طفيف في استطلاعات الرأي.
وباتت التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ معلقة الآن على أربعة مقاعد: أريزونا ونيفادا وجورجيا وويسكونسن، وهو عدد كبير من الولايات، إذ أن فرز الأصوات يمكن أن يتطلب أياماً عدة.
كما قد يتطلب حسم السيطرة على مجلس الشيوخ أسابيع إضافية، إذ تتجه ولاية جورجيا إلى إجراء جولة إعادة للانتخابات على مقعد مجلس الشيوخ في السادس من ديسمبر (كانون الثاني)، مع عجز أي من المرشحين الجمهوري والديمقراطي عن تجاوز عتبة الـ50 في المئة من الأصوات للفوز بعد فرز 99 في المئة من بطاقات الاقتراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد حملة محتدمة تمحورت حول التضخم، كان الجمهوريون واثقين من حرمان بايدن من غالبيته في الكونغرس لا سيما وأن شعبيته تتراجع، وكانوا متفائلين بانتزاع مقاعد في دوائر تعتبر محسومة للديمقراطيين.
لكن الحزب الجمهوري الذي توقعت تقديرات أن يحصد عدداً إضافياً من المقاعد، 10 أو 25 وحتى 30، مضطر لخفض سقف توقعاته. وقال المسؤول الجمهوري كيفن ماكارثي ليل الثلاثاء الأربعاء، "من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب" من دون التطرق إلى حركة "مد".
وقال السناتور المؤثر ليندسي غراهام، وهو صديق مقرب لترمب، لشبكة "أن بي سي"، إن "الأمر ليس بالتأكيد مداً جمهورياً. هذا أمر مؤكد".
وفي ما يتعلق بحكام الولايات، كان يجري التنافس على 36 من هذه المناصب الثلاثاء، تجنب حزب بايدن تراجعاً كبيراً عبر احتفاظه بالسيطرة على ولاية نيويورك حيث كان الجمهوريون يعتقدون أن بإمكانهم الإطاحة بالحاكمة كاثي هوشول. وانتزع الديمقراطيون أيضاً منصبي حاكمين من الجمهوريين في ماريلاند وماساتشوستس حيث ستكون مورا هيلي أول مثلية الجنس تتولى منصب حاكمة، واتصل بها بايدن فوراً لتهنئتها.
وفي فلوريدا، أعيد انتخاب الحاكم الجمهوري المنتهية ولايته رون ديسانتيس، وهو مرشح محتمل للرئاسة الأميركية في انتخابات 2024.
ويترقّب ملايين الأميركيين نتائج انتخابات منتصف الولاية في استحقاق مفصلي يشمل تصويتاً على مستويات عدة، سيحدد هامش المناورة لبايدن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي قد يخوضها ترمب.
ويفضي الاقتراع إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل (435 مقعداً) وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية، كما تجري خمس ولايات استفتاءات حول الحق في الإجهاض.
وكان الرئيس الديمقراطي الذي من المحتمل أن يخسر السيطرة على الكونغرس في هذا الاقتراع غير المواتي للحزب الحاكم، قال في تغريدة الثلاثاء، "اليوم، أجعلوا صوتكم مسموعاً، صوتوا"، في وقت وعد سلفه الجمهوري بـ"إعلان مهم" الأسبوع المقبل، مفسحاً المجال أمام تكهنات في شأن إعلان ترشحه للبيت الأبيض.
وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت الباكر في جميع أنحاء البلاد. وتشهد بعض الولايات الرئيسة انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحك في الانتخابات الرئاسية للعام 2020.
تابعوا مستجدات الانتخابات النصفية الأميركية مع اندبندنت عربية: