تحدثت كريستينا آبلغيت بصراحة عن أعراض التصلب العصبي المتعدد Multiple Sclerosis [أو التصلب اللويحي الذي يعرف اختصاراً بـ"أم أس" MS] التي تغاضت عنها قبل تشخيص إصابتها بهذا الداء في 2021.
نجمة المسلسل التلفزيوني The Dead to Me (ميت بالنسبة إليّ)، البالغة من العمر 50 سنة، تحدثت عن العلامات التحذيرية التي اشتكت منها قبل تشخيص إصابتها بهذا الداء الذي يندرج ضمن مجموعة أمراض المناعة الذاتية، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قائلة إنها تتمنى لو أنها كانت أولت هذه المؤشرات التحذيرية اهتماماً أكبر.
وفق آبلغيت، واجهت أحد المؤشرات الأولى على أن ثمة خطباً ما أثناء تصويرها مشهد رقص للموسم الأول من المسلسل الذي تبثه شبكة "نتفليكس"، شعرت حينها أنها مختلة التوازن. وقالت الممثلة إنها وجدت نفسها عاجزة عن لعب كرة المضرب إلا بشق الأنفس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن مع ذلك، بدلاً من أخذ هذه الحالات بوصفها علامات على وجود مشكلة صحية محتملة تنتظرها، قالت آبلغيت إنها تحملت وضغطت على نفسها أكثر.
"أتمنى لو أنني كنت أعرت حالتي الاهتمام. ولكن كيف لي أن أعرف؟"، أخبرت الممثلة "نيويورك تايمز".
في الواقع، تختلف علامات وأعراض التصلب العصبي المتعدد، علماً أن هذا الداء يطاول الجهاز العصبي المركزي، باختلاف الأشخاص، كذلك تتغير خلال مسار تطور المرض. ومع ذلك، تشير "مايو كلينك" إلى أن الأعراض غالباً ما تؤثر في حركة المريض، وتتسبب بشعور بالخدر أو الضعف في اليدين والقدمين، أو "إحساس بصدمة كهربائية" ترافقها حركات معينة في العنق [مثل تحريك العنق إلى الأمام]. كذلك يؤثر المرض سلباً في التوازن، ويسبب "ارتجافات، أو انعدام التنسيق، أو مشية غير مستقرة".
في نهاية المطاف، تنامت أعراض آبلغيت حتى صارت أكثر حدة، إذ تذكرت الممثلة كيف أن "الوخز والخدر" أخذا يتفاقمان في يديها وقدميها. وفي صيف 2021، شخص الأطباء إصابتها بداء التصلب العصبي المتعدد.
"مرحباً أصدقائي"، توجهت آبلغيت إلى متابعيها في تغريدة نشرتها على "تويتر" في 10 أغسطس (آب) 2021"، مضيفة أنه "قبل بضعة أشهر شخّصت إصابتي بالتصلب العصبي المتعدد. كانت رحلة غريبة. لكنني تلقيت دعماً كبيراً من أشخاص أعرفهم يكابدون هذه الحالة الصحية أيضاً".
بعد التشخيص، توقف إنتاج مسلسل "ديد فور مي" موقتاً، إذ بدأت الممثلة بالعلاج. وفق آبلغيت، كان الوقت مفيداً بالنسبة إليها، إذ سمح لها "بالتعامل" مع خسارة حياتها كما كانت تعرفها.
"كان الاتجاه: حسناً، لنعطها بعض الأدوية كي تتحسن حالتها"، تتذكر الممثلة، "ولا شيء أفضل من ذلك. ولكنها كانت مفيدة بالنسبة إلي. كان علي أن أتعامل مع فقدان حياتي، وفقدان ذلك الجزء مني. لذلك كنت بحاجة إلى ذلك الوقت".
ومع ذلك، بينما أقرت آبلغيت بأنها تحتاج إلى الوقت اللازم للتعامل مع هذا الواقع، قالت إن ذلك لا يعني أنها تصالحت مع الداء الذي ربما يؤدي إلى إعاقة، كاشفة أنها "لن تقبل بهذا أبداً".
"صحيح أن ذلك لا يعني أنني أصبحت على الجانب الآخر من المرض، كأن أشعر: رائع، أنا بخير تماماً"، تابعت الممثلة، ولكن "القبول به؟ لا. لن أقبل بهذا أبداً. أنني غاضبة".
في حديثها إلى الصحيفة، أوضحت آبلغيت أيضاً أنها تريد إجراء المقابلة قبل إصدار الموسم الأخير من "ميت بالنسبة إلي"، والذي سيعرض على "نتفليكس" في 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، ذلك أنه "للمرة الأولى سيراني فيها الجميع على ما أنا عليه".
على رغم التوقف عن إنتاجه، عادت آبلغيت أخيراً إلى موقع التصوير كي تنتهي من "ديد فور مي". وأخبرت الممثلة "ذا تايمز" أن خطوتها هذه مردها إلى شعورها بـ "التزام" تجاه مؤلفة البرنامج ليز فيلدمان، وشريكتها في البطولة ليندا كاردليني، كذلك تجاه "القصة" نفسها.
ولكن هذه الخطوة لم تخل من التحديات، إذ أقرت النجمة الأميركية بأنها غير قادرة على العمل لوقت طويل أو بذل مجهود كبير، كاشفة أنها كانت تقصد موقع التصوير على كرسي متحرك. آبلغيت، التي قالت إن الانتهاء من المسلسل كان أصعب مهمة أنجزنها على الإطلاق، في بعض الأوقات كان فيها أحد أفراد الطاقم وأصدقاء يرفعون ساقيها بعيداً من الكاميرات.
هل كانت تنوي الممثلة مشاهدة الموسم الأخير، الذي تدور أحداثه حول المرض، قالت آبلغيت إنها لا تعتقد ذلك، لأنها تجده مؤلماً للغاية.
ولكنها تأمل في أن يتخطى المشاهدون مرضها و"يستمتعوا بالرحلة".
"إذا كره الناس المسلسل، أو أحبوه، وإذا كان كل ما يمكنهم التركيز عليه هو: "أوه، انظروا إلى المقعد المتحرك"، فليس القرار في يدي. أنا متأكدة من أن لسان حال هؤلاء سيكون: لا أستطيع أن أتجاوز ذلك".
"حسناً، لا تتخطاه، إذن. ولكن نأمل في أن يتجاوز الناس إصابتي هذه ويستمتعوا بالرحلة، والقول وداعاً لهاتين الفتاتين".
منذ الكشف عن تشخيصها، كانت آبلغيت صريحة بشأن الصعوبات التي واجهتها مع هذا الداء المصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية. في نوفمبر، احتفلت الممثلة بعيد ميلادها الخمسين معترفة أنها كانت "سنة صعبة".
"نعم. لقد بلغت الخمسين من عمري اليوم. وأكابد التصلب العصبي المتعدد. لقد كانت سنة صعبة. الكثير من الحب مني إليكم جميعاً هذا اليوم. كثيرون يتألمون اليوم، وأنا أفكر فيكم. نرجو أن نجد تلك القوة لرفع رؤوسنا. يستريح رأسي حالياً على وسادتي. ولكني أحاول."
© The Independent